المصرية هانم حفظي: التشكيل العربي يحتاج إلى منصة لتسويق الأعمال

مواكبة الحراك الفني التشكيلي العربي للمتغيرات التكنولوجية جعله سريع الانتشار والوصول إلى المتلقي.
الأربعاء 2022/10/19
طفرة تشكيلية تستوجب الاهتمام

حجاج سلامة

القاهرة - يشهد الفن التشكيلي في العالم العربي حراكا مواكبا لكافة المتغيرات على مختلف الأصعدة، جعله سريع الانتشار والوصول إلى المتلقي خاصة مع استفادته من التطورات التكنولوجية.

وفي هذا السياق قالت الفنانة التشكيلية المصرية هانم صبرة حفظي إن الحركة التشكيلية العربية تشهد طفرة واضحة يظهر صداها في أعمال معظم الفنانين العرب، مرجعة ذلك إلى انتشار شبكات ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الحديث على شبكة الإنترنت.

وأضافت الفنانة أن الإعلام الرقمي عمل على وجود نوع من التقارب بين الفنانين على مستوى العالم، وجعل الفنانين أكثر قربا من بعضهم البعض، ومنحهم فرصة أكبر لتبادل التجارب والرؤى الفنية، بجانب التعرف على القضايا والموضوعات المختلفة التي يتناولها كل فنان وكيفية معالجته لها.

ولفتت هانم صبرة إلى أنه على الرغم من التأثير الإيجابي لانتشار وسائل الإعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي على الحركة التشكيلية العربية، إلا أنها ترى أن انتشار المعارض التشكيلية الافتراضية ليس أمرا جيدا، لأن الفنان أو المتلقي بشكل عام يحتاج إلى التواصل المباشر مع العمل الفني، ومع الخامة المستخدمة، ومشاهدة اللوحة والشعور بها وخلق حالة من التواصل المباشر بينه وبين اللوحة بجانب اللقاء المباشر مع الفنان صاحب اللوحة.

هانم صبرة: العالم العربي يعاني من غياب سوق للأعمال الفنية
هانم صبرة: العالم العربي يعاني من غياب سوق للأعمال الفنية

وحول رؤيتها لبعض الإشكاليات التي تواجه الحركة التشكيلية العربية، أكدت الفنانة هانم صبرة أن العالم العربي الغني بفنانين كبار من أساتذة وروّاد ممن وصلت أعمالهم إلى العالمية، يعاني من غياب سوق للأعمال الفنية، وعدم وجود خطط لتسويق أعمال الفنانين، مشيرة إلى أن هناك حاجة إلى نشر ثقافة اقتناء الأعمال الفنية، ومساعدة الفنانين في الإلمام بطرق تسويق أعمالهم.

وأوضحت أن "عملية الاقتناء التي تقوم بها بعض المؤسسات الحكومية فيها الكثير من المجاملات”، ولذلك هناك حاجة ملحة إلى قيام المؤسسات الحكومية المعنية برعاية الفنون، بتقديم الدعم اللازم للفنانين وتمكينهم من تسويق أعمالهم الفنية من خلال إطلاق منصة عربية لتسويق الأعمال التشكيلية.

وعن مكانة المرأة في الحركة التشكيلية العربية، قالت إن المرأة لها مكانتها وحضورها في المشهد التشكيلي العربي، وأثبتت وجودها بشكل لافت في السنوات الأخيرة، وأن هناك العديد من الفنانات العربيات اللاتي يتواجدن على الساحة بأعمالهن، كما أن مصر عرفت الكثير من الفنانات الرائدات في الحركة التشكيلية العربية والعالمية.

واعتبرت أن المرأة تعمل على إثبات وجودها وكيانها دون منافسة للرجل، مؤكدة أن العلاقة الفنية بين الرجل والمرأة لا يمكن وصفها بأنها علاقة تنافسية، لأن كل طرف يمارس الفن من أجل الوصول إلى غاية معينة، أو التعبير عن قضية من قضايا المجتمع والكون بشكل عام.

وحول عوالمها الفنية والمدارس التشكيلية التي تنتمي إليها، قالت إنها مثل كل فنان جربت الكثير من المدارس في بداياتها حيث كان عندها شغف التجربة، وكل تجربة تكون مثيرة بالنسبة إليها، وهو شغف يستمر على مدار الرحلة الفنية لكل فنان.

وأشارت إلى أنها جربت الكثير من المدارس الفنية ربما لإشباع جزء من الشغف الموجود بداخلها، لكن انتماءها كان إلى المدرسة التجريدية وحتى رسالتيها للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه، تدوران في فلك المدرسة التجريدية.

ولفتت إلى أن علاقتها بالفرشاة واللوحة والألوان حميمية جداً وأنها تعتز بأدواتها الفنية لأنها تمثل جزءا كبيرا جدا من حياتها سواء من المنظور المادي أو المعنوي، ولذلك فهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بتلك الأدوات وتعتبرها مثل أطفالها.

◙ موضوعات لوحات صبرة متنوعة وأنها تحرص على تناول قضايا اجتماعية ذات علاقة بالموروث والتراث الشعبي

وأضافت أن الرسم يمثل بالنسبة إليها أحد العوالم التي تنطلق منها إلى عوالم مختلفة وربما إلى خارج الكون، وتحقق من خلاله إشباع رغبة داخلية وتعطش لكل ما هو جديد، وأن الفن بشكل عام بالنسبة إليها يمثل متعة، وليس مجرد وظيفة أو وسيلة تسعى للوصول إليها من خلال كل الوسائل التي تمكنها منها.

وحول موضوعات أعمالها الفنية، قالت هانم صبرة إن موضوعات لوحاتها متنوعة وأنها تحرص على تناول قضايا اجتماعية ذات علاقة بالموروث والتراث الشعبي، منوهة إلى أن الفنان مثل الطائر يميل على الدوام إلى الحرية والانطلاق بفنه في كل مناحي الحياة وتناول شتى الموضوعات التي تحيط به.

يُذكر أن الفنانة المصرية هانم صبرة حفظي، حاصلة على درجتي الماجستير والدكتوراه في الفنون الجميلة من جامعتي المنيا وحلوان، وهي عضو في نقابة الفنانين التشكيليين المصريين، وجمعية محبي الفنون والآداب بالمنيا، وشاركت في إعداد وتنسيق وتنفيذ العديد من الورش والمعارض والمسابقات الفنية، بجانب مشاركتها البحثية في العديد من المؤتمرات وورش العمل المعنية بالفنون التشكيلية.

وصدر لها كتاب "القيم التشكيلية والجمالية في التصوير الجداري المصري المعاصر" ضمن سلسلة آفاق الفن التشكيلي الصادرة عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، وكتاب "الرسوم الجدارية الشعبية وسط صعيد مصر.. دراسة ميدانية" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

14