القبارصة الأتراك يصدمون أردوغان: نرفض "نبع الدماء"

زعيم القبارصة مصطفى أكينجي: لو أطلقنا على هذه العملية اسم "نبع السلام" فإن ما سيجري إراقته ليس ماء إنما دماء.
الاثنين 2019/10/14
صرخة في وجه العالم

 أنقرة – صدمت تصريحات لرئيس “جمهورية شمال قبرص التركية” مصطفى أكينجي بشأن العملية التركية في شمال سوريا، الرئيس رجب طيب أردوغان وهو ما عبر عنه مستشاره فؤاد أقطاي في تغريدة شديدة اللهجة.

وانتقد أكينجي الاجتياح التركي لشمال سوريا واصفا العملية بـ”نبع الدماء” وليس “نبع السلام” مثلما أطلقت عليها تركيا. وأوضح زعيم القبارصة الأتراك أن تسمية الجريمة تذكرنا بالتدخل العسكري التركي في قبرص عام 1974.

وقال أكينجي، في إشارة إلى الغزو التركي لقبرص على خلفية الأزمة الحادة في العلاقات بين المجتمعين اليوناني والتركي في ذلك البلد التي انتهت حينها بانقلاب قاده عناصر من القبارصة اليونانيين “على الرغم من أننا أطلقنا على الهجوم الذي حدث في عام 1974 عملية السلام، إلا أنها كانت حربًا وسفكاً للدماء”.

وأضاف “والآن، حتى لو أطلقنا على هذه العملية اسم ‘نبع السلام’، فإن ما سيجري إراقته ليس ماء، إنما دماء. ولهذا السبب، أتمنى أن يتم تفعيل الحوار والدبلوماسية في أسرع وقت ممكن”.

وقال “أعتقد أن المستقبل السعيد والسلمي لتركيا من الممكن تحقيقه فقط من خلال بناء حوار بين جميع شعوب المنطقة، بما في ذلك الأتراك والأكراد والعرب والتركمان”. وأضاف أكينجي أنه فقد أصدقاءه مثل كثيرين آخرين خلال هجوم عام 1974 وتعلم ماهية الحرب عن طريق خوض العديد من التجارب. وأضاف “لذلك، لا أريد أن يواجه أي مجتمع معاناة الحرب. لا أستطيع حتى أن أرى أي طفل تركي أو كردي أو عربي وهو ينزف من أنفه”.

ويرى مراقبون أن الاجتياح التركي للشمال السوري أبعد من محاربة تنظيم تعتبره تركيا إرهابيا ويهدد أمنها القومي، مشيرين إلى أن مواجهة وحدات حماية الشعب الكردية ليس سوى ذريعة لأنقرة لتأسيس “قبرص جديدة” في شمال سوريا، تخضع للإرادة التركية.

وتم تقسيم قبرص بين جمهورية قبرص وجمهورية شمال قبرص ذات الغالبية التركية بعد غزو أنقرة، التي حافظت منذ ذلك الحين على وجودها العسكري في الجزء الشمالي من الجزيرة.

ويقول المراقبون إن موقف زعيم الأتراك القبارصة يزيد من إحراج أردوغان الذي يواجه تنديدا دوليا متصاعدا لخطوته الدراماتيكية في شمال سوريا، تنذر بكارثة إنسانية.

وأثار موقف أكينجي غضبًا في أنقرة. وانتقد نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، تصريحات أكينجي. وقال أقطاي في تغريدة على موقعه على “تويتر” إن تلك التصريحات لا تمثل آراء القبارصة الأتراك وأن تركيا تشن كفاحاً “صالحاً” ضد الإرهاب.

وأضاف أقطاي “يفتقر البيان الذي أدلى به أكينجي كرئيس إلى الوعي التاريخي والمعرفة. وأعتقد أن هذا البيان المؤسف لا يعكس رأي القبارصة الأتراك”.

ومن جهته، غرد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشيليك، على تويتر قائلا “عملية السلام القبرصية كانت عملية ضد شبكة قتل وأقامت السلام. أما عملية نبع السلام فهي أيضا لمحاربة الإرهاب وسوف نشنها أيضاً ضد شبكة قتل”.

2