القاهرة السينمائي يمنح هرمه الذهبي للفيلم المكسيكي "الثقب في السياج"

المصري محمد ممدوح أفضل ممثل وتونس تتوّج بأربع جوائز.
الثلاثاء 2021/12/07
محمد ممدوح أفضل ممثل عن دوره في الفيلم المصري "أبوصدام"

حصدت تونس نصيب الأسد بحصولها على أربع جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي اختتم فعاليات دورته الثالثة والأربعين ليل الأحد/ الاثنين، ونالت جوائز عن أفلام “غدوة” و”نقطة عمياء” و”قدحة” و”أطياف”، فيما توّج المخرج المكسيكي خواكين ديل باسو بجائزة الهرم الذهبي، أرفع جوائز المهرجان، عن فيلمه الروائي الطويل “الثقب في السياج”.

القاهرة – فاز الفيلم المكسيكي “الثقب في السياج” للمخرج خواكين ديل باسو بجائزة الهرم الذهبي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثالثة والأربعين التي أسدل الستار عليها مساء الأحد.

وتدور أحداث الفيلم على مدى مئة دقيقة في معسكر صيفي منعزل ومغلق في الريف المكسيكي، وتحت أعين معلميهم البالغين يتلقى الأولاد من مدرسة خاصة مرموقة تدريبا بدنيا وأخلاقيا ودينيا، إلى أن يؤدّي اكتشاف ثقب في السياج المحيط بالمعسكر إلى سلسلة متزايدة من الأحداث المزعجة لتنتشر الهستيريا بسرعة بين الجميع.

وفازت بجائزة الهرم الفضي لأفضل إخراج لورا ساماني عن فيلم “جسد ضئيل” وهو إنتاج مشترك لإيطاليا وفرنسا وسلوفينيا، فيما ذهب الهرم البرونزي لأفضل عمل أول أو ثان لفيلم “انطوائيون” من كوريا الجنوبية.

عشرون فيلما متوجا

تونس تحصد نصيب الأسد من التتويجات بحصولها على أربع جوائز عن أفلام "غدوة" و"نقطة عمياء" و"قدحة" و"أطياف"

فاز بجوائز المهرجان عشرون فيلما من إسبانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية والأردن وتونس ولبنان وسوريا والعراق والمكسيك وفرنسا وهولندا والمجر وألمانيا وبلجيكا.

ومنحت لجنة تحكيم المسابقة الدولية جائزة أفضل إسهام فني للمصوّر خوسيه أليون عن الفيلم الإسباني “إنهم يحملون الموت”، فيما حصل فيلم “107 أمهات” من سلوفاكيا على جائزة أفضل سيناريو.

وفاز المصري محمد ممدوح بجائزة أفضل ممثل في المهرجان عن فيلم “أبوصدام” وحصلت الإيطالية سوامي روتولو على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “كيارا”.

وقدّم ممدوح في فيلم “أبوصدام” للمخرجة نادين خان عن نص للسيناريست محمود عزت دورا معقدا يجمع بين الشراسة والانكسار، حيث تدور أحداث الفيلم حول سائق شاحنات قديم ذي خبرة اسمه “أبوصدام”، يحصل أخيرا على مهمة نقل على طريق الساحل الشمالي بعد انقطاع عن العمل دام لسنوات، فيقرّر أن ينجز مهمته على أكمل وجه كما يليق بسمعته، لكنه يتعرّض إلى موقف صغير على الطريق فتخرج الأمور عن سيطرته.

الدورة الأخيرة شهدت مشاركة ثمانية وتسعين فيلما من ثلاث وستين دولة، ما مثل رقما غير مسبوق في تاريخ المهرجان

وحصد جائزة تصويت الجمهور الفيلم الأردني “بنات عبدالرحمن” للمخرج زيد أبوحمدان وبطولة صبا مبارك وفرح بسيسو وحنان الحلو ومريم باشا وخالد الطريفي.

والفيلم يتناول قصة الرجل المسن عبدالرحمن الذي يملك مكتبة صغيرة في منطقة الأشرفية بالعاصمة الأردنية عمّان وتوفيت زوجته بعد أن أنجبت له أربع بنات، بينما يلصق هو بنفسه كنية “أبوعلي” في إشارة إلى الولد الذي يظل يحلم به طوال عمره.

وتعيش كل واحدة من بنات عبدالرحمن حياة مختلفة تماما عن الأخرى دون اكتراث بمشكلات بعضهنّ البعض أو مشكلات الأب الحياتية ومعاناته اليومية، إلى أن يلتقين الأربع في بيت الأب للمرة الأولى منذ سنوات، ليكتشفن أنه خرج ولم يعد، فتبدأ رحلة بحث طويلة عنه تحمل الكثير من الشجار والمفارقات، وتكون في الوقت نفسه فرصة لكل منهنّ لإعادة النظر في حياتها واتخاذ قرارات جريئة لتعديل مسارها.

وفي إطار الحكي الرئيسي عن الأسرة والعادات والتقاليد وتحديدا تربية البنات في المجتمعات العربية يعرّج الفيلم على قضايا شائكة مثل العنف الأسري وزواج القاصرات والتمييز بين الجنسين والنقاب.

وترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية المخرج الصربي البارز إمير كوستوريتسا، وشارك في عضويتها المخرج الهندي تشايتانيا تاماهاني، والمؤلف الموسيقي اللبناني خالد مزنر، والممثلة الأميركية ماريسا بيرنسون، والممثلة المصرية نيللي كريم، والممثلة الفرنسية نورا آرنزدر والمخرج الإيطالي روبرتو مينرفيني.

وأقيم حفل الختام بالمسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية وقدّم خلاله المغني والملحن حميد الشاعري أغنية “الأفلام” التي جهّزها خصيصا للمهرجان.

تتويجات تونسية

حصدت تونس نصيب الأسد من التتويجات بحصولها على أربع جوائز، حيث ذهبت جائزة أفضل أداء تمثيلي سواء نساء أو رجالا إلى الممثلة التونسية عفاف بن محمود عن دورها في فيلم “أطياف”، كما نوّهت لجنة تحكيم المسابقة بالفيلم التونسي “قدحة” للمخرج أنيس الأسود.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة فاز بالجائزة الفيلم التونسي “نقطة عمياء” للمخرج لطفي عاشور، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم مناصفة إلى فيلمي “ولا حاجة يا ناجي.. اقفل” من مصر و”ثم حل الظلام” من لبنان.

كما حصد الفيلم التونسي “غُدوة” بطولة وتأليف وإخراج ظافر العابدين جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين “فيبريسي” في أولى تجاربه الإخراجية وهو من بطولة غانم الزرلي ونجلاء بن عبدالله ورباب السرايري والبحري الرحالي والطفل أحمد برحومة.

محمد حفظي: المهرجان حقق هذا العام رقما قياسيا في عدد التذاكر المباعة

وتدور أحداث الفيلم حول “حبيب” وابنه “أحمد”، لكن الماضي السياسي للرجل خلال سنوات الدكتاتورية في تونس يؤثّر على حاضره، فتنقلب الأدوار ويجبر أحمد على العناية بأبيه والحفاظ على سلامته الصحية.

وفي مسابقة “آفاق السينما العربية” فاز بالجائزة الفيلم اللبناني “دفاتر مايا” للمخرجين جوانا حاجي توما وخليل جريج، فيما حصل الفيلم الوثائقي “من القاهرة” للمخرجة هالة جلال على جائزة أفضل فيلم غير روائي، ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم اللبناني “فياسكو” للمخرج نيقولا خوري.

وفي مسابقة “أسبوع النقاد” فاز بالجائزة فيلم “الغريب” للمخرج أمير فخرالدين من سوريا وذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلم “جذور برية” من المجر.

وفاز بجائزة أفضل فيلم عربي في جميع مسابقات المهرجان وقدرها عشرة آلاف دولار “الغريب” للمخرج السوري أمير فخرالدين، كما نوّهت لجنة التحكيم بفيلم “فياسكو” للمخرج اللبناني نيقولا خوري.

وقدّم صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر جائزة “الأسرة والسكان” إلى فيلم “امتحان” للمخرج الكردي شوكت أمين كوركي.

وقال المنتج والسيناريست محمد حفظي رئيس المهرجان في الختام إن الإقبال هذا العام “كان غير مسبوق” خلال الأيام العشرة الماضية، حيث امتلأت قاعات الأوبرا بالحضور وسادتها حالة من الفرحة “ليس فقط لمشاهدة الأفلام لكن لحضور الندوات والمحاضرات واللقاءات”، مشيرا إلى أن عدد التذاكر المباعة في هذه الدورة تجاوز اثنا وأربعين ألف تذكرة.

وأضاف أن المهرجان لا يفخر بتحقيق رقم جديد للحضور فحسب، بل أيضا للمحتوى الذي يقدّمه والفرص التي يتيحها سواء لتمويل الأفلام الجديدة من خلال أيام القاهرة لصناعة السينما أو التعلم وتبادل الخبرات.

وكرّم المهرجان في حفل الختام المنتج الأميركي لورانس بيندر والمخرج الفرنسي تيري فريمو رئيس مهرجان كان السينمائي، فيما كرّم في حفل الافتتاح الفنانة المصرية المخضرمة نيللي كريم بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، والفنان المصري كريم عبدالعزيز بجائزة فاتن حمامة للتميز تقديرا لمسيرته المهنية.

☚ المخرج المكسيكي خواكين ديل باسو يحصد أرفع جوائز المهرجان، الهرم الذهبي عن فيلمه "الثقب في السياج"
☚ المخرج المكسيكي خواكين ديل باسو يحصد أرفع جوائز المهرجان، الهرم الذهبي عن فيلمه "الثقب في السياج"

واختتم المهرجان دورته بلفتة إنسانية من خلال دعوة الفنان المصري المخضرم رشوان توفيق (88 عاما) لحضور حفل الختام وتسليم الجوائز، وهو الذي تعرّض مؤخرا لأزمة عائلية مؤثرة أثارت جدلا واسعا في مصر، بعد أن ظهر باكيا في أحد البرامج التلفزيونية، كاشفا عن إقامة ابنته دعوى قضائية عليه بسبب خلاف مادي.

وشهدت الدورة الأخيرة مشاركة أكثر من ثمانية وتسعين فيلما، من مئة فيلم من ثلاث وستين دولة، توزّعت بين ستة وسبعين فيلما طويلا واثنا وعشرين فيلما قصيرا، من بينها سبعة وعشرون فيلما ضمن العروض العالمية الأولى، وسبعة أفلام ضمن العروض الدولية، وثمانية وأربعون عرضا للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأربعة عشر عرضا أول في الدول العربية وشمال أفريقيا.

ويعدّ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أقدم المهرجانات في العالم العربي؛ إذ عقد دورته الأولى في عام 1976، وينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل ضمن الفئة “أ” في الاتحاد الدولي للمنتجين في باريس.

15