العفو الدولية تطالب قطر بالتحقيق في وفاة عمال مهاجرين

تقارير صحافية تشير إلى أن رقم الوفيات المذكور قد لا يكون دقيقا لكون سفارات بلدان مصدّرة لليد العاملة لا تعلن عن وفاة رعاياها المشتغلين على الأراضي القطرية.
الخميس 2021/02/25
ظروف عمل قاسية

برلين – طالبت منظمة العفو الدولية قطر بإجراء تحقيق مستقل في وفاة بضعة آلاف من العمال المهاجرين.

وقالت رجينا شبوتل خبيرة شؤون قطر في المنظمة، الأربعاء متحدثة من العاصمة الألمانية برلين، إن من الضروري إجراء تشريح لمعرفة أسباب حالات الوفاة التي لم تتضح ملابساتها.

وجاء ذلك بعد أن نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا استندت فيه إلى بيانات حكومية وجاء فيه أن أكثر من 6500 عامل أجنبي من الهند وباكستان ونيبال وبنغلاديش وسريلانكا توفوا في قطر منذ أن حصلت في 2010 على حق تنظيم بطولة كأس العالم 2022.

وأشارت الصحيفة إلى أن الغالبية العظمى من هذه الحالات وُصِفَتْ بأنها وفاة طبيعية.

وقالت شبوتل إن تقرير الصحيفة مثير للقلق والمخاوف من أن يكون العمال المهاجرون قد دفعوا ثمنا باهظا لتنظيم المونديال القطري. وأضافت أنه يبدو أن التدابير الإصلاحية لقطر غير كافية لحماية العمّال الوافدين من ظروف عمل حرجة.

رجينا شبوتل: التدابير القطرية غير كافية لحماية العمال من ظروف عمل حرجة
رجينا شبوتل: التدابير القطرية غير كافية لحماية العمال من ظروف عمل حرجة

وفي المقابل أعلنت الحكومة القطرية أن معدل الوفيات بين مئات الآلاف من العمال الأجانب يأتي في نطاق المتوقع. وقال السفير القطري في برلين عبدالله بن محمد آل ثاني إن تقرير الغارديان ضلل الرأي العام، مشيرا إلى أن بلاده قامت بالعديد من الإصلاحات التي حسّنت وضع العمّال.

وأضاف أن منظمة العمل التابعة للأمم المتحدة وصفت الإصلاحات القطرية في مجال العمل بالخطوة التاريخية، مستدركا بأن بلاده لا تدّعي الكمال وستتخذ المزيد من الخطوات الإصلاحية.

وكانت الصحيفة البريطانية قد أشارت أيضا ضمن تقريرها بشأن وفيات العمال الأجانب في قطر إلى أنّ الرقم المذكور قد لا يكون شاملا لكلّ المتوفّين نظرا لكون سفارات بعض البلدان المصدّرة لليد العاملة لا تعلن عن وفاة رعاياها المشتغلين على الأراضي القطرية.

وقالت إنّ أسباب الوفاة المعلنة تتعدّد بين إصابات حادة جراء السقوط من ارتفاعات عالية والاختناق جراء الشنق، إضافة إلى الوفاة الطبيعية وهي أكثر الأسباب شيوعا.

لكنّ إشكالا يظل قائما في إثبات حالات الوفاة الطبيعية، ويتمثّل في عدم الاستناد إلى عمليات تشريح طبّي.

وعادة ما تعزى “الوفاة الطبيعية” للعمال الأجانب في قطر إلى القصور الحاد في وظائف القلب أو الفشل في الجهاز التنفسي، وهما عارضان يمكن أن يحدثا نتيجة العمل في درجات حرارة مرتفعة.

وقد سبق للصحيفة نفسها أن نشرت تقريرا أوردت فيه معطيات علمية بشأن خطر الإجهاد الحراري على حياة العمّال الأجانب في قطر، مشيرة إلى أنّ المئات من هؤلاء العمّال يموتون سنويا وغالبيتهم شبّان أصحّاء تتراوح أعمارهم بين 25 و35.

3