العراق يمنع قناتي العربية والحدث من العمل في بغداد

بغداد - قررت السلطات العراقية وقف عمل قناتي العربية والحدث في بغداد تزامنا مع تجدد احتجاجات مناوئة للحكومة راح ضحيتها عشرات القتلى في اشتباكات على مدى يومين مع قوات الأمن وجماعات مسلحة.
ونقلت القناتان السعوديتان عبر موقعهما الإلكتروني، الأحد، “قررت الحكومة العراقية وقف عمل قناتي العربية والحدث في البلاد، بذريعة عدم وجود ترخيص”.
وأضافتا “طلبت قوة من الشرطة العراقية من مراسلي قناتي العربية والحدث، وقف أي نشاط صحافي تحت نفس الذريعة”. وتزامن قرار الحكومة العراقية مع التغطية الصحافية المتواصلة لقناتي العربية والحدث لمجريات التظاهرات الاحتجاجية في المدن العراقية.
وسبق أن تعرض مكتب قناة العربية في بغداد إلى هجوم من قبل مسلحين ملثمين في السادس من أكتوبر الجاري، وأفاد مراسل “العربية” في العاصمة العراقية وقتها بأن المكتب كان قد تلقى تهديدات في الأيام الماضية، إلا أن القائمين على المكتب تواصلوا مع الجهات الأمنية لتوفير الحماية اللازمة لهم، وبالفعل تم توفير الحماية لمدة قصيرة، لكن ضغط المظاهرات أجبر فرق الحماية على الانسحاب والمغادرة.
ووصف المراسل أن سيارات سوداء أقلّت أشخاصاً ملثمين (ما يقارب 10 أشخاص)، يرتدون زيّا أسود، اقتحموا المدخل الرئيسي، وقاموا بالاعتداء على الكادر المتواجد في مكتب القناة، وضربوا الموظفين بالأسلحة، ثم قاموا بتحطيم المعدات والأجهزة المحمولة.
وأضاف أن المسلحين أوهموا العاملين بأنهم قاموا بإعدامات، وكانوا يتحدثون باللهجة العراقية العادية، ثم خرجوا من المكتب إلى مكان مجهول.
وأوضح المراسل حينها أن الفريق تلقّى تأكيدات ووعوداً من مكتب رئيس الوزراء ومسؤولين آخرين بمتابعة تفاصيل الهجوم، وأكد أن هناك اجتماعا لكبار المسؤولين تعهد أحدهم خلاله بفتح تحقيق كامل بشأن عملية الاعتداء.
ونوّه المراسل بأن عناصر من الشرطة الاتحادية امتنعت عن تقديم المساعدة لفريق القناة خلال الهجوم.
وعززت عمليات الاقتحام التي وقعت وقتها لمقار وسائل إعلام عديدة إضافة إلى قناة العربية، المخاوف حيال حرية التعبير التي طالها أولاً إقدام السلطات على حجب الإنترنت تماماً، بعد انطلاق حركة احتجاجية مناهضة للحكومة في العاصمة بغداد ومدن جنوبية عدة.
وأثارت سلسلة هجمات وتهديدات طالت وسائل إعلام عدة في العراق، قلق الأمم المتحدة وصحافيين وناشطين، يطالبون الحكومة بمنع “إسكات” الإعلام الذي يقوم بتغطية الاحتجاجات.
وقالت الممثلة الأممية في العراق هينيس بلاسخارت إنها “صدمت من التخريب والترهيب الذي قام به مسلحون ملثمون”. وأضافت أن “المطلوب جهود حكومية لحماية الصحافيين. الإعلام الحر أفضل ضمانة للديمقراطية القوية”.
كما أبلغ المدونون والناشطون في مناطق جنوب البلاد أيضاً عن تلقي رسائل نصية ومكالمات هاتفية تهددهم وأسرهم.
يذكر أن العراق بحتل المرتبة 156 من بين 180 دولة على لائحة “مراسلون بلا حدود” لمؤشر حرية الصحافة في العالم للعام 2019.