اللبنانيون يتظاهرون في بيروت تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية

بيروت - تظاهر المئات من اللبنانيين السبت، في ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصاديّة والسياسيّة التي ترزح تحت وطأتها البلاد مع استمرار حالة الجمود السياسي.
ونصب المتظاهرون خيمة بلاستيكية صغيرة في ساحة الشهداء، للمرة الأولى منذ إزالة الخيام من الساحة عقب تفشي كورونا في مارس 2020.
وخلال نصب الخيمة أطلق المتظاهرون شعارات مندّدة بالطبقة السياسيّة الحاكمة، كما حمّلوها مسؤوليّة تردّي الأوضاع المعيشيّة.
وشارك المئات في مسيرة راجلة انطلقت من ساحة الشهداء وصولا إلى مجلس النواب (البرلمان) وسط بيروت وقرب ساحة الشهداء.
كما رُفعت الأعلام اللبنانيّة ولافتات كتب عليها “ثورة” و”ثورة على الفساد”، على وقع أغان ثوريّة.
المتظاهرون نصبوا خيمة بلاستيكية صغيرة في ساحة الشهداء، للمرة الأولى منذ إزالة الخيام من الساحة عقب تفشي كورونا في مارس 2020.
وندد الناشط اللبناني رائد المصري، وهو مشارك في الاحتجاجات، بـ”الوضع المالي والاقتصادي، وسط وصول الدولار اليوم إلى 12 ألف ليرة لبنانيّة، ناهيك عن الخطاب السياسي للسلطة، كلّ هذه الوقائع تفرض بقاء الثوار في الشارع”.
أمّا العميد المتقاعد جورج نادر (أحد نشطاء الحراك الشعبي)، فقال “نحن سنبقى في الساحة واليوم نصبنا الخيم تأكيدا على استمرار الثورة”.
وأضاف نادر “الهدف من هذه التحرّكات أننا نطالب بالعدالة لشهداء مرفأ بيروت، كما نودّ توصيل رسالة للمجلس النيابي أننا نريد حكومة انتقاليّة مستقلّة عن الأحزاب تنقذنا من الانهيار المالي الحاصل”.
وبموازاة ذلك، أغلق عدد من المحتجين في منطقة الناعمة جنوبي البلاد، الطريق السريع الواصل إلى بيروت، بالحجارة، احتجاجا على الغلاء وتردي الوضع المعيشي، وفق شهود عيان.
ومنذ فترة، يشهد لبنان احتجاجات منددة بتردي الأوضاع المعيشية وتدهور سعر الصرف، إذ تخطى الدولار الواحد 12 ألف ليرة في السوق الموازية (السوداء)، مقابل 1510 ليرات رسميا.
ويمر لبنان بأزمة سياسية واقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، وسط تعثر تشكيل حكومة جديدة، منذ استقالة حكومة حسان دياب في 10 أغسطس الماضي.
كما شارك العشرات من ذوي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، في وقفة بمحيط مقرّ الأمم المتحدة، في منطقة “اليرزة” بضاحية بيروت الشرقيّة، احتجاجا على التأخر في تحقيقات الانفجار.
وأكد ذوو ضحايا انفجار المرفأ في بيان، أنّهم “سيتابعون القضيّة للوصول إلى الحقيقة والعدالة”.
وتسبب هذا الانفجار، الذي وقع في 4 أغسطس الماضي، بمقتل نحو 200 شخص وإصابة أكثر من 6 آلاف، فضلا عن أضرار مادية هائلة في أبنية سكنية ومؤسسات تجارية، ولم تعلن بعد النتائج النهائية للتحقيقات الخاصة بالمتسبب في انفجار المرفأ.
وكان اللبنانيون قد استأنفوا الجمعة احتجاجاتهم المناوئة للطبقة الحاكمة بعد يومين من الهدوء النسبي منذ بقاء حواجز الطرق في جميع أنحاء البلاد لأكثر من أسبوع، عندما قامت مجموعات من المتظاهرين الغاضبين من هبوط العملة إلى مستوى منخفض جديد بإشعال الإطارات لإغلاق الشوارع.
وأدلى عدد من وزراء حكومة تصريف الأعمال بتصريحات علنية مثيرة للقلق الأسبوع الماضي، عن الوضع الأمني والمالي في لبنان.
وقال وزير الداخلية محمد فهمي “منذ ثلاثة شهور كنت ممكن أقول (الوضع الأمني) بدأ في التلاشي، لكن الآن الأمن تلاشى، كل الاحتمالات مفتوحة”، في حين حذر وزير الطاقة ريمون غجر من أن الأموال اللازمة للكهرباء تنفد وأن لبنان قد يشهد انقطاعا كاملا للكهرباء بحلول نهاية هذا الشهر. وعلى الرغم من التحذيرات، لم تشهد الجبهة السياسية أي تحرك.
ودفع عدم اتخاذ أي إجراء وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى القول إن الوقت ينفد لمنع انهيار لبنان، وإنه لا يرى أي مؤشر على أن الساسة يفعلون ما في وسعهم لإنقاذ البلاد.
وقادت فرنسا الجهود الدولية لإنقاذ لبنان، في محاولة لاستخدام نفوذ باريس التاريخي لإقناع السياسيين المتنازعين بتبني خارطة طريق للإصلاح، لكن عملية تشكيل حكومة لا تزال تراوح مكانها.