المسلسلات القديمة تعزز منافسة منصات البث التدفقي

نتفليكس باتت تشكل خطرا مباشرا على اللاعبين التاريخيين في مجال التلفزيون الذين باتوا مضطرين للتصدي بسرعة كبيرة لهذه المنافسة الشرسة.
الاثنين 2019/09/16
فريندز يحتفظ بشعبيته

نيويورك - تشكّل المسلسلات القديمة مثل “ذي أوفيس” و”فريندز” ورقة أساسية في استراتيجية منصات الفيديو عبر الإنترنت التي تتصارع لتحسين موقعها في هذه السوق الضخمة.

ففي 2018، أنتجت شركة نتفليكس 140 برنامجا جديدا. أما أكثر المسلسلات نجاحا على صعيد نسبة المشاهدة فكان “ذي أوفيس”، وهو اقتباس أميركي للمسلسل البريطاني الذي يحمل الاسم نفسه من إنتاج “أن.بي.سي” وعُرضت آخر حلقاته قبل ست سنوات.

وتصدّر المسلسل قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة، بحسب شركة “نيلسن”، يليه “فريندز” (1994 – 2004)، بفارق كبير عن المسلسلات الخاصة من إنتاج نتفليكس.

وفي 2021، ستغيب عن نتفليكس أحداث هذا المسلسل، إذ سيتنقل العمل إلى منصة “أن.بي.سي يونيفرسال” الجديدة للفيديو بفعل عقد بقيمة نصف مليار دولار على خمس سنوات.

كذلك ستتخلى نتفليكس عن مسلسل “فريندز” الذي سيعزز ترسانة الأعمال المعروضة عبر منصة “إتش.بي أو ماكس” من “وورنر ميديا”، في مقابل 425 مليون دولار أيضا على خمس سنوات.

ومنذ 2010، مع دخول نتفليكس مجال خدمات الفيديو عبر الإنترنت، كانت القنوات التلفزيونية وشركات الإنتاج تعتمد عادة المنصة كنافذة ثالثة بعد العرض الأساسي والإعادات على القنوات الكلاسيكية، وذلك لتحقيق أرباح إضافية من البرامج.

لكن مع ما يقرب من 160 مليون مشترك حول العالم، باتت نتفليكس تشكل خطرا مباشرا على اللاعبين التاريخيين في مجال التلفزيون الذين باتوا مضطرين للتصدي بسرعة كبيرة لهذه المنافسة الشرسة.

وفي نوفمبر، تطلق “أبل” و”ديزني” منصتهما الخاصة، على أن تليهما “وورنر ميديا” و”أن.بي.سي يونيفرسال” في الأشهر الـ12 المقبلة. وقد استثمرت هذه المجموعات مليارات الدولارات للحصول على حقوق وإنتاج مضامين من شأنها جذب المشتركين لمقارعة نتفليكس.

وقال كيفن ريلي المسؤول عن “إتش.بي أو ماكس” منصة البث التدفقي الجديدة في “وورنر ميديا”، في فبراير الماضي، تعليقا على انتقال حقوق عرض “فريندز”، إن “تشارك برامج تستقطب الناس ليس نموذجا جيدا. يجب أن تكون هذه المحتويات حصرية”.

وهذا تغيير جذري لهذه المسلسلات الشهيرة التي خف وهجها بعض الشيء بفعل الإعادات المتكررة على بعض قنوات الكابل. ويشير دومينيك كاريستي أستاذ علم التواصل في جامعة بال ستايت بولاية إنديانا الأميركية، إلى أن نتفليكس ستتأثر سلبا جراء احتدام المنافسة، قائلا “هم سيحافظون على الصدارة لفترة إضافية لكن حصتهم في السوق ستتراجع”.

كما سيتعين على منصة “هولو” الاستمرار من دون المسلسل الشهير “ساينفيلد” الذي ستخسر حقوقه في 2021.

ولا يرى أحد أن المسلسلات الشهيرة في التسعينات والعقد الأول من القرن الحالي قادرة لوحدها على جذب مشتركين، لكن منصات البث التدفقي تسعى من خلال هذه الأعمال إلى “التأكد من وجود ما يكفي من المضامين التي تهمّ” الجمهور، بحسب هذا الخبير.

وللمفارقة، تبدو منصات البث التدفقي مستعدة لدفع مئات ملايين الدولارات للحصول على حقوق المسلسلات الكوميدية غير أنها تمتنع بصورة شبه كاملة عن إنتاج مضامين خاصة من هذا النوع.

ويقول كاتب السيناريو والأستاذ في جامعة نورث كارولينا دانا كوين “أظن أن المنصات لم تعاود إنتاج مثل هذه الأعمال لأن البث التدفقي بطبيعته مصنوع ليقدم للناس قصصا تدور أحداثها بطريقة متسلسلة، كما في الأفلام”.

18