الكويت تتشبث بوساطة غير مضمونة النتائج

وزير الخارجية الكويتي يؤكد أن مساعي بلاده لحل الأزمة الخليجية متواصلة بناء على توجيهات القيادة السياسية.
الثلاثاء 2020/11/17
كيف هي أجواء الخليج الآن؟

الكويت - تظهر الكويت في عهد الأمير الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد إصرارا على استئناف الوساطة بين قطر والبلدان المقاطعة لها، وذلك على الرغم من استبعاد متابعين للشؤون الخليجية إمكانية نجاح تلك الوساطة نظرا لعدم توفّر الأرضية المناسبة لها، وخصوصا عدم حدوث أي تغييرات في مواقف وسياسات الدوحة التي تعتبرها كل من السعودية والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى مصر، مهدّدة لاستقرار المنطقة وداعمة للتشدّد والإرهاب، فضلا عن عدم امتلاك طاقم الحكم الجديد في الكويت لإمكانيات أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد وخبرته وميزاته الشخصية والتي لم تمكّنه، على الرغم مما يحظى به من مكانة إقليمية ودولية، من تحقيق اختراق في ملف الوساطة الشائك.

وقال وزير الخارجية الكويتي بالإنابة، أحمد الناصر، إن المساعي الكويتية لحل الأزمة الخليجية متواصلة بناء على توجيهات القيادة السياسية وتكملة لمساعي الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد.

ويتساءل مراقبون عن العوامل التي تشجّع أمير الكويت على المضي في وساطة غير مضمونة النتائج، وقد يكون لفشلها مفعول عكسي على الأمير الجديد الذي مازال في طور البحث عن توازن لحكمه في مرحلة صعبة تتميّز خصوصا بأزمة اقتصادية حادّة ناجمة عن تراجع أسعار النفط وجائحة كورونا، ولن تكون من دون تبعات سياسية تتمثّل خصوصا في اشتداد ضغوط المعارضة على السلطة التي تتهمها بالمسؤولية عن الأزمة بسبب تفشّي الفساد في صفوفها وهدرها لموارد مادية ضخمة متأتية من بيع النفط في أوقات ارتفاع أسعاره.

ويقول هؤلاء إنّ الإعلان عن نية استئناف الوساطة في الخلاف الحادّ بين قطر والبلدان الخليجية الثلاثة لا يخلو من محاولة إيجاد دور إقليمي فاعل للأمير الجديد يحاكي دور الأمير الراحل. على أن يظل الشروع الفعلي في الوساطة رهين ضوء أخضر سعودي، حيث يستبعد أن تخوض الكويت في وساطة لا ترغب بها الرياض.

ويرى آخرون أنّ ما يشجّع الكويت على خوض “مغامرة” الوساطة من جديد هو توقّع قيادتها حدوث تغيير في مزاج الولايات المتّحدة بوجود رئيس ديمقراطي هو جو بايدن على رأس الإدارة الأميركية خلفا لدونالد ترامب الذي ترك للخليجيين خيار حل خلافاتهم بأنفسهم، فيما يتوقّع البعض أن يكون بايدن أكثر تسامحا مع قطر وأشدّ اهتماما بإعادة إدماجها في المنظومة الخليجية.

ويبدو أن قطر تعلّق آمالا فعلية على إدارة بايدن القادمة، وهو ما عكسه الإعلام القطري الذي أظهر حماسا واضحا لفوز مرشّح الديمقراطيين جو بايدن على منافسه الجمهوري دونالد ترامب.

وأثنى وزير الخارجية الكويتي بالنيابة على ما سمّاه دعم الولايات المتحدة والدول الصديقة والحليفة للوساطة الكويتية “تكملة لمساعي الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، لرأب الصدع الخليجي”.

وما تزال قطر تصرّ على مواقفها وسياساتها التي استوجبت مقاطعة الدول الخليجية الثلاث ومصر لها، فيما لم يعلن عن أي تغيّر في موقف الدول المقاطِعة الذي يشترط تغيير تلك السياسات لإنهاء المقاطَعة واستئناف العلاقات مع الدوحة بشكل طبيعي.

3