العلاقات الروسية السعودية تنمو على أرضية التغيرات الدولية

العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز يؤكد العمل مع روسيا لتحقيق الاستقرار.
الثلاثاء 2019/10/15
خطوات ثابتة على طريق جديد

زيارة الرئيس الروسي إلى الخليج والتي بدأها الاثنين من السعودية، ويستكملها الثلاثاء في الإمارات، قد تكون أكثر من كونها مجرّد زيارة لتفعيل التعاون الروسي مع البلدين وتوسيع آفاقه، لتكون مقدّمة لإنشاء تحالف استراتيجي جديد يتخذ من التبدلات في المشهدين الإقليمي والدولي أرضية له.

الرياض - منحت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، إلى السعودية، جهود تطوير العلاقات بين موسكو والرياض، زخما إضافيا، مترجمة إرادة مشتركة لدى الطرفين في توسيع مجال التعاون بينهما وتخليصه من أسر التنسيق التقليدي بين البلدين في مجال الطاقة والحفاظ على توازن أسواق النفط.

ويرصد مراقبون وجود تبدّلات في المشهد الإقليمي والدولي، وفي موازين القوى العالمية، من شأنها أن تهيّئ الأرضية لنشوء تحالف جديد بين كل من روسيا والسعودية والإمارات، التي يزورها الثلاثاء.

وعلى رأس تلك التطورات التذبذب الحادّ في السياسات والمواقف الأميركية والتراجع النسبي في مكانة الولايات المتحدة ورغبة الانكفاء التي يعبّر عنها رئيسها الحالي دونالد ترامب، في مقابل صعود روسيا والصين دوليا، وتطوّر مكانة الرياض وأبوظبي في محيطهما الإقليمي، وتزعمّهما معالجة أعقد القضايا السياسية والأمنية.

وأفصح الجانبان الروسي والسعودي عن رغبتهما في أن يشمل التعاون بينهما مجالات اقتصادية وعسكرية وأمنية، إضافة إلى التنسيق السياسي والدبلوماسي بشأن قضايا المنطقة وملفاتها الساخنة، حيث يسجّل تقارب ملحوظ في مواقف الطرفين في نطاق وفاق على مبدأ البحث عن مخارج سلمية للصراعات في الإقليم.

ووصف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الاثنين، زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرياض، بأنها فرصة كبيرة لتوطيد أواصر الصداقة بين البلدين.

وأضاف في كلمة له بحضور الرئيس الروسي أنّ “الاتفاقيات بين روسيا والسعودية خصوصا في مجال الطاقة، ستكون لها آثار إيجابية”. وقال إننا “نتطلع إلى العمل مع روسيا دوما لتحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة الإرهاب”.

ومن جانبه، قال الرئيس الروسي إنّ بلاده “تولي اهتماما خاصا بتطوير العلاقات الثنائية مع السعودية”.

وأكد بوتين أنّ التبادل التجاري بين روسيا والسعودية ارتفع بمعدل 15 بالمئة في العام الماضي. وقال أيضا “السعودية تلعب دورا محوريا في مجموعة العشرين”، واصفا التنسيق الروسي السعودي بـ“المهم لتأمين الاستقرار في الشرق الأوسط”.

إلى جانب قوة العامل الاقتصادي في العلاقات الروسية السعودية تسعى موسكو إلى إيجاد نقاط التقاء سياسي مع الرياض
إلى جانب قوة العامل الاقتصادي في العلاقات الروسية السعودية تسعى موسكو إلى إيجاد نقاط التقاء سياسي مع الرياض

وعقدت جلسة مباحثات رسمية بين الملك سلمان والرئيس بوتين في قصر اليمامة بالرياض. وقبيل الجلسة أقيمت مراسم استقبال رسمية للرئيس الروسي الذي بدأ أول زيارة رسمية للممكلة منذ 12 عاما، يزور بعدها دولة الإمارات العربية المتحدة التي تجمعها أيضا علاقات متنامية مع روسيا.

وجاءت زيارة بوتين للسعودية بمثابة حلقة مكملّة لزيارة كان قام بها العاهل السعودي قبل سنتين إلى روسيا وبرزت خلالها فكرة بدء مرحلة جديدة من الشراكة الاستثمارية بين موسكو والرياض في أفق تنفيذ رؤية السعودية 2030 والتي تتضمّن إنشاء تحالفات استثمارية بمليارات الدولارات استعدادا لنقل السعودية إلى مرحلة ما بعد النفط.

وإلى جانب قوة العامل الاقتصادي في العلاقات الروسية السعودية، تنظر موسكو إلى المملكة، بحسب محلّلين سياسيين روس إلى الرياض بوصفها أحد اللاعبين الأساسيين في الشرق الأوسط، وتسعى من هذا المنطلق إلى إيجاد نقاط التقاء مع السعودية في حلحلة الملفات العالقة، وتكثيف التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

كذلك تسعى الرياض في إطار مساعيها لتنويع شركائها الدوليين، إلى خلق شراكة جديدة مع روسيا في المجال العسكري.

وبمناسبة زيارة بوتين للسعودية كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن وجود اتصالات بين وزارتي الدفاع والمؤسسات الأمنية في البلدين لمناقشة تفاصيل اتفاقيات في الطرفين في المجالين الأمني والعسكري.

إقرأ أيضاً:

3