القروي يرفض المشاركة في الحكومة "خلسة"

النهضة تعرب عن استعدادها لمنح حكومة إلياس الفخفاخ الثقة في البرلمان دون المشاركة فيها في صورة عدم التوصل إلى اتفاق.
الأربعاء 2020/02/12
نرفض الاستجداء

تونس – رفض رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي المشاركة في الحكومة خلسة باستجداء دعم حزبه سرا لمنح ثقة لحكومة إلياس الفخفاخ، فيما تبدي أحزاب في العلن رفضها لوجود قلب تونس في الحكومة الجديدة.

وقال نبيل القروي، رئيس حزب قلب تونس، الثلاثاء، إن حزبه يرفض إقصاءه من الحكومة المقبلة، ويطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك في الوقت الذي يتمسك فيه رئيس الحكومة بحزام سياسي يستثني فيه قلب تونس.

جاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها القروي، عقب لقاء جمعه برئيس البرلمان راشد الغنوشي، بمقر المؤسسة التشريعية بالعاصمة، خصص لمناقشة مسار تشكيل الحكومة.

وأضاف القروي، “موقف حزب قلب تونس (38 نائبا من إجمالي 217) واضح؛ نريد حكومة وحدة وطنية تشمل أكثر ما يمكن من الأحزاب، ولها القدرة على تمرير القوانين”.

وتابع “موقفنا ثابت نحن مع حكومة وحدة وطنية دون إقصاء.. وحركة النهضة (54 نائبا) أيضا تريد حكومة وحدة وطنية لأن الوضع في البلاد لم يعد ينتظر”.

وأردف قائلا “لا نبحث عن مناصب أو كراسٍ، نريد حكومة بأكبر حزام سياسي حتى تمر”. وتلمح تصريحات القروي إلى رغبة قلب تونس على الحصول على حقائب وزارية في الحكومة، وإعلانه شريكا رسميا دون الاكتفاء بطلب دعمه خلسة.

نبيل القروي: موقف قلب تونس واضح نريد حكومة بأكبر غطاء سياسي

ويتمسك الفخفاخ بحزام حكومة الرئيس عبر حكومة تتكون من الأحزاب الداعمة للخط الثوري وهي أحزاب التيار الديمقراطي وحركة الشعب، وهي محل دعم الرئيس قيس سعيد.

وأثار التوجه نحو حكومة ثورية استياء حركتي النهضة وقلب تونس، واعتبرا في هذه الخطوة مساعي لإضعاف نفوذهما في الحكم وإقصائهما تدريجيا عن الحكم، أمام توقعات بان تكون الوزارات السيادية من نصيب الأحزاب الثورية.

وأشار القروي، إلى أن “(رئيس الحكومة المكلف إلياس) الفخفاخ، لم يقترح علينا، خلال اجتماعنا معه الأسبوع الماضي، حقائب وزارية، كما لم نناقش معه برنامجا مفصلا، بل هو مجرد حديث في العموميات”.

واستطرد “ما يهمنا أكثر من الحقائب هو تنفيذ برنامجنا الذي يقوم على مقاومة الفقر”. وانتقد القروي، “الحديث خلال مشاورات تشكيل الحكومة من قبل العديد من الأحزاب (لم يسمها) كان عن مقاومة الفساد”.

وقال في هذا السياق، إن “هناك قضاء يمكنه مقاومة الفساد، ولا يمكن للأحزاب أو الحكومة أن تقاوم” هذه الآفة، واصفا شعارات مقاومة الفساد بـ”الفضفاضة”.

واستدرك “إذا لم نجد في الحكومة ما يتلاءم مع برنامجنا، فلا يقلقنا أن نكون في المعارضة، نحن لا نبحث عن المناصب والوزارات”. ولفت القروي، إلى أن “الفخفاخ، له تصور سياسي ليس هو نفس تصور الأغلبية في البرلمان، ولذلك عليه أن يتحمل مسؤوليته”.

الغنوشي يواصل الضغط على الفخفاخ
الغنوشي يواصل الضغط على الفخفاخ

وفي وقت سابق الثلاثاء، التقى الغنوشي، بالفخفاخ، في مقر البرلمان، في لقاء رفض رئيس الحكومة المكلف الإدلاء بأي تصريحات عن فحواه.

وقال الغنوشي، الأربعاء الماضي، إنّ “حكومة الفخفاخ، لن تمر ولن تنال ثقة البرلمان في حال تم إقصاء قلب تونس، من تشكيلتها”.

وتضغط النهضة لفرض قلب تونس حليفها في البرلمان للتصدي لحكومة تتكون من حزام الرئيس، خاصة أن هذا الحزام ينتقد بشدة أداء النهضة في الحكم. لكن حركة النهضة ألمحت إلى إمكانية التراجع في موقفها بمنح الثقة لحكومة الفخفاخ حتى لو كانت خارجها.

وأكد الناطق الرسمي لحركة النهضة عماد الخميري، الثلاثاء، أن الحركة مستعدة لمنح حكومة إلياس الفخفاخ الثقة في البرلمان دون المشاركة فيها في صورة عدم التوصل إلى اتفاق حول رؤية النهضة المتمثلة في تشكيل حكومة وحدة وطنية لها حزام سياسي واسع مع تمثيلية للنهضة تتلاءم مع حجمها داخل مجلس النواب.

وفي أواخر يناير الماضي، قال الفخفاخ، إن 10 أحزاب سياسية عبرت عن استعدادها للمشاركة في الحكومة المقبلة.

وأكد في حينه أن حزبي “قلب تونس” و”الدستوري الحر” (دستوري ليبرالي 17 نائبا) سيكونان خارج الائتلاف الحكومي، مشدّدا على أن “لا ديمقراطية دون معارضة حقيقية”.

4