الفجوة بين المقاسات مشكلة تؤرق عشاق التسوق الإلكتروني

يقع الكثير من عشاق التسوق الإلكتروني ضحايا لاختلاف الواقع عن الملابس التي انبهروا بها عبر مواقع التسوق، ويجد الكثيرون أن المقاسات التي وصلت إليهم تختلف عن مقاسهم الحقيقي على الرغم من طلبهم المقاس المعتاد.
نيويورك - يتفاجأ الكثيرون بأن الملابس التي اشتروها عبر الإنترنت غير مناسبة لهم من حيث المقاس، وقد لا يكمن العيب فيهم، وإنما يكمن السبب وراء ذلك في أن مقاسات الملابس أصبحت أكثر صعوبة في التكيف مع الأجسام.
وكشف بحث أنجزته شركة “نافار” لتحليل ما بعد الشراء أن المقاس والملاءمة هما السببان الرئيسيان لإرجاع طلبات الشراء عبر الإنترنت، ووجد البحث الذي جاء تحت عنوان “حالة الإرجاع عبر الإنترنت: دراسة عالمية” أن ما يقرب من 50 بالمئة من الزبائن يشترون مقاسات متعددة، خشية الاضطرار إلى إرجاع المقاس المطلوب بسبب صغره.
وقال رون لوزون، الرئيس التنفيذي ومؤسس “ماي سايز”، وهو موقع إلكتروني يساعد المشترين على العثور على مقاس الملابس التي تتناسب مع أجسامهم الحقيقية، لـ”صباح الخير أميركا”، “تقفز النساء باستمرار بين المقاسات أو أنهن يجدن صعوبة في العثور على القصة المثالية”، مضيفا “الفجوة في المقاس مشكلة حقيقية ويمكنك تخطي أربعة مقاسات من الجينز حسب العلامة التجارية التي يتم تجربتها”.
وعلى الرغم من وجود معايير مقاسات الملابس، مثلما ذكر من طرف الجمعية الأميركية للاختبار والمواد، فإن المصنعين وتجار التجزئة للملابس الجاهزة ليسوا ملزمين قانونيا باحترامها.
وأوضحت الدكتورة لين بورادي، أستاذة ورئيس قسم تصميم، منازل وترويج في جامعة ولاية أوكلاهوما أنه “يمكن لكل مصنع أو شركة تصميم أن تتخيل شخصها المثالي، سواء كان ذلك الشخص ملتويا، مستقيما أو ممتلئا، وتصنع ملابس لتناسب شكل هذا الجسم الخاص”.
مواقع إلكترونية تمكن المتسوقين من استخدام تحليلات الجسم المتغيرة لإيجاد مقاسات دقيقة مطابقة للواقع في ثوان
وفي عام 2002، أجرت شركة “مقاسات الولايات المتحدة الأميركية” دراسة وطنية لفحص الجسد شملت أكثر من 10 آلاف شخص بعد وضع سلم مقاسات عام، وفقًا لمقال نشر على موقع الويب “الأزياء والنسيج والتكنولوجيا” بجامعة ولاية بوفالو، ووجدت أن الجسم المستطيل أكثر أهمية في الولايات المتحدة من جسم الساعة الرملية القياسية السابقة.
وقالت بورادي “البشر ليسوا جميعا بنفس الشكل، وأشكالنا تتغير فعندما نتقدم في السن يتغير شكل أجسامنا، كما أنه يتغير عندما نفقد أو نكتسب الوزن.. فبعض الناس يكتسبون الوزن عند الخصر، ونساء يكتسبن الوزن على مستوى النصف الأعلى من الجسم وأخريات في الفخذين، وهذا الأمر يجعل ضبط مقاس الملابس صعبا، وخاصة أحجام الملابس التي تم تطويرها على أساس أن أجسام غالبية السكان على شكل الساعة الرملية”.
وأضافت “إحدى المشكلات التي شهدناها على مدار العشرين إلى الثلاثين سنة الماضية حتى الآن تتعلق بزيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والبدانة”.
كما أشارت بورادي إلى أنه مع الطبيعة المتنوعة لأميركا، المؤلفة من أشخاص من مختلف الأعراق والأعمار والثقافات، هناك الآن مجموعة كبيرة من أشكال الجسم التي تحتاج إلى التكيف بالإضافة إلى مواقف ثقافية حول ما يلائمها.
وتابعت “علاوة على ذلك، لدى الناس تفضيلات شخصية في ما يتعلق بالملابس التي تلائمهم، وأسلوب ملابسهم وراحتهم وبالتالي ما يشعرون به”.
