المحافظون في بريطانيا يخسرون أحد معاقلهم أمام الليبراليين الديمقراطيين

لندن - خسر حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا الجمعة معقلا كان يحتفظ به منذ العام 1974 في وسط البلاد، بعدما فاز به الليبراليون الديمقراطيون في انتخابات تشريعية فرعية لها دلالة رمزية تعكس التطور العميق للخارطة الانتخابية في المملكة المتحدة.
وحققت سارة غرين فوزا كبيرا في دائرتي شيشام وأمرشام في شمال غرب لندن مع حصولها على 57 في المئة من الأصوات أمام المرشح المحافظ ديفيد فليت من حزب رئيس الوزراء بوريس جونسون، بعد الاقتراع الذي نظم في أعقاب وفاة النائبة المنتهية ولايتها.
وأعلن زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي إد ديفي الجمعة لـ”بي.بي.سي” أن ذلك “سيحدث صدمة في المشهد السياسي في بريطانيا”. واعتبر أن هذا الفوز “له دلالة على أن المحافظين لا يعيرون مثل هذه المناطق أهمية” وعلى “الاستياء من بوريس جونسون” الذي يتعرض لانتقادات لإدارته لجائحة كورونا بين أمور أخرى.
ولم يتمكن الليبراليون الديمقراطيون من استعادة شعبيتهم منذ عاقبهم الناخبون في عام 2015 لبقائهم خمس سنوات ضمن حكومة ائتلافية مع حزب المحافظين في عهد رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون. وكاد الحزب أن يُمحى في الانتخابات العامة في ذلك العام، ولم يسترد أنصاره منذ ذلك الحين.
والنتيجة التي حققها الليبراليون الديمقراطيون لا تؤثر كثيرا على الأكثرية الكبيرة التي فاز بها جونسون قبل عام ونصف العام في ويستمنستر. ومع ذلك فهي تعكس تطور القاعدة الانتخابية في بريطانيا، لاسيما في سياق خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
وانتزع حزب المحافظين الحاكم الكثير من المقاعد من حزب العمال المعارض في المناطق المحرومة وغير الصناعية في شمال البلاد، بما في ذلك في هارتلبول في مايو. لكن يبدو أنه يتراجع في المناطق الميسورة في الجنوب والتي يسيطر عليها تقليديًا.
وأقر مصدر داخل حزب المحافظين بأن النتيجة “مخيبة”، مشيرا إلى أن الانتخابات الفرعية “تكون دائما صعبة على الحزب الحاكم خصوصا بعد 11 عاما في الحكومة”.
وغالبا ما تشهد الانتخابات الفرعية في بريطانيا منافسة غير تقليدية، حيث يركز المرشحون على قضايا محلية، ولا تميل تقلبات الناخبين إلى التحول باتجاه سياسات وطنية عند إجراء انتخابات عامة.