الكمامات لا تعيق النمو العاطفي للأطفال

واشنطن - أدى انتشار الكمامات للحماية من جائحة كوفيد – 19، إلى خشية الخبراء من أن يكون لتغطية الوجه تأثير على نمو الأطفال العاطفي، نظرا لعدم قدرتهم على فهم تعابير الوجه التي تخفيها الكمامة، إلا أن دراسة حديثة أنجزتها جامعة ويسكونسن ماديسون الأميركية توصلت إلى أنه عندما يتعلق الأمر باستنتاج المشاعر الشائعة مثل الحزن والغضب والخوف، فإن القناع الواقي لا يمنع الأطفال من فهم تعابير الوجه ولا يعيق نموهم العاطفي.
وقالت آشلي روبا، باحثة ما بعد الدكتوراه في مختبر عواطف الطفل في جامعة ويسكونسن ماديسون، والباحثة الرئيسية في الدراسة “لقد تلقينا الكثير من الأسئلة على مدار الأشهر القليلة الماضية حول كيفية تأثير ارتداء القناع على نمو الأطفال”، مضيفة “هل يمكن للأطفال قراءة مشاعر الآخرين؟ سؤال طرحه العديد من الباحثين الذين يدرسون المشاعر مؤخرا”.
وعرض الباحثون على أكثر من 80 طفلا، تتراوح أعمارهم بين 7 و13 عاما، صورا لوجوه تظهر الحزن أو الغضب أو الخوف دون عائق أو مغطاة بقناع واق أو نظارات شمسية، وطُلب من الأطفال تحديد عاطفة لكل وجه. ثم تم الكشف عن الوجوه ببطء، مع سقوط وحدات البكسل المختلطة من الصورة الأصلية في مكانها الصحيح على مدى 14 مرحلة لمحاكاة الطريقة، التي قد تتطلب بها تفاعلات العالم الحقيقي تجميع الأشياء معا من زوايا غريبة أو لمحات عابرة.
وأكدت نتائج الدراسة أن الأطفال كانوا على صواب بشأن الوجوه غير المغطاة في الكثير من الأحيان بنسبة 66 في المئة من الوقت اللازم للتعرف، وهي نسبة أعلى بكثير من الاحتمالات حوالي 17 في المئة ومع وجود قناع، حددوا بشكل صحيح الحزن بنسبة حوالي 28 في المئة من الوقت، والغضب 27 في المئة من الوقت، والخوف 18 في المئة من الوقت.
وأكدت روبا أن الاختلافات في النتائج تعكس الاختلافات في طريقة نقل المعلومات العاطفية بواسطة الوجه، فالأطفال يمكن أن يفعلوا ما هو أفضل عن طريق تخمين المشاعر حتى مع وجود قناع في مكانه.
وقالت موضحة “لا يتم نقل المشاعر من خلال وجهك فقط، فالنبرات الصوتية، ووضعية الجسد، وما يحدث من حوله، كل هذه المعلومات الأخرى تساعدنا على عمل تنبؤات أفضل حول ما يشعر به الشخص”.
وتابعت “كل ذلك يضيف إلى نمو الأطفال في قدراتهم العاطفية، حتى لو كانت بعض تفاعلاتهم مع الآخرين تحدث من خلال أغطية الوجه”.