وفي وقتنا الحاضر ولمعالجة التباين الواضح في المقاسات، منحت مواقع إلكترونية مثل “ماي سايز” المشترين إمكانية استخدام تحليلات الجسم المتغيرة لإيجاد مقاسات دقيقة مطابقة للواقع في ثوان.
وقال لوزون “إلى حد ما، نقدم الحل لضمان أن العلامات التجارية تشمل جميع المقاسات ويمكن وصول العملاء إليها بسهولة”.
ويحتوي موقع “ترو فيت” أيضا على ميزات مشابهة لمساعدة الأشخاص في العثور على مقاسهم الحقيقي. وتستخدم الشركة بيانات المستخدم لفك تشفير الأسلوب الشخصي وشكل الجسم والمقاس، ومن ثمة سلوك المستهلكين في الشراء. كما يوفر”ترو فيت” تكاملا في تطبيقات الأجهزة المحمولة الذي يسمح لأي شخص باستخدام ميزة المسح الضوئي التي تعمل مع مجموعة واسعة من تجار التجزئة للحصول على أفضل التوصيات المتعلقة بالمقاس.
ويمكن للمستهلكين أن يجدوا الأسلوب والملاءمة والمقاس بين أيديهم أينما كانوا، وفي أي وقت بالاعتماد على تطبيقات الهاتف المحمول. وتؤثر الفوارق في مقاسات الملابس أيضا على الأشخاص الذين لا يتناسبون مع سلم المقاييس القديمة ذات الأحجام المستقيمة والتي تتوقف تقليديًا عند الحجم 12.
وأوضحت بورادي في بيان لها أن “قلة قليلة من المصممين الذين يعتبرون المرأة البدينة مثالية، هذا يتطور ببطء مع ظهور أسواق جديدة متخصصة في ملابس مصممة للنساء ذوات الصدور الكبيرة والنساء ذوات المقاسات الكبيرة والزائدة”.
وحددت ماركات التجارة الإلكترونية الناشئة مثل “هونري 11” مهمتها في منح المزيد من الخيارات للنساء فوق مقاس 12 من خلال ارتداء مصمم حصري ومجموعات معاصرة تتراوح مقاساتها من 12 إلى 24. وقالت كاتي ميرفي، نائبة رئيس خدمات الزبائن في “هونري 11”، “إن أكثر شيء لاحظته في علاقتي مع النساء اللاتي أتفاعل معهن كل يوم يتمثل في أنه ليست لديهن أي فكرة عن مقاساتهن. بعضهن يعرفن مقاساتهن، وهو أمر مفيد للغاية، وكان التطبيق الدقيق لهذه القياسات على العديد
من العلامات التجارية غير متناسق للغاية”.
وتابعت “من المحتمل أن أقول للناس 25 مرة في اليوم إن معظم النساء على الأرجح لديهن ثلاثة قياسات مختلفة من علامة تجارية إلى أخرى. والتناقض الذي يرافق عدم وجود خيارات هو أكبر مصدر للقلق، وهو بصراحة ما يجعل النساء يترددن في التسوق عبر الإنترنت”.
ويضيف باتريك هيرنينج، مؤسس ورئيس مجلس إدارة “هونري 11”، “نحن مع المصممين والعلامات التجارية التي نرتديها، أظهرنا أنه من الممكن تحديد المقاس إذا أردنا القيام بذلك، فنحن نساعد مصممينا على تصنيف مجموعاتهم بشكل صحيح بما يتجاوز الحجم 10 بحيث تصبح ملاءمة الملابس سليمة بالنسبة لمتسوق عبر الإنترنت”.
وبالإضافة إلى ذلك يوجد أيضا تجار تجزئة يوفرون مقاسات تصل إلى 40 حيث يقومون بمجهود إضافي ليس فقط لتوفير خيارات لعدد كبير من أنواع الأجسام، ولكن العلامة التجارية تتفهم أيضًا إلى أي مدى يمكن تغيير المقاسات، ويتيح برنامج العلامة التجارية “فيت ليبرتي” للمشترين إرجاع العناصر واستبدالها بمقاس جديد مجانا.
وأجرت إحدى الدراسات الحديثة، التي حملت عنوان “سايز نورث أميركا”، بواسطة مؤسسة “هيومان سوليوشنز من أميركا الشمالية”، مقابلات مع حوالي 18 ألف رجل وإمرأة وطفل باستخدام ماسحات الجسم ثلاثية الأبعاد.
وقالت المؤسسة على موقعها على الإنترنت إن “المقاس والملاءمة عاملان رئيسيان في عملية الشراء لزبائن الأزياء والملابس، مثل الراحة والسلامة لعملاء السيارات”. مضيفة أن “استخدام بيانات المسح في تصميم منتجك سيكون بمثابة فائدة كبيرة للتسوق”.