المرأة الموريتانية غائبة عن المنافسة في الرئاسيات وحاضرة في الحملات

المشاركة السياسية للمرأة لا تزال دون المأمول نتيجة عدد من المعوقات والتحديات الثقافية والمجتمعية والاقتصادية.
الأربعاء 2024/06/12
خزان انتخابي

استهل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني جولة على بعض اللجان المركزية لحملته الانتخابية، بزيارة مقر الحملة الوطنية للنساء، مؤكدا أن هذا الخيار لم يكن اعتباطيا. واعتبر ولد الشيخ الغزواني أن قراره ببدء زياراته من مقر حملة المرأة يعود لقناعته بمحورية الدور الذي تلعبه النساء في الحملة، و”لما يتمتعن به من جدية وإخلاص واندفاع، وقدرتهن على دخول كل البيوت، ومحورية دورهن في كل أسرة”.

وخاطب أعضاء اللجنة النساء قائلا "جئت لأحييكن ولأعبّر لكنّ عن تعويلي الكبير عليكن بإدخال خطابنا وبرنامجنا إلى كل بيت، وبالاستعداد والتعبئة من أجل خوض حملة مسؤولة ونظيفة”، مشيرا إلى أن النساء يشكلن أكثر من 53 في المئة من اللائحة الانتخابية.

وتستعد موريتانيا لإجراء انتخابات رئاسية في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، ويشكل الاستحقاق بمثابة استفتاء على حصيلة الولاية الأولى للرئيس ولد الشيخ الغزاوني. وستنطلق الحملة الانتخابية يوم الجمعة المقبل، على أن تختتم يوم الخميس الموافق للسابع والعشرين من يونيو الجاري عند منتصف الليل.

وكلف ولد الغزواني وزيرة التشغيل والتكوين المهني زينب بنت أحمدناه لإدارة حملة النساء، فيما أكدت رئيسة المرصد الوطني لحقوق المرأة مهلة أحمد أن المرأة شبه مغيبة عن المسار الانتخابي، مشيرة إلى أن نسبة النساء بلغت حسب آخر إحصاء 52 في المئة، ونسبة تمثيلهن في الحكومة والبرلمان لم تتجاوز الـ20 في المئة، في الوقت الذي تسعى أهداف الألفية للوصول إلى المناصفة في أفق 2030، لتبقي النسب المعلنة بعيدة عن الأهداف المرسومة.

وفي نشاط سابق، قالت وزيرة التشغيل والتكوين المهني إن الرئيس الحالي يستحق الدعم، لأنه أرسى دعائم وطن لا غبن فيه ولا هشاشة، يتمتع فيه المواطن بالعيش الكريم ويحصل فيه على السكن اللائق والتأمين الصحي.

وأضافت الوزيرة الموريتانية أن ولد الشيخ الغزواني، يستحق الدعم، لأنه عزز المكاسب الاقتصادية مما مكن من خلق اقتصاد مرن صاعد ومدعوم ببنية تحتية طالت مختلف القطاعات، ووطد أركان دولة القانون وأشاع العدالة، واستمات في الذود عن هوية البلاد الثقافية والدينية، ورفع من قدر العلماء وحفظة القرآن والأئمة. وتابعت الوزيرة "الغزواني يستحق لأنه حارب الفساد بشتى أشكاله وقرب الخدمات الإدارية من المواطنين، وجعل هدفها الأول والأخير خدمة المواطن".

مهلة أحمد: المرأة الموريتانية لم تحصل في الانتخابات السابقة على نسب تمثيل مقبولة رغم ارتفاع نسبة النساء اللواتي دخلن قبة البرلمان
مهلة أحمد: المرأة الموريتانية لم تحصل في الانتخابات السابقة على نسب تمثيل مقبولة رغم ارتفاع نسبة النساء اللواتي دخلن قبة البرلمان

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية سبعة مرشحين من بينهم الرئيس الغزواني، فيما تغيب المرأة عن السباق، ليبقى صوتها محل رهان بين مختلف المتنافسين، كما يبقى حضورها باعثا للحماس ومؤكدا على أهمية الموعد الانتخابي كمناسبة سياسية ذات أبعاد اجتماعية وثقافية متنوعة.

ونظم المرصد الوطني لحقوق المرأة والفتاة في نواكشوط بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية الأسبوع الماضي، لقاء وطنيا يهدف إلى تعزيز المشاركة السياسية للنساء وتمكينهن في جميع الدوائر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وأوضحت رئيسة المرصد مهلة أحمد أن اللقاء يأتي في إطار الاستعدادات للانتخابات الرئاسية القادمة، وذلك للتباحث حول إشكالية ترقية مشاركة المرأة في المسار الانتخابي.

وأضافت أن المرصد هيئة استشارية، أنشئت لمساعدة الحكومة والبرلمان والمجتمع المدني في حماية وتعزيز حقوق المرأة، ودراسة وتقييم وضعية تلك الحقوق، وصياغة مقترحات بخصوصها في التقرير السنوي الذي يعده المرصد ويسلم لرئيس الجمهورية كل سنة. وأشارت إلى أن المرصد قام منذ انطلاق أعماله بعدة نشاطات، تم الاتصال خلالها بجميع القيادات المجتمعية وفروع الهيئات الدولية في البلد، مما مكنه من إبلاغ رسالة المرصد إلى النخب الثقافية والسياسية والاقتصادية الوطنية والدولية.

واعتبرت مهلة أحمد أن المشاركة السياسية للمرأة لا تزال دون المأمول نتيجة عدد من المعوقات والتحديات الثقافية والمجتمعية والاقتصادية والسياسية، إذ لم تحصل المرأة في الانتخابات السابقة على نسب تمثيل مقبولة رغم التحسن الملحوظ في نسبة النساء اللواتي دخلن قبة البرلمان، كما أن تعزيز المشاركة السياسية للنساء ليس ذا أبعاد قانونية وسياسية فحسب إنما هو أيضا انعكاس لأوضاع اقتصادية واجتماعية وثقافية، لذلك فالتقدم في قضية تمكين النساء هو انعكاس للسياسات العامة في جميع المجالات.

وأكد رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان السيد أحمد سالم ولد بوحبيني على أهمية مشاركة المرأة في العمليات الانتخابية وتمكينها حتى تلعب الدور المنوط بها، مبرزا أهمية مشاركة المرأة في التنمية حسب مؤشرات دولية.

وأوضحت الممثلة المقيمة المساعدة لبرنامج الأمم المتحدة في موريتانيا كوزده افسي لكراه في كلمة خلال اللقاء أن العالم لا يزال بعيدا عن المساواة بين المرأة والرجل، مشددة على ضرورة مشاركة المرأة في جميع المجالات حتى يتم تحقيق المساواة التي من شأنها الرفع من المستوى الاقتصادي والاجتماعي.

ومن جانبها، دعت وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة صفية بنت انتهاه رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات الداه عبدالجليل إلى إشراك المرأة مناصفة مع أخيها الرجل بغض النظر عن انتمائها الحزبي في مختلف محطات ومراحل العملية الانتخابية في موريتانيا.

ووجهت الوزيرة الموريتانية رسالة عاجلة إلى رئيس لجنة الانتخابات أكدت فيها على ضرورة أن تضطلع المرأة بدور سام في العملية الانتخابية، سواء على مستوى “رئاسة أو عضوية اللجان أو رئاسة المكاتب وعضويتها”. وأعادت التذكير بأن المرأة تمثل أكثر من نصف سكان البلد، أو على الأقل أكثر من الثلث، بحكم تمثيلها الانتخابي في المجالس البلدية والجهوية، حيث تمثل أكثر من ثلث المستشارين في هذه الهيئات الانتخابية.

4