المعابر الحدودية خواصر رخوة تعوق جهود الأردن في احتواء كورونا

عمان - تمثل المعابر الحدودية لاسيما مع سوريا والسعودية تحديا خطيرا لجهود الأردن في احتواء فايروس كورونا وسط قلق من خسارة الإنجازات التي تحققت على مدار الأشهر الماضية على هذا المستوى، في ظل ارتفاع عدد المصابين من معبري جابر والعمري.
وقرر وزير الداخلية الأردني سلامة حماد الأربعاء إغلاق مركز “جابر” الحدودي مع سوريا ابتداء من من صباح اليوم الخميس ولمدة أسبوع.
وشهدت المملكة انتكاسة ملحوظة للوضع الوبائي الخاص بكورونا، إذ أعلنت تسجيل 27 إصابة محلية خلال الساعات الماضية. ومعظم الإصابات لدى موظفي جمارك يعملون في معبر “جابر نصيب” الحدودي مع سوريا.
وحذر الناطق باسم لجنة الأوبئة بالأردن نذير عبيدات في وقت سابق من أن التهاون المسجل في منطقتي جابر والعمري أدى إلى تسجيل إصابات جديدة، في انتقاد ضمني للجهات المعنية من جمارك ووزارة النقل بعدم الالتزام بالبرتوكولات الموضوعة للتقصي عن الوباء.
وهناك قلق من تكرار سيناريو “سائق الخناصري” وهو لقب أطلق على أحد سائقي الشاحنات الكبيرة القادمة من معبر العمري الحدودي مع السعودية، والذي تسبب في نقل العدوى إلى أكثر من 77 شخصا، في مايو الماضي، وأثار ذلك حالة فزع كبيرة لاسيما في مدينة المفرق التي ينتمي إليها، والتي لم تسجل أي إصابات في الموجة الأولى من تفشي الفايروس.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن “وزير الداخلية سلامة حماد أمر الأربعاء وبناء على توصية لجنة تنظيم ومتابعة شؤون الحدود والمطارات خلال الاجتماع الذي عقدته الأربعاء بإغلاق مركز حدود جابر اعتبارا من صباح الخميس ولمدة أسبوع”.
وأكدت اللجنة “ضرورة استكمال وتسريع إجراءات التخليص على البضائع الموجودة حاليا في المركز قبل إغلاقه”. ونقلت الوكالة عن وزير الداخلية قوله إنه “ستتم أثناء فترة إغلاق المركز إعادة النظر وتقييم الإجراءات ومتطلبات الصحة والسلامة العامة اللازمة لحماية المواطنين والكوادر العاملة في المركز”.
وشدد سلامة على أن “إجراءات إعادة التقييم ستشمل جميع المعابر الحدودية (…) والتشديد على متابعة مدى التزام المواطنين باتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، واتباع سبل الوقاية والاحتراز، للحد من انتشار الفايروس بينهم”.
من جهته، أكد رئيس الوزراء عمر الرزاز أن “مجموع الحالات المحلية المسجلة بفايروس كورونا منذ صباح الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء بلغ 25 حالة محلية وغالبيتها من مركز حدود جابر”. وأكد أن ذلك “يشكل مصدر قلق. علينا أن نتحقق من مصادرها واتخاذ الإجراءات الفورية لمنع انتشارها”.
وتعرف سوريا تزايدا خطيرا في أعداد الإصابات بفايروس كورونا في ظل ضعف الرقابة والبنية التحتية الصحية المدمرة، ما يثير مخاوف من حصول كارثة وبائية في هذا البلد الذي يشهد حربا مركبة منذ العام 2011.
وقررت لجنة تنظيم ومتابعة شؤون الحدود والمطارات الأردنية خلال الاجتماع تكليف وزير الصحة سعد جابر بـ”اتخاذ الإجراءات الصحية والوقائية اللازمة للحجر على العاملين في مركز حدود جابر وإجراء الترتيبات اللازمة”.
ودعا الرزاز إلى “إعادة النظر في جميع الإجراءات ليس فقط في مركز حدود جابر، وإنما أيضا في مركزي حدود الكرامة (مع العراق) والعمري (مع السعودية) بعد أن أصبحت هذه المعابر الثلاثة مصدرا لانتقال الوباء إلى ساحتنا الداخلية”.
وأعرب الرزاز عن “الأمل في تجاوز هذه الجائحة والموجة الثانية التي تتعرض لها العديد من الدول في العالم والإقليم”، داعيا الأردنيين إلى “أخذ هذا الموضوع بكل جدية”، في ظل حملة تشكيك تغذيها أطراف سياسية ونقابية في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال رئيس الوزراء “نحن نسمع بين الحين والآخر من يشكك في الأرقام، وفي هذه الظاهرة وتوقيتها”. و”هناك من يتحدث أنها مؤامرة داخلية أو خارجية، وهذا يهدد سلامة مواطنينا، ولن نتساهل مع هذا الأمر إطلاقا، لأن أمن وصحة وسلامة مواطنينا على المحك”.
ويشهد الأردن مسيرات احتجاجية لنقابة المعلمين تطالب بإلغاء تجميد علاوة وإطلاق سراح 13 عضوا من مجلس النقابة، ويسوق نشطاء إلى أن الحكومة تتعمد التهويل في عودة الفايروس، لحرف الأنظار عن مطالبهم، وإثارة مخاوف الرأي العام حيال الحراك.
وكان الأردن قرر في وقت سابق إعادة تفعيل أمر الدفاع رقم 11، الذي يلزم المواطنين بارتداء الكمامات، وتمديد ساعات حظر التجوال لتصبح ابتداء من الساعة الـ11 مساء للمحال والمنشآت التجارية، وذلك بعد ارتفاع عدد الإصابات المحلية.
والثلاثاء، أعلن وزير الصحة الأردني سعد جابر أن بلاده ستشتري اللقاح الروسي “سبوتنيك” المضاد لفايروس كورونا “إذا ثبتت نجاعته”، مؤكدا أنه ينتظر تفاصيل عن اللقاح من الجهات المختصة في روسيا.
وأوضح الوزير في تصريحات تلفزيونية أن “الأردن أجرى اتصالات مع روسيا بشأن مصل فايروس كورونا المستجد الذي طور في موسكو”. وأضاف جابر أنه تم التواصل مع السلطات الروسية المعنية في ما يتعلق باللقاح، مشيرا إلى أن بلاده “تنتظر تفاصيل اللقاح من الجهات المختصة في روسيا”.
وبلغ عدد المصابين بالفايروس في الأردن نحو 1300 إصابة، شفي منهم 1189 فيما لا يزال 66 مصابا يتلقون العلاج في مستشفيين متخصصين بينما وصل عدد الوفيات إلى 11.