الكرة الإيطالية تسابق الزمن

باتت الأمور معقدة بالنسبة للذين يمنون النفس باستئناف الموسم الكروي في إيطاليا، وذلك بعد أن قررت الحكومة بألا تسمح بمعاودة التمارين الجماعية قبل 18 مايو في ظل استمرار تفشي فايروس كورونا المستجد.
روما - لا يزال استئناف موسم كرة القدم الإيطالي معلقا، حتى في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لتخفيف تدريجي لحالة الإغلاق التي تعيشها البلاد. يتوخى بروتوكول اتحاد الكرة الإيطالي استئنافا آمنا للتدريب في الرابع من الشهر القادم، مع إمكانية استئناف المباريات بحلول أوائل يونيو المقبل، علما بأنه ما زالت 12 جولة على نهاية الدوري الإيطالي هذا الموسم.
وأبرزت صحيفة “غازيتا ديلو سبورت” استعدادات بعض الفرق لإمكانية العودة قريبا إلى التمارين الجماعية، وبينها إنتر ميلان الذي أعد جميع مرافقه، من ملاعبه الخمسة في مركز “أبيانو جنتيلي” المخصص للتمارين، إلى تجهيز غرف تبديل الملابس وصالات التمارين البدنية، على أمل أن يستأنف التمارين في الرابع من مايو.
لكن خلال تقديمه لتفاصيل “المرحلة 2” التي من المفترض أن تعتمدها البلاد في خروجها التدريجي من وضع الإغلاق التام المفروض منذ 10 مارس للحدّ من تفشي الفايروس، وجه رئيس الحكومة جوسيبي كونتي صفعة لهذه المخططات بتمييزه بين الرياضات الفردية والجماعية. وقال كونتي في مؤتمر مخصص للكشف عن تفاصيل عودة الحركة في البلاد، إنه اعتبارا من الرابع من مايو، “سيتم السماح بالتدريبات لكن من دون تجمعات وخلف أبواب موصدة”.
أما بالنسبة إلى الرياضات الجماعية، فإن الضوء الأخضر أعطي اعتبارا من 18 مايو، ليشكل ذلك إحباطا لرغبة السلطات الكروية في إكمال موسم 2019-2020، بعدما أمهلت نفسها حتى الثاني من أغسطس على أقصى تقدير لإنهاء الدوري المحلي.
عودة سريعة
وابتداء من الرابع من مايو، سيكون بإمكان السباحة فيديريكا بيليغريني أو الدراج فينتشنزو نيبالي أو لاعب كرة المضرب فابيو فونييني استئناف التدريب، فيما ستكون أبواب ملاعب التمارين مقفلة أمام نجوم دوري كرة القدم، مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو أو البلجيكي روميلو لوكاكو وتشيرو إيموبيلي، حتى 18 مايو على أقل تقدير بحسب ما حذر كونتي الذي يصنف نفسه من الشغوفين بكرة القدم المتوقفة في البلاد منذ مباراة ساسوولو وبريشيا في التاسع من مارس.
بعد دقائق من الموقف الصادر عن كونتي، خرج وزير الرياضة فينتشنزو سبادافورا بموقف أكثر حذرا من رئيس الحكومة، قائلا “سنرى” بخصوص موعد 18 مايو الذي لم يتم التنصيص عليه في المرسوم الحكومي. وتحدث الوزير الذي أكد أنه ليس عدوا لكرة القدم عن أوجه القصور في البروتوكول الطبي الذي قدم الأسبوع الماضي من قبل الاتحاد المحلي لكرة القدم، تمهيدا لعودة التمارين ومن بعدها المباريات.
يوفر هذا البروتوكول، قبل ثلاثة أو أربعة أيام من الاستئناف، أول دفعة من الاختبارات للاعبين، بينها قياس درجة الحرارة، الاختبار السريع مع تكراره بعد 24 ساعة، اختبار مصلي (إن وجد) وفحص الدم.
يجب أن تسفِر النتائج عن إمكانية إنشاء ثلاث مجموعات فرعية، سواء كان الشخص مصابا أم لا، ووفقا لقوة الأعراض. فأولئك الذين يعانون من أعراض مؤكدة على سبيل المثال، سيخضعون لفحوص إضافية (مثل فحص الموجات فوق الصوتية للقلب، وفحص مجهود…).
بالنسبة للبقية، كما هو الحال في إسبانيا، تستأنف مرحلة التمارين على ثلاث دفعات، حيث يتوجب أن تكون جميع المرافق (الملاعب والقاعات الرياضية والمطاعم والغرف…) في المركز الرياضي نفسه أو على مقربة منه، مع إجراء عمليات تعقيم بشكل منتظم.
ومن المؤكد أن الاتحاد الإيطالي ورابطة الدوري لن يكونا سعيدين بموقف وزير الرياضة وقرار الحكومة الذي فاجأ أيضا بعض وسائل الإعلام، على غرار صحيفة غازيتا ديلو سبورت، التي كانت الأقل حدة في انتقادها قائلة “عودة بسرعتين”، في إشارة إلى التمارين الفردية والجماعية.
مباريات فاصلة
قبل عودة اللاعبين إلى الملاعب، يتعين على الأندية في كافة الأحوال إعادة حساباتها لكي تدرس كيف ستتمكن من التعامل مع ضغط إنهاء المراحل الـ12 المتبقية (هناك أربع مباريات أخرى مؤجلة أيضا) من الآن وحتى نهاية يوليو.
من المؤكد أن النافذة الزمنية أصبحت ضيقة جدا، لاسيما أنه من غير المعلوم حتى الآن كيف سيتم تنظيم التمارين إذا سُمِح أصلا بها اعتبارا من التاريخ المعلن، أي في 18 مايو: هل ستكون تمارين فردية أو في مجموعات صغيرة أو جماعية؟
على أي حال، أصبح هدف استئناف الدوري في أوائل يونيو غير ممكن، والموعد الجديد للعودة إلى الملاعب قد يكون الأربعاء 10 يونيو أو في عطلة نهاية الأسبوع في 13 و14 منه. وبعد هذين التاريخين، لن يكون من الممكن خوض جميع المراحل المتبقية، ما يعيد إلى الواجهة فرضية اللجوء إلى الخطة البديلة التي هي كناية عن مباريات فاصلة لتحديد هوية البطل والمقاعد المؤهلة إلى المسابقتين القاريتين الموسم المقبل والفرق الثلاثة التي ستهبط إلى الدرجة الثانية.
وفي حال الاضطرار إلى اعتماد الخطة البديلة، يجب إبلاغ الاتحاد الأوروبي بأي تغيير في الصيغة بحلول 25 مايو على أقصى تقدير. وفي مسعاهم الصعب، قد لا تتمكن أندية الدرجة الأولى من الاعتماد على دعم الرأي العام في ظل ما مرّ به وما زال من معاناة مع هذه الجائحة. وحسب استفتاء أجرته وكالة أي.جي.أي، فإن اثنين على ثلاثة إيطاليين يرفضون عودة منافسات كرة القدم بسبب الحالة الصحية في البلاد.