العراق يؤجّل عودة التجارة مع سوريا حتى إشعار آخر

كشفت مصادر مسؤولة أن العراق أوقف خطط افتتاح معبر القائم الحدودي مع سوريا حتى “إشعار آخر”، بعد التفجيرات التي استهدفت قوات الحشد الشعبي في البوكمال على الجانب السوري من الحدود، في وقت تطالب فيه دمشق بافتتاحه في أقرب وقت ممكن.
لندن - قذفت الحكومة العراقية موعد عودة التبادل التجاري مع سوريا إلى المجهول، بعد أن كان مقررا افتتاحه الشهر الحالي، في وقت يتصاعد فيه الجدل بشأن مخطط لإنشاء طريق استراتيجي يربط بين طهران ودمشق وبيروت.
وبرّر مسؤولون في محافظة الأنبار قرار التأجيل، بالهجوم الذي استهدف مقرات الحشد الشعبي العراقي قرب المعبر على الجانب السوري، لكن بعض المحللين رجحوا وجود ضغوط أميركية على بغداد، بسبب الدور الإيراني في تلك الخطط.
وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تأجيل افتتاح المعبر، الذي تقول الرواية الرسمية الصادرة عن بغداد إنه تم لأسباب “لوجستية”، خاصة أن المعبر تعرّض إلى دمار كامل أثناء سيطرة تنظيم داعش على القائم قبل سنوات.
ونسبت صحيفة المدى العراقية إلى مسؤولين في محافظة الأنبار تأكيدهم أن دمشق تستعجل بغداد لإعادة افتتاح معبر “البو كمال”، وهي تسمية منفذ القائم من الجهة السورية، من أجل تخفيف الاختناق التجاري الذي تعاني منه.
وكان حجم التبادل التجاري بين سوريا والعراق قد بلغ قبل اندلاع الأزمة السورية 3.5 مليار دولار في عام 2011 . وقد كانت غالبيته العظمى صادرات سوريّة إلى العراق.
وقال قائمقام قضاء القائم أحمد المحلاوي لصحيفة المدى إن الموعد الرسمي لافتتاح منفذ القائم التجاري تأجلّ حتى إشعار آخر. ورجح أن تكون التفجيرات التي وقعت قبل أيام في منطقة البوكمال هي سبب التأجيل.
وكان التأجيل السابق يستند إلى عدم اكتمال الإجراءات الفنية، لكن المحلاوي يرى أن التأجيل الجديد سببه أن المعبر أصبح موقعا خطيرا لمرور الشاحنات.
ويرى محللون أن واشنطن تضغط على بغداد لمنع افتتاح المعبر، بسبب الهدف الاستراتيجي الإيراني لربط طهران بكل من دمشق وبيروت عبر الأراضي العراقية.
وكانت دمشق وبغداد قد أكدتا أن الترتيبات الفنية وصلت إلى مراحل متقدمة، تمهيدا لافتتاح المعبر في الشهر الحالي.
ونقلت صحيفة الوطن السورية عن المصادر تأكيدها أن التنسيق الحكومي بين البلدين تمكّن من إزالة معظم العقبات الفنية والإدارية والأمنية، تمهيدا لافتتاح المعبر التجاري في الشهر الحالي.
وتربط بين سوريا والعراق 3 معابر رسمية، هي القائم/البوكمال ومعبر التنف/الوليد، الذي تنتشر فيه قوات أميركية ومعبر اليعربية/ربيعة، الذي تسيطر على الجانب السوري منه قوات المعارضة.
وكانت سوريا والأردن قد أعادتا فتح معبر جابر نصيب بين البلدين وسط أجواء من التفاؤل، لكن حركة التجارة بقيت محدودة لأسباب أمنية وعقبات لم يتمّ التغلب عليها حتى الآن.
في هذه الأثناء كشف نائب رئيس البرلمان العراقي حسن كريم الكعبي أن بغداد تخطط لمدّ خطوط أنابيب للنفط والغاز إلى الأسواق الخارجية عبر ميناء طرابلس اللبناني على البحر المتوسط.
وقال خلال اجتماعه الجمعة، مع سفير لبنان في العراق علي أديب حبحاب إن العراق يسعى إلى استحداث خطوط لنقل النفط والغاز عبر سوريا ولبنان وصولا إلى الأسوق الأوروبية.
وأضاف أن الاجتماعات والزيارات بين الجانبين تمهّد لتوسيع العلاقات في القريب العاجل، وخاصة في مجالات النقل والصحة والإسكان والقطاع المصرفي وإنعاش السياحة في مختلف القطاعات الدينية والطبية.
وأكد سفير لبنان في العراق أن الفترة المقبلة ستشهد انعقاد اجتماعات اللجنة الاقتصادية العراقية اللبنانية في بغداد، بمشاركة واسعة من المسؤولين ورجال الأعمال من البلديْن.
وأشار إلى وجود عدة شركات لبنانية عاملة في العراق منها مؤسسات مصرفية، وأن هناك تفاهمات أولية لعقد اتفاقيات في قطاعات النقل والزراعة والأدوية.