العالم يشهد أسوأ سيناريو.. من الحر القاتل إلى الأعاصير المدمرة

انهيار المناخ من أكبر قضايا حقوق الإنسان التي تواجهها شعوب العالم حاليا، بسبب التأثيرات السلبية المضرة.
الجمعة 2019/08/09
مكافحة تغير المناخ تتطلب إرادة سياسية قوية

واشنطن – مازلت الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ غير ناجعة على الرغم من التزام العالم على ضوء اتفاقية باريس للمناخ، بالسعي للحد من الارتفاع في درجات الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات حقبة ما قبل الثورة الصناعية بحلول نهاية القرن، ما يعني أن تحقيق أهداف الاتفاقية يتطلب اتخاذ إجراءات حاسمة وجريئة وعاجلة.

وحذرت كيم برايان، المديرة المساعدة لمنظمة “350.أورج” البيئية الدولية، أن العالم يشهد أسوأ سيناريو من موجات الحر القاتلة إلى الأعاصير المدمرة، معتبرة أن “انهيار المناخ”، وليس “تغير المناخ” كما هو شائع، من أكبر قضايا حقوق الإنسان في العالم.

وتأسست “350.أورج”، مقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية،، عام 2008، من جانب طلاب جامعات، مع المؤلف والناشط البيئي الأميركي، بيل ماكيبين.

وأضافت برايان، في مقابلة مع وكالة الأناضول “نشهد بالفعل أسوأ سيناريو.. من موجات الحر القاتلة في الهند، التي تسببت في الجفاف والتهجير القسري للناس، إلى الأعاصير التي تسببت في الفيضانات والدمار في مناطق متفرقة من العالم”.

وأمام هذه المخاطر يتعين على العالم أيضا أن يصب جهوده لحصر الاحترار المناخي بدرجة مئوية ونصف الدرجة وليس فقط بدرجتين، إذا ما أراد تلافي تبعات كبرى وموجات حر وأعاصير عاتية وانحسارا كبيرا في كميات الجليد في المجلدات.

وتابعت أن معالجة “انهيار المناخ تعد من أكبر قضايا حقوق الإنسان التي تواجهها شعوب العالم حاليًا؛ بسبب التأثيرات السلبية المضرة”. وأوضحت أن “هذا يعني فشل الإمدادات الغذائية، ونقص الوقود، وتناقص الوصول إلى مياه الشرب، وإمكانية أن تغمر مياه البحار منازل عديدة”. واستطردت “يعني هذا الهجرة القسرية، وتفاقم الصراع على الموارد، وكوارث طبيعية خطيرة للغاية وبشكل متكرر”.

المناخ

وتهدف منظمة “350.أورج” إلى التحول بنسبة 100 بالمئة إلى مصادر الطاقة المتجددة ومعالجة أزمة المناخ.

وقالت برايان إن ثمة تركيز متزايد بشكل خطير لـ”الغازات الدفيئة” في الغلاف الجوي، إذ وصل العالم إلى أعلى مستوياته من تركز ثاني أكسيد الكربون. وتابعت “عندما انطلقنا (المنظمة) كان الكربون في الغلاف الجوي 400 جزء في المليون، والتركيز الآمن لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي هو 350 جزءا في المليون، ومن ثم أطلقنا اسم 350 على منظمتنا نسبة إلى ذلك”.

وهدف المنظمة، هو “خفض معدل ثاني أكسيد الكربون في الجو إلى 350 جزءا في المليون بدلاً من 400 جزء، لكن في أبريل الماضي، وصلت إلى أعلى مستوى، وهو 418 جزءا في المليون”. وشددت على أن “تغير المناخ يؤثر على مختلف الأشخاص، لكن بقوة متفاوتة، وبطرق مختلفة”.

ووصفت الناشطة البيئية نهج الولايات المتحدة الأميركية تجاه تغير المناخ بأنه “مخجل للغاية”، وذلك في ظل انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس بشأن معالجة تغير المناخ، عام 2017.

ورغم موقف إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قالت برايان إن “هناك إجراءات إيجابية تتم حول العالم”.

ومنذ تولّيه الرئاسة عام 2016، سحب ترامب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، ومزّق مجموعة كبيرة من قوانين حماية البيئة معتبرا أنها تضر الاقتصاد الأميركي الذي يحتاج إلى الدعم.

وأردفت “أيرلندا مثلًا استغنت عن الوقود الأحفوري، وأعلنت المملكة المتحدة عن حالة طوارئ تتعلق بالمناخ، والتزمت كل من كوستاريكا وