المركزي في عدن يحاول بلا جدوى إنقاذ الريال المتداعي

البنك المركزي اليمني سيطرح مزايدة إلكترونية ثانية لبيع 15 مليون دولار للبنوك التجارية والإسلامية لتغطية احتياجات السوق المحلية من العملة الصعبة.
السبت 2021/11/13
مساع للخروج من عنق الزجاجة

عدن - يكشف إعلان البنك المركزي اليمني في عدن أنه سيطرح مزايدة ثانية الأسبوع المقبل لبيع الدولارات للبنوك الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية لتخفيف الضغوط على العملة المحلية، أن مساعيه تتعرض للكثير من التحديات.

وذكر المركزي في بيان نشره مساء الخميس الماضي أنه سيطرح الثلاثاء المقبل مزايدة إلكترونية ثانية لبيع 15 مليون دولار إلى البنوك التجارية والإسلامية العاملة في اليمن لتغطية احتياجات السوق المحلية من العملة الصعبة.

وأشار إلى أن ذلك يأتي ضمن الخطة المقررة لاستدامة عمليات المزايدات، على أن يصدر المركزي إعلانا مطلع الأسبوع القادم يوضح فيه تفاصيل المزايدة.

وأجرى المركزي الأربعاء الماضي ولأول مرة مزايدة إلكترونية لبيع 15 مليون دولار، لإنقاذ الريال المنهار، لكن الحصيلة بلغت نحو 8.75 مليون دولار بواقع 1411 ريالا للدولار الواحد للشراء و1441 ريالا للبيع.

وبلغ عدد المشاركين بالمزاد خمسة بنوك، كما بلغ عدد العطاءات المقدمة ثمانية ومثلها العطاءات المقبولة.

واعتبر وحيد الفودعي الباحث والمحلل الاقتصادي والمصرفي اليمني أن المزايدة الأولى كشفت عن مفاجأة تمثلت بأن الطلب بلغ 8 ملايين دولار فقط، مما يؤكد أنه لا يوجد طلب حقيقي في السوق، بل عمليات وهمية لطلبات البيع والشراء.

وحيد الفودعي: المزايدة الأولى شكلت مفاجأة فلم يكن ثمة طلب حقيقي بالسوق
وحيد الفودعي: المزايدة الأولى شكلت مفاجأة فلم يكن ثمة طلب حقيقي بالسوق

ونسبت وكالة رويترز إلى الفودعي قوله إن “الحل النهائي لتحسين قيمة الريال اليمني، تحديد سعر تأشيري ملزم، ينساب بشكل تدريجي هبوطا إلى السعر التوازني، مع السماح بمبلغ معين (عشرة ريالات على سبيل المثال) زيادة أو نقصانا عن السعر التأشيري، وتلتزم به كافة البنوك وشركات ومنشآت الصرافة”.

ويشترط البنك تقديم العطاءات عن طريق منصة إلكترونية من البنوك فقط، دون غيرها من شركات الصرافة وتحويل الأموال.

وتجري عملية بيع وشراء العملات الأجنبية عبر منصة رفينيتيف العالمية المتخصصة التي تتولى عملية المزايدة وتنظيم عمليات البيع والشراء للنقد الأجنبي، وذلك للبنوك المشتركة بالمنصة.

أما البنوك غير المشتركة بها فيقوم البنك المركزي بتقديم العطاءات نيابة عنها بطلب رسمي مقدم للبنك عبر البريد الإلكتروني المخصص لذلك.

وقال صرافون ومتعاملون في عدن لرويترز إن سعر العملة عاود الهبوط إلى أدنى مستوى على الإطلاق في سوق الصرف الموازية مساء الخميس، ليسجل 1506 ريالات للدولار للشراء و1526 ريالا للبيع بعد أن كان عند 1460 ريالا الثلاثاء الماضي.

وبلغ سعر الصرف المعلن من البنك المركزي الخميس الماضي 1464 ريالا للدولار للشراء و1468 ريالا للبيع.

وتأتي الاستعدادات للمزايدة الثانية بعدما قال المركزي إنه بدأ يستقبل التوريدات النقدية للبنوك التجارية والإسلامية التي رست عليها عطاءات لبيع النقد الأجنبي في المزايدة الأولى.

وذكر البنك أن الإدارة المختصة في البنك أجرت عمليات التحويل لتغطية الأرصدة الخارجية للبنوك دون احتساب أي عمولات أو مصاريف تحويل.

وأكد المركزي استمراره في تسهيل كل الإجراءات اللازمة لتغطية أرصدة البنوك اليمنية بالخارج وفقا لنظام مزايدات بيع العملات الأجنبية، للإسهام في التخفيف من الطلب الحقيقي على العملة الصعبة.

وعجزت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والبنك المركزي طيلة الفترة الماضية عن كبح الانهيار الاقتصادي وتهاوي قيمة العملة المحلية، رغم إطلاقهما حزمة إجراءات ومعالجات قال مراقبون إنها جاءت متأخرة.

11