الكويت تحتفي برواد الفن التشكيلي العربي وشبابه في معرض جماعي

الكويت - بعد أشهر من الإغلاق بسبب تفشي وباء كورونا المستجد افتتح غاليري بوشهري بالكويت صالونه السنوي الحادي عشر بعرض أعمال تشكيلية تنتمي إلى فنانين كويتيين وعرب من أجيال ومشارب فنية مختلفة، محتفيا في الآن ذاته بتجارب بعض رواد الفن التشكيلي العربي.
أعمال حملت تجارب جمالية معمّقة لقيم إنسانية ومضامين اجتماعية تتميّز بالثراء في معالجاتها التقنية وصياغاتها لمفرداتها الجمالية بأساليب خاصة تعكس قيمة المشاركين في المعرض الجماعي، الذي ضم فنانين من الكويت وسوريا ولبنان والأردن ومصر والعراق والسودان وليبيا، مشكّلين من أعمالهم التي تنوّعت تقنياتها بين التصوير الزيتي والألوان المائية والأحبار العديد من الأفكار التي جاءت في بعضها منحازة للرمز والتجريد وفي بعضها الآخر متواصلة مع الواقع في أنساق فنية شفافة، من خلال أعمال تصويرية وأخرى خزفية.
ووجّه صالون بوشهري السنوي هذا العام رسالتي تحية؛ الأولى إلى الفنان الراحل أمين الباشا باعتباره واحدا من رواد الحركة التشكيلية بلبنان، والثانية إلى الفنان الكويتي الراحل محمد الأيوبي.
وجاء في نص البيان الصادر عن قاعة بوشهري “يتميّز صالون هذا العام ببثّ رسائل تحية وتقدير للفنانين احتفاء بذكراهم العطرة. الأول الفنان أمين الباشا، ابن بيروت العاشق المتيم بحبها، ولقد كان الباشا فنانا رائدا استوعب جيدا أسرار العمل الفني، واعتبر الرسم أساس العمل التصويري، والثاني الفنان الكويتي محمد الأيوبي الذي خسرته الحركة التشكيلية المعاصرة، باعتباره واحدا من أندر المواهب التشكيلية الكويتية”.
وضمّ المعرض بعض أعمال الفنان الكويتي الراحل محمد الأيوبي، لعل أبرزها لوحة تشي بانقسام الإنسان على ذاته، حيث الوجه المسالم ينقشع عن وجوه وحشية ذات أنياب. كما حفل المعرض أيضا بأعمال رواد الفن العربي من أمثال الفنان اللبناني الراحل أمين الباشا والفنان السوري فاتح المدرس، حيث تُكسر هندسة الأشكال، ويعبّر اللون عن نوع من الإضاءة الداخلية مثل تعاشيق الزجاج في النوافذ ذات الطابع الإسلامي.
كما قدّم الفنان المصري مجدي الكفراوي لعبة الضوء والظل إلى الواجهة، لكن مع وجه نسائي شعبي، حيث تبرز اللوحة الجدل بين المرأة والمكان وهما يتبادلان الانعكاس.
صالون بوشهري وجّه هذا العام رسالتي تحية إلى الفنانين الراحلين أمين الباشا من لبنان ومحمد الأيوبي من الكويت
أما لوحات الفنان الكويتي جاسم بوحمد فأتت مجسّدة لتفاصيل اللحظة الحية المتأثرة بالبيئة وعلاقة الإنسان بالبحر، والسعادة البليغة بالرزق.
ومن ليبيا أتت لوحات الفنان رمضان أبوراس، مقدّمة بانوراما إنسانية تذكّر الناظر إليها برسومات الكهف، حيث يختفي المنظور ويتداخل الإنسان والحيوان في حركة مبهجة ومبهمة في الآن ذاته.
واستعان الفنان السوري نزار صابور بتنوّع الألوان من أجل الحصول على مواضيع ذات رؤى فنية رمزية في تحاور ملحوظ مع الخيال. ومن الأردن جاءت أعمال الفنان محمد العامري متدرجة في ألوانها معبّرة عن الرمز في أبهى تجلياته، وتناغمت أعمال الفنان السوداني محمد عبدالوهاب مع إيقاع الحياة في بلده من خلال الشوارع وما تتميز بها من جماليات. وكشف الفنان الكويتي علي نعمان جماليات التكوين في الخط العربي في حوار مع اللون والحركة الراسخة.
ومن العراق برزت أعمال الفنان فيصل لعيبي المتسمة بجمال الخطوط وانسيابها وبساطة اللون ووضوحه في الاحتفاء بالإرث الشعبي. بينما عبّر مواطنه الفنان صدام الجميلي عن حالة معاصرة من صراع الإنسان وما يتّسم به من لامنطقية أحيانا، حيث البشر يحملون جراحهم التي لا نتأكد من حقيقتها أو زيفها.
وعرض الفنان العراقي حسن حداد لوحة تعرض مُشاهدين يُراقبون لوحات أخرى، ليصبحوا جزءا من جمال اللوحة، فحيث لا يحبس إطارها الحالة الجمالية، بل يصبح ما هو خارجها شكلا آخر للبهجة، فالفن ليس محبوسا وحده في إطار بل هو هنا وفي الحياة أيضا.