المصنعون في سباق لاجتياز عيوب تطبيقات شحن المركبات

شركات التكنولوجيا توظف خبرتها في تسهيل الخدمات للسائقين.
الأربعاء 2021/05/19
طرق ثورية للتزود بالطاقة

يمثل إدخال التطبيقات في كل تفاصيل المركبات الصديقة للبيئة ثورة في هذه السوق الآخذة في الاتساع، لكن مع ظهور فجوة مع تلك التي تعتمدها شركات السيارات ظهر اتجاه متزايد بين المصنعين وشبكات الشحن للتغلب على العديد من عقبات شحن البطاريات، والتي يبدو أنها لا تزال العائق الأهم حتى الآن.

لندن – توفر شبكات الشحن وصانعو السيارات الكثير من تطبيقات الشحن وكلها تحاول القيام بأشكال مختلفة من نفس الشيء، وهو وصول المستخدمين إلى أسرع أجهزة الشحن المتاحة على طول المسار والاستفادة من تلك الخدمة سواء داخل المركبة أو خارجها.

وتمكنت شركات التكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة بمعية صانعي السيارات من إحداث اختراق كبير في عالم ابتكار مركبات صديقة للبيئة بحيث بات من شبه المستحيل بالنسبة إلى المصنعين حاليا الاستغناء عن التطبيقات التي توفرها لهم تلك الشركات.

وعبر شاشة الهاتف الذكي أو الساعة الذكية يمكن عرض عدد الكيلومترات وموعد الفحص القادم، علاوة على أنه يمكن أيضا برمجة أهداف الملاحة عن بعد أو حتى الشحن.

ستيفن أديليستين: الطريق لا يزال طويلا قبل حل المشكلة بشكل نهائي
ستيفن أديليستين: الطريق لا يزال طويلا قبل حل المشكلة بشكل نهائي

وكان الاعتقاد السائد بعد ظهور تقنيات الشحن اللاسلكي للهواتف الذكية، أنه يمكن لوسائل نقل الطاقة لاسلكيا أن تضع نهاية لإحدى المشكلات، التي تقف عائقا أمام انتشار المركبات الصديقة للبيئة عبر توفير طريقة جديدة تتجنب عيوب استخدام الأسلاك والكابلات.

ولكن مع التجارب وكثرة التطبيقات لم ينتبه المصنعون إلى أن المشاكل لا تزال قائمة. ويعتقد الخبير ستيفن أديليستين في تقرير نشره موقع “غرين كار ريبورتر” أن الطريق لا يزال طويلا قبل حل هذا العيب بشكل نهائي.

وتبدو العقبة الرئيسية التي تحول دون ظهور تطبيق واحد للحكم عليهم جميعًا هي الفجوة المتزايدة بين تطبيقات شبكة الشحن التي تعتمد فقط على الهواتف الذكية، والتطبيقات المدعومة من شركات صناعة السيارات المصممة أساسًا للاستخدام مع أنظمة المعلومات والترفيه داخل السيارة.

وفي حين أن أغلب الشركات سواء في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي لا تستطيع حل بعض المشاكل الأكثر صعوبة، إلا أنها تقول إنها تفعل ما في وسعها لجعل الشحن أقل صعوبة.

ويعد تطبيق شارج بوينت (chargPoint) أحد أشهر الأمثلة، فقد أعلنت الشركة المسؤولة عن هذا التطبيق مؤخرا عن شراكة مع أندريود أوتو بعد الإعلان عن شراكة مع أبل كار بلاي في نوفمبر الماضي، مما يساعد على سد الفجوة من خلال السماح بعرض الوظائف من هاتف ذكي على نظام المعلومات والترفيه في السيارة.

ومع ذلك، لا تعمل برامج الجهات الخارجية دائما بشكل جيد، فقد بدأ نظام غوغل مابس (خرائط غوغل) في إضافة بيانات محطة الشحن في عام 2018، ولكن الملاحظ أنه سواء عند استخدامه أو عند استخدام نظام التشغيل أندرويد أوتوموتيف لا تتضمن البيانات غالبًا طاقة الشحن أو التوفر.

وفي خضم هذا كله، يعمل معظم صانعي السيارات على تطوير تطبيقاتهم الخاصة داخل السيارة لتوفير معلومات الشحن للسائقين حتى يتفادوا مشكلة توقف المركبة أثناء السير.

وعلى سبيل المثال، قدمت جنرال موتورز أجهزة شحن ذكية في الوقت الفعلي لمالكي سيارات شفروليه بولت إي.في الكهربائية عبر تطبيق إنيرجي أسيست (Energy Assist) المتوافق مع أبل كار بلاي وأندرويد أوتو.

لكن المجموعة الأميركية العملاقة أعلنت الأسبوع الماضي عن تطبيقات العلامة التجارية المبسطة، للدخول إلى السيارة والخروج منها، والتي ستستفيد من الشحن بنقرة واحدة عبر اتفاقيات مع سبع شبكات شحن.

وأعلنت الشركة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني عن نهج شامل للشحن لشحن مركباتها الكهربائية أطلقت عليه اسم أولتيوم شارج 360 (Ultium Charge 360).

العقبة الأبرز تتمثل في الفجوة بين تطبيقات شبكة الشحن بالهواتف الذكية والتطبيقات المدعومة من المصنعين

ويهدف هذا النهج إلى إنشاء تجربة سلسة يمكن من خلالها لمالك السيارة الكهربائية من جنرال موتورز أن يقود سيارته إلى المحطة وتوصيلها والبدء في الشحن دون الحاجة إلى التوفيق بين التطبيقات المتعددة أو العضوية الخارجية.

ويبدو هذا التمشي مشابها لبروتوكول بلغ آند شارج (Plug & Charge) الذي تبنته بعض شركات صناعة السيارات الأخرى على الرغم من أن جنرال موتورز لم تذكر هذا الاسم على وجه التحديد.

ومثلما تفعل شركة فورد مع شبكة فورد باس (FordPass) الخاصة بها، فإن أولتيوم شارج 360 يدمج تطبيقات وبرامج المركبات الخاصة بجنرال موتورز مع مجموعة متنوعة من خدمات الشحن التابعة لجهات خارجية، مثل بلينك وشارج بوينت وإي.في غو وغرينلوتس وسيما كونكت.

وقد جهزت فورد أيقونتها الرياضية موستينغ ماك-إي حتى تتواءم مع بروتوكول بلغ آند شارج بفضل تطبيق فورد باس الحالي، الذي أطلقه صانع السيارات الأميركي منذ بضع سنوات، بشكل أساسي للوظائف الأخرى مثل حالة السيارة ومواقف السيارات المدفوعة مسبقًا.

ولكن سيارات تسلا الصديقة للبيئة تتمتع بوظيفة معلومات الشحن الخاصة بها لفترة أطول، وهو ما يجعلها تسبق بخطوة أغلب المركبات المنافسة في السوق.

وفي السابق، سعت تسلا إلى تحسين سعة تخزين وكفاءة شحن البطاريات المساعدة للأنظمة الشمسية، لجعلها أكثر موثوقية، حيث طورت الشركة ابتكار “باور وول”، وهو حل يتم استخدامه لتخزين الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة على نطاق واسع.

Thumbnail

ولدى شارج بوينت والشبكات الرئيسية الأخرى بعض اتفاقيات الدفع أثناء التجوال مع بعضها البعض. لكن أديليستين يرى أن حل تسلا المبسط ذو الواجهة الواحدة هو بالتأكيد نموذج للمستقبل، وقد لا تبدو كل هذه التطبيقات، واحدة تلو الأخرى، ذات صلة.

والغائب بشكل ملحوظ حتى الآن هي فولكسفاغن، فأثناء وجودها في خضم السباق لاقتحام عالم المركبات، التي تعمل بالبطاريات وذلك بدء من موديل آي.دي 4 كروس الذي كشفت عنه قبل عامين، تفتقر المجموعة الألمانية العملاقة إلى تطبيق واحد منسق للشحن والوظائف ذات الصلة.

في المقابل، ستشمل سيارة بي.أم.دبليو آي 4 القادمة واجهة جديدة تتضمن وظيفة مفتاح رقمي متوافقة مع آيفون، بالإضافة إلى خرائط أبل ونظام الملاحة القائم على كار بلاي للشحن، حيث من المتوقع أن تصل هذه المركبة إلى الأسواق الأميركية العام المقبل.

ويرى البعض أن تلك التطبيقات على تنوعها واختلافاتها لا فائدة منها خاصة في ظل انتشار السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها سائقو السيارات باستخدامهم لها، من جهة، ومن احتمال أن ترسل التطبيقات معلومات غير صحيحة، من جهة ثانية.

فحتى إذا كانت البيانات تبدو غير ضارة، فإنه ينبغي على مثل هذه التطبيقات أن تعمل وفقا لمبدأ التوفير في البيانات، وأن تقتصر عملية جمع المعلومات على البيانات اللازمة للقيام بوظيفتها فقط.

17