المشيشي في الدوحة: النهضة تبشر بـ"جنة" قطرية في تونس

إعلام النهضة يقود حملة لتحسين صورة قطر والتمهيد لعودتها الاقتصادية القوية إلى تونس.
الأحد 2021/05/30
فتح الأبواب أمام قطر

الدوحة - تونس - مهّد قياديون ونشطاء من حركة النهضة لزيارة رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي إلى قطر بحملة إعلامية تظهر متانة العلاقة بين النهضة والدوحة وبين رئيس الحركة راشد الغنوشي والقيادة القطرية ووعدوا بـ”جنة” قطرية في تونس.

يأتي هذا فيما يقول مراقبون إن قطر تستثمر في الأزمة التونسية بشكل مدروس، وإنها لم تتخل عن خططها في اختراق المشهد التونسي رغم كل ما لاقته من معارضة، تماما مثلما تعود الآن بقوة إلى ليبيا والسودان.

وقال رياض الشعيبي المستشار السياسي للغنوشي إن المشيشي سيستفيد من الزيارة التي أداها رئيس حركة النهضة قبل أسابيع، وإن اتفاقيات جاهزة تنتظر التوقيع، ومن بينها الحصول على” ملياري دولار في شكل قرض ووديعة بنسبة فائدة ضعيفة جدا؛ وإن هذا المبلغ سيتم تحويله خلال يونيو”.

كذلك شراء الدوحة مليوني جرعة من تلقيح كوفيد “في شكل هدية للشعب التونسي”، واتفاق “لمضاعفة عقود العمل المخصصة للتونسيين بدولة قطر ليتجاوز الـ50 ألف عقد”، وتنظيم الدوحة “منتدى دوليا للاستثمار في تونس يوفر 25 مليار دولار للبلاد على امتداد 5 سنوات”.

وقال مراقبون محليون إن إعلام النهضة يقود حملة كبيرة لتحسين صورة قطر والتمهيد لعودتها الاقتصادية القوية إلى البلاد، وكأنها ستقدم كل هذه المشاريع، إن صحّت، مجانا، فيما هي تتحرك كدولة لديها مصالح وتستثمر أزمات الآخرين لتحقيق المكاسب.

منجي الحرباوي: نأمل أن تحمل زيارة المشيشي فائدة حقيقية لتونس
منجي الحرباوي: نأمل أن تحمل زيارة المشيشي فائدة حقيقية لتونس

وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن معضلة تونس باتت معقدة، فالنهضة، الحزب الحاكم الفعلي منذ 2012 والتي ساهمت بشكل كبير في الأزمة الاقتصادية الحادة، تحاول أن تغطي على فشلها من خلال رهن تونس لأيّ جهة خارجية تبدي استعدادا لضخ الأموال سواء أكان دولة أم مستثمرا أم صندوقا ماليا دوليا.

وأضافوا أن الطبقة السياسية المتصارعة باتت تبحث عن جلب الداعمين الأجانب بأيّ ثمن للتغطية على فشلها ودورها في إغراق البلاد بالأزمات منذ 2011، والتعامل مع الدولة كغنيمة، محذرين من أن قطر مثل غيرها من الدول ستسعى لفرض شروط قاسية مقابل التعهد بتقديم الدعم.

وقال منجي الحرباوي القيادي في حركة نداء تونس “نأمل أن تحمل الزيارة فائدة لتونس التي تعيش على وقع أزمة اقتصادية وأزمة صحية حادة”، معتبرا أن تونس تحتاج إلى المساعدة لكن دون ضغوطات أو تموقعات سياسية .

وأضاف الحرباوي وهو نائب سابق بالبرلمان في تصريح لـ”العرب” أن قطر 2021 ليست هي قطر سنة 2014 و2011، وأن التوازنات والأجندات في المنطقة تغيرت.

وتمنّى أن تساهم في تقريب وجهات النظر بين الرؤساء الثلاثة، مشيرا إلى أن الرئيس قيس سعيد له علاقة بقطر مثله مثل الغنوشي والمشيشي، وربما تنجح قطر في هذه الوساطة.

وتعكس مدة الزيارة (ثلاثة أيام) أهمية واضحة ليس للتونسيين فقط بل لقطر التي تراهن على أن تستفيد من علاقتها بحركة النهضة والتحالف الحكومي الحالي من أجل تحقيق ما خططت له منذ سنوات وفتح الأبواب أمام شركاتها ومستثمريها.

وقالت الحكومة التونسية في بيان لها السبت إن “زيارة المشيشي إلى دولة قطر تستغرق ثلاثة أيام يلتقي خلالها كبار المسؤولين القطريين (لم يسمّهم)”.

وأوضح البيان أن “الزيارة تمثل فرصة هامة لمزيد من تدعيم علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين البلدين في كل المجالات، وخاصة في المجال الاقتصادي”.

ومساء الجمعة استقبل وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي رئيس الحكومة التونسية لدى وصوله إلى مطار حمد الدولي بالدوحة، بحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية.

وكان نشطاء محسوبون على النهضة ذكروا أن الغنوشي اختار زيارة قطر بحثا عن تمويلات جديدة، خصوصا في ظل حديث عن فشل وفد حكومي تونسي في إقناع الدوحة بالحصول على قروض جديدة وجدولة ديون سابقة، لكن ذلك بدا فيه استنقاص من دور رئيس الحكومة والوفد المرافق له، فضلا عن زيارة سابقة لوزير المالية للدوحة كان الهدف منها التحضير للزيارة.

1