الفنان مظهر الحكيم: الدراما السورية أقصت المخرجين الكبار

27 فيلم مجموعة أعمال الحكيم السينمائية أبرزها فيلم “عودة حميدو” الذي جمع ثلة من خيرة ممثلين الزمن الجميل.
الاثنين 2021/02/22
مسلسل "طلقة حب" آخر أعمال المخرج

دمشق - أغنى الفنان والكاتب والمخرج السوري مظهر الحكيم الفن لسنوات طويلة من منابر مختلفة، حيث تعددت مواهبه ما انعكس على أعماله. فقد كتب الكثير من أعماله وأخرجها وشارك فيها وكان تطوير الفن أهم ما سعى إليه.

وفي حديث معه قال الحكيم إن آخر عمل له كان مسلسل “طلقة حب” من تأليفه وإنتاجه وإخراجه، لافتا إلى أن له في الكتابة أعدادا كبيرة من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية ومن أهمها “ابتسامة على شفاه جافة” وهو أول مسلسل عرض في مصر وآخر عمل إذاعي له كان “عيلة أبوالنور” وكان كاتبه وممثلا فيه.

ويوضح الفنان أنه قام أيضا بكتابة عدة أعمال مسرحية مؤكدا أن المسرح هو حياة بحد ذاته، لكن التلفزيون والإذاعة هما رقي واستمتاع إضافة إلى الأعمال السينمائية التي يعتبرها نورا في العالم، وجميعها تأتي في سياق الأعمال الاجتماعية التي تتحدث عن سوريا وتعكس حضارتها وبهذه المشاركات السينمائية كرّم في فرنسا.

وحول الفرق بين الأعمال القديمة والحديثة يوضح الحكيم أن الفرق بين الماضي والحاضر واضح في العمل الفني فالماضي تاريخ لا ينسى وثابت والحاضر يشد الإعلان والمشاهد والسابق أكثر أثرا في نفس المجتمع وفي الأفراد فلا ننسى “حارة القصر” و”الأميرة الشماء” و”النور العربي” وكان فيه أهم نجوم العرب وأيضا “وا معتصماه” إخراج فواز الزين وكان معه عبدالله غيث ونجوم عرب آخرون ومسلسل “بأم عيني” الذي لم يأخذ حقه رغم مشاركات عربية مهمة ومشاركة الفنانة منى واصف.

أما في المسرح فيقول الحكيم “أفتخر بمسرحية ‘شعب لن يموت‘ التي كانت في بداية عملي برفقة طلحت حمدي وسليم كلاس ويوسف حنا وناديا الصايغ، وهي من أهم أعمالي وتتحدث عن شعب فلسطين ومأساته فهي تلخص همومه وآلامه”.

وعن الكوميديا يقول “لقد قدمت أعمالا كثيرة أهمها مسرحية ‘دبر راسك‘ وهي من تأليفي وإخراجي مع المرحومة إنعام صالح، وتركت أثرا ومسرحية ‘عشنا وشفنا‘ تأليف وليد مارديني وكنت مشاركا بها كبطل ومعي إنعام أيضا وهي مسرحية غنائية”.

مظهر الحكيم لم يكتب أي عمل إلا وكان هذا العمل يلامس حياته فالأدب إبداع وجزء من العواطف والروح

وبلغت مجموعة أعمال الحكيم السينمائية 27 فيلما بين سوريا ولبنان ولكن أقربها إليه كما يقول هو فيلم “عودة حميدو” رفقة الفنان ناجي جبر، و”خياط للسيدات” مع شادية ودريد لحام ونهاد قلعي وهذه الأعمال مازالت في الذاكرة.

ويقول الحكيم “اشتغلت بأعمال مع الكاتب محمد الماغوط فكان مسلسل ‘حكايا الليل‘ مع محمد خير حلواني وعلي الرواس الذي تحدث عن حكايات تخص البيئة والأسرة السورية وما تقتضي معالجته”، مبينا أنه لم يكتب أي عمل إلا وكان هذا العمل يلامس حياته “فالأدب إبداع وجزء من العواطف والروح وهو تكوين ثقافي جيد لذلك أجد أنني أكثر ارتياحا في تحويله إلى عمل فني”.

ووفق الحكيم، لم يتمكن الفن خلال الحرب في سوريا من عكس الحالة بشكل مقنع ولم تخرج الأعمال من الإطار المحدود، مطالبا بإخراج أعمال تعرض خارج الوطن ليعرف العالم حجم الكارثة التي عشناها.

ويلفت الحكيم إلى أن الواقع الفني في سوريا مرير، ومن تبعاته عدم تكريم الفنان إلا بعد وفاته، فعلى سبيل المثال، تم تكريم الفنان دريد لحام وتناسى الجميع القامة الدرامية الكبيرة نهاد قلعي. وفي رأيه لا يجوز تكريم لحام وعدم تكريم قلعي لأن قلعي أستاذ لحام في التمثيل والتأليف.

ويرى أن الشهرة تصنع وميضا خاصا يجعل أحد الفنانين يرتفع عن الآخر، وهذا الأمر قد يؤثر في الجمهور غير أنه يجب ألا يؤثر في لجان التكريم.

ويقول “الدراما السورية تعيش أزمة حتى قبل الأزمة بفترة طويلة، إلا أننا كنا نكابر. بالرغم من وجود نجوم ونصوص ومخرجين جيدين، ولكن تم إقصاء المخرجين ومُورست عليهم لعبة قام بها المنتج الذي استغنى عن جيل المخرجين الكبار بشكل سريع واستعاض عن المخرج بمساعد المخرج. أنا لست ضد المخرجين الشباب، إلا أن الانتقال السريع وإهمال جيل المخضرمين من الطبيعي أن يؤثر في سوية وجودة الأعمال المقدمة”.

ويلفت إلى أن ما يعلق بذاكرته وقلبه هو العمل الإذاعي الأول مع راشد الزعبي ومحمد شاهين ببرنامج “الريف الإذاعي”، وأول مرة وقف على المسرح المدرسي فيها كان في الصف الرابع وأصعب ما واجهه على مسرح حافظ إبراهيم لأنه أصيب وتعرض للموت.

ويذكر أن الفنان مظهر الحكيم من الفنانين الذين أغنوا المشهد السوري والعربي وهو فنان وكاتب ومخرج ومنتج ومن أهم أعماله في الدراما “آباء وأمهات” مع منى واصف وعبدالرحمن أبوالقاسم وهو من تأليفه وإخراجه ومشاركته وإنتاجه، وكرّم في فرنسا ومصر وعضو لجان تحكم الدراما العربية في مهرجان القاهرة لـ9 سنوات وفي البحرين أيضا وللأطفال مغامرات طارق الذي نال 3 جوائز ذهبية و5 شهادات تقدير وجائزة لكتابة السيناريو في مصر ومسلسل “أنشودة الأمل” مع منى واصف ونسرين الحكيم وعبدالرحمن آل رشي.

14