"القدس بوابة الأرض إلى السماء" في معرض عربي بالأردن

المعرض يتضمن ما يقارب الأربعين لوحة احتفت بمدينة القدس وعروبتها وهويتها الفلسطينية والإسلامية والمسيحية.
الأربعاء 2021/06/09
الهلال سيد الأرض والسماء (لوحة للفنان رفيق اللحام)

عمان – تحت عنوان “القدس بوابة الأرض إلى السماء” يتواصل حتى الثامن من يوليو القادم في غاليري “32 للفنون” بالعاصمة الأردنية عمّان معرض عربي جماعي في تحية جمالية إلى فلسطين وأهلها.

ويشارك في المعرض 14 فنانا أردنيا وعربيا، وهم: إبراهيم الخطيب، آية أبوغزالة، جهاد العامري، حسني أبوكريّم، داليا علي، رائد قطناني، رفيق اللحام، سلام كنعان، عبدالحي مسلم، عماد أبوشتية، غازي أنعيم، محمود صادق، هاني حوراني وياسر دويك. وستذهب 20 في المئة من مبيعات المعرض لدعم إعمار غزة من خلال مؤسسة فلسطين الدولية للتنمية.

ويتضمن المعرض ما يقارب الأربعين عملا فنيا رُسمت على قماشاتها مدينة القدس المقدسة التي وضع العرب الكنعانيون حجر الأساس لبنائها، والتي غدت مسرى الرسول محمد، حيث كانت قد اكتسبت أهمية خاصة عند المسيحيين كما المسلمين الذين يعتبرون المسجد الأقصى فيها عتبة الجنة يوم الحساب، كما ينظر المسيحيون إليها بالكثير من التقديس والتبجيل والاحترام، فيقدسون هذه المدينة التي مشى السيد المسيح في طرقاتها، وبسبب كنيسة القيامة التي تعدّ من أقدس الأماكن المسيحية في العالم.

ولأن القدس كانت ومازالت تشغل الضمير العربي والإسلامي ومثار اهتمام الفنانين التشكيليين في الداخل والخارج على حد سواء، فقد راح فنانو معرض “القدس بوابة الأرض إلى السماء” يرسمون تلك المدينة كل وفق رؤيته وتقنياته ومذهبه الفني، فمنهم من رسم وديانها وهضابها وجبالها ومعالمها الأثرية وحاراتها وأدراجها وتكاياها العتيقة، ومنهم من رسم مآذنها وقبابها وأبراج كنائسها، كما ربط شق ثالث النضال الوطني لأهل هذه المدينة بعمارتها، فيما قدّم آخرون أعمالا تروي حكايتها بشكل يوثّق تراثها ويحافظ عليه.

Thumbnail

ويرسم غازي أنعيم مدينة القدس بمعمارها الإسلامي والمسيحي المشترك والمتداخل وبقباب ومآذن كنائسها ومساجدها في اتساق حميمي بين الهلال والصليب في مشهد نهاري ساطع الأمل، وكأنه تبشير بصري بعودة الأرض إلى الفلسطينيين وإن طال الأمد.

وأنعيم من مواليد صوريف / الخليل في العام 1960، تخرج في قسم الغرافيك بكلية الفنون الجميلة بدمشق في العام 1985. ترأس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين من عام 2008 وحتى 2016، وكذلك كان نائب رئيس اتحاد التشكيليين العرب، وهو مؤسّس ورئيس تحرير سابق لمجلة “التشكيلي العربي”، كما ترأس العديد من الفعاليات الفنية في العديد من الدول، وشارك في مؤتمرات وندوات وملتقيات تشكيلية محلية وعربية. وله أربعة معارض شخصية في سوريا، وهناك مقتنيات له لدى مؤسسات حكومية وأهلية وأفراد ومتاحف في أنحاء العالم.

أما الفنان رفيق اللحام، فيقدّم الهلال مكرّرا في أكثر من زاوية من لوحته، وكأنه يعلن بالتصريح قبل التلميح هوية القدس الإسلامية، فنجد الهلال في كبد السماء معلنا عن بداية دورة قمرية جديدة ومجدّدة لإعادة كتابة تاريخ القدس، ونجد الهلال أيضا يحتل قباب المساجد في ثلاث مواضع متناظرة ومتتابعة، ما يعلي انتماء القدس مرة أخرى إلى الهوية الإسلامية والعربية، ليغدو الهلال سيد الأرض والسماء.

واللحام من مواليد دمشق في العام 1931، وفنان تشكيلي كان في بدايته رساما معماريا، وهو أحد مؤسسي رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين في أوائل الخمسينات من القرن الماضي والتي ترأسها عام 1979، وكذلك من مؤسّسي اتحاد الفنانين التشكيليين العرب عام 1971. يُعد من الأعلام الثقافية لمدينة عمّان، حيث يُطلق عليه لقب شيخ الفنانين الأردنيين.

نال جائزة الدولة التقديرية للفنون التشكيلية في العام 1991، وجائزة رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين في العام 1993، وأقام العديد من المعارض الفردية، وشارك في العديد من المعارض الأردنية والعربية والدولة.

صمّم العشرات من الميداليات التذكارية والمئات من شعارات المؤسسات ومثلها من الطوابع، وله العشرات من اللوحات في عدد من المتاحف العربية والأوروبية.

Thumbnail

أما رائد قطناني فيقدّم لوحة مشبعة بالمفاهيم والرموز، راسما فيها بابا نصف مفتوح على مدينة القدس العامرة بمعمارها العربي الإسلامي التليد، وقد عّلقت على جدار البيت الكوفية الفلسطينية رمز الهوية الوطنية، وفي قفل الباب مفتاح كبير يشير إلى حق العودة.

وقطناني من مواليد سوريا عام 1973، حاصل على بكالوريوس فنون جميلة قسم الاتصالات البصرية والإعلان في كلية الفنون في جامعة دمشق عام 1995، وهو مصمّم ومدرب فنون وتصميم غرافيك، مقيم في الأردن منذ العام 2013. أقام ستة معارض شخصية في الأردن، وإسطنبول وبريطانيا، وله العديد من المشاركات في المعارض الجماعية في عدد من دول العالم.

وتمزج آية أبوغزالة بين الخط العربي ورسم المآذن والقباب في لوحتها العاكسة بدورها لهوية القدس الإسلامية وفلسطين العربية، ليكون الحرف العربي شاهدا وكاتبا في الآن ذاته لتاريخ بلد سينهض يوما من تحت الردم.

وأبوغزالة من مواليد 1991 بالأردن، وهي فنانة بصرية متعددة الاتجاهات مقيمة في عمّان. حصلت على درجة البكالوريوس في الفنون البصرية “الرسم والتصوير” من الجامعة الأردنية بامتياز. كما أنها حاصلة على عدة منح إنتاجية وشاركت في العديد من المعارض الجماعية في الأردن ولبنان والبحرين وتركيا وفلسطين والسعودية وإيطاليا.

ويرسم محمود صادق في لوحة تجمّعت فيها كل ألوان العلم الفلسطيني، الأسود والأحمر والأخضر والأبيض، فلسطينيات منتشرات بين أسطح بيوتهنّ وأخريات في طريقهنّ إلى سوق الحي ربما لقضاء حاجيات أسرهنّ، وهنّ مرتديات عن تقصّد ممنهج ملابسهنّ التقليدية رمز هويتهنّ وأرضهنّ.

وصادق حاصل على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة (تصوير) جامعة بغداد في العام 1970 وماجستير فنون جميلة (تصوير) جامعة جنوب كارولينا بالولايات المتحدة في العام 1980 ودكتوراه فنون جميلة جامعة ولاية فلوريدا الأميركية 1983.

عمل عميدا لكلية الفنون الجميلة في جامعة اليرموك 2005 – 2007، وعميدا لكلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية 2010 – 2012. أقام أكثر من ثلاثين معرضا فرديا في عمّان وبيروت والولايات المتحدة. كما شارك في 130 معرضا جماعيا في الأردن والخارج.

وأبرَز جميع الفنانين المشاركين في المعرض من خلال لوحاتهم التي تناولوا على مسطحاتها مدينة القدس وعروبتها وهويتها الفلسطينية والإسلامية والمسيحية في مواجهة تهويدها على يد الاحتلال، كما أكّدوا على حق استعادتها بكل الوسائل الممكنة لتكون عاصمة الدولة الفلسطينية.

الهوّية الفلسطينية باقية بقاء الأرض
الهوّية الفلسطينية باقية بقاء الأرض  

 

16