القلق النفسي المستمر أثناء الحمل يؤثر سلبا على سلوك الطفل

دوسلدورف - أوردت مجلة “إلتيرن” الألمانية أن التوتر النفسي المستمر أثناء الحمل يؤثر سلبا على سلوك الطفل؛ فهو يرفع خطر إصابة الطفل في ما بعد بالاكتئاب والقلق والتوتر أو باضطرابات سلوكية مثل متلازمة فرط النشاط الحركي وقلة الانتباه.
وأوضحت المجلة المعنية بالأسرة والطفل أن سبب ذلك يرجع إلى هرمون الكورتيزول المسبب للتوتر النفسي، مشيرة إلى أن المشيمة تعمل على حماية مخ الجنين من هرمون الكورتيزول بجسم الأم من خلال إفراز إنزيم مثبط لهذا الهرمون. أما إذا تعرضت الأم لضغط عصبي شديد فسيصبح تأثير هذا الإنزيم محدودا، ومن ثم ينفذ الكورتيزول إلى الجنين.
كما اكتشفت دراسة أن أطفال النساء اللاتي يعانين من توتر شديد أثناء الحمل أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية بنحو 10 أضعاف حين يبلغون سن الثلاثين، مقارنة بأطفال النساء اللاتي لم يعانين من توتر شديد أثناء الحمل.
وأشارت الدراسة إلى أن تعرض المرأة الحامل لتوتر معتدل لفترة طويلة قد يكون له تأثير على نمو الطفل ، وقد يستمر هذا التأثير إلى ما بعد ولادة الطفل.
وتابعت الدراسة مستويات التوتر لأكثر من 3600 امرأة حامل في فنلندا، كما جرت متابعة أطفالهن بعد الولادة.
ويقول الأطباء النفسيون إن الأمهات يجب أن يحصلن على دعم نفسي ومساعدة متخصصة في فترة الحمل لضمان سلامة صحتهن العقلية.
كما ينبغي على الحامل أن تحارب التوتر النفسي من خلال ممارسة الرياضة كالمشي وتمارين الاسترخاء كاليوغا والتأمل.
وقد وجدت الدراسة أن ارتفاع مستويات التوتر خلال فترة الحمل قد يكون له تأثير على الأطفال طويل الأمد.
وكان الأطفال الذين عانت أمهاتهم من التوتر الشديد خلال الحمل أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية بمعدل 9.53 مرة مقارنة بأولئك الذين لم تواجه أمهاتهم أي توتر أو ضغط.
أما أولئك الذين تعرضت أمهاتهم لمستويات معتدلة من التوتر فكانوا عرضة للإصابة باضطراب الشخصية بنسبة أربعة أضعاف.
وتنصح الأبحاث النساء الحوامل اللواتي يشعرن بالتوتر وعدم القدرة على الاسترخاء بضرورة زيارة الطبيب المختص والحصول على النصائح الطبية اللازمة.
وتوضح بعض المصادر الطبية أن شعور المرأة بالإجهاد والتوتر خلال فترة الحمل يؤدي إلى حصول الجنين على جزء من هرمون التوتر الذي ينتقل إلى الدم عن طريق المعدة،
وهذا يعني أن المولود سيعاني لاحقا من القلق وزيادة معدل دقات القلب بالإضافة إلى عدم قدرته على الهدوء. ويمكن أن يزيد الإجهاد والتوتر من مخاطر ولادة الجنين في وقت مبكر.