الكاظمي يزور السعودية في أجواء خليجية مهيأة للانفتاح على العراق

الرياض- كشفت مصادر دبلوماسية عربية في العاصمة السعودية الرياض أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي سيصل الأربعاء القادم إلى المملكة في زيارة رسمية تلبية لدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وستمثّل الزيارة في حال القيام بها أبرز تجسيد لرغبة القيادة العراقية الحالية في الانفتاح على دول الخليج ومحاولة الاستفادة مما تتيحه العلاقة مع تلك الدولة المستقرّة والغنيّة من فرص للعراق وما قد تنطوي عليه من حلول لعدّة معضلات يواجهها البلد من قبيل النقص الفادح في الطاقة الكهربائية وقلة إقبال رؤوس الأموال على الاستثمار في العراق لاسيما في عملية إعادة إعمار ما دمّرته الحرب ضد تنظيم داعش بين سنتي 2014 و2017، بالإضافة إلى آفاق التعاون الأمني المفيد للطرفين العراقي والخليجي.
لكنّ ما يشجّع هذا التوجّه العراقي هو وجود رغبة خليجية مقابلة في الانفتاح على العراق يترجمها اليوم دخول بعض دول التعاون في ما يشبه السباق للتواصل مع الجانب العراقي وفق نوايا وحسابات مختلفة.
وجاءت زيارة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني هذا الأسبوع لبغداد ولقاؤه بالمسؤولين العراقيين، كأحدث تجسيد لهذا التوّجه الخليجي.
وكانت السعودية قد بادرت وفتحت مجالا للتواصل مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وأرسلت وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان إلى بغداد العام الماضي، لكن الخطوات السعودية وُوجهت بمواقف متشددة من قبل الميليشيات العراقية التابعة لإيران مما عقّد مهمة الانفتاح السعودي على العراق بعد ثلاثين عاما من الانقطاع الذي أعقب أزمة احتلال العراق للكويت عام 1990.
وعقد العاهل السعودي الخميس لقاء عبر الاتصال المرئي مع الكاظمي وجه خلاله دعوة للأخير لزيارة المملكة.

وأوضحت المصادر التي نقلت عنها الجمعة وكالة الأنباء الألمانية أن الكاظمي سيلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي تجمعه به علاقة وثيقة، في نيوم بشمال غرب السعودية، إلى جانب عدد من المسؤولين السعوديين لبحث عدد من مستجدات القضايا السياسية والأمنية في المنطقة وتنسيق سياسات البلدين تجاهها من خلال مجلس التنسيق السعودي العراقي إضافة إلى استعراض ما تمخضت عنه الدورات الأربع السابقة من اتفاقيات ومذكرات تفاهم تصب في اتجاه تعزيز العلاقات بين البلدين وما توصلت إليه اللجان المنبثقة منه.
وأضافت المصادر أن الكاظمي سيُطلع المسؤولين السعوديين على الخطوات التي اتخذتها بلاده على صعيد تثبيت أسس الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في بلاده والذي تمارسه “تنظيمات تتلقى دعما على مختلف الصعد من بعض القوى الإقليمية بهدف النيل من هيبة الحكومة ومنع عودة العراق إلى الحضن العربي، وضرورة إبعاد المنطقة عن التوترات والسعي لإرساء الأمن المستدام”.
ولم تستبعد المصادر أن يطرح الجانب العراقي على بساط البحث مع الجانب السعودي مشروع المشرق الجديد وهو المشروع الذي وصفه حسين علاوي مستشار رئيس الحكومة العراقية بأنه “مشروع ذو أبعاد اقتصادية مهمة للعراق ودول المنطقة” ويجري بحثه بين بغداد والقاهرة وعُمان “وربما تنضم إليه دول أخرى” من محور الاعتدال، بحسب أحد المصادر.