المجلس العلمائي المنحل في البحرين يحرض الأئمة على فك الارتباط مع الدولة

المنامة - قرر المجلس العلمائي المنحل التابع لولاية الفقيه في البحرين فك الارتباط بدائرة الأوقاف الجعفرية في المملكة ومقاطعتها.
وهي خطوة تصعيدية اعتبرها مراقبون للساحة السياسية البحرينية متناسقة مع تصاعد اللهجة الإيرانية ضد دول المنطقة وقرب توقيعها على الاتفاق النووي مع القوى الغربية وتوقعات برفع العقوبات الاقتصادية عنها، إضافة إلى اتساع دعمها وتمويلها لأتباعها في سوريا ولبنان والعراق واليمن.
وأصدر المجلس العلمائي بيانا، أمس، قال فيه إن المآتم التابعة لخطهم لن تعترف بالإدارة الرسمية، وإن الإدارة لا ولاية شرعية لها ولا حق لها في التدخل في الشعائر أو الأنشطة الدينية، داعيا بقية الأئمة إلى رفض قرارات الإدارة أو الانصياع لها.
وقام القضاء البحريني العام الماضي بحل المجلس الولائي نظرا إلى عدم تمتعه بأي صفة شرعية، إضافة إلى دعوته إلى العنف والإرهاب وتورطه في تأجيج النزعات الطائفية في المملكة وثبوت دعمه وتبنيه للحركات المسلحة في المملكة، واتباعه ولاية الفقيه الإيراني. وقوبل البيان الأخير بموجة استنكار واسعة من أئمة تابعين لإدارة الأوقاف الجعفرية، ووصفت هذه الخطوة التصعيدية بأنها الأخطر على البحرين لكونها تحرض على الاستقلال عن الدولة ورفض الانصياع لأوامرها.
وقال رجل الدين الشيعي محمد العرادي إن خط المجلس العلمائي يحارب ورجال الدين الذين لا يتبعونه، وهو يحاول الحصول على الأموال الخاصة بالأوقاف الجعفرية.
واتهم العرادي المجلس العلمائي بأنه “حزبي” وأنه إذا سيطر على أموال الوقف الجعفري فلن ينفقها إلا على التابعين له.
من جانبه، اتهم رئيس أحد المآتم في البحرين سابقا ناصر الهاشمي المجلس العلمائي بأنه يسيطر على مآتم المملكة ومساجدها بصفة غير شرعية، واصفا المآتم بأنها تحولت إلى خط “ولاية الفقيه” التابع لإيران، بعد طرد الأئمة والمعممين الرافضين لذلك التيار السياسي منها.
وقال الهاشمي إن تيار ولاية الفقيه لم يكن له أي وجود في البحرين قبل 30 عاما، إلا أنه بدأ بالصعود مع العقد الأخير من الألفية السابقة، فسيطر على المآتم، وطرد رجال الدين البحرينيين منها وأحل محلهم رجال دين قدموا من إيران أو تتلمذوا في مدينة قم.
ونبه إلى أن المآتم في البحرين أصبحت تدرس فقها غريبا عن المذهب الجعفري، وتدعو إلى التحزب والطائفية، مؤكدا أن خط ولاية الفقيه يرفض جميع الآراء الأخرى.
ويتهم مراقبون بحرينيون الشيخ عيسى قاسم بأنه داعم للعنف في المملكة وبأنه يتلقى أوامره من المرجعية في إيران، إذ كان أول الداعين إلى سحق رجال الشرطة في كلمته الشهيرة “اسحقوهم”، وهو ما أدى بعدها إلى ازدياد العمليات الإرهابية ضد رجال الأمن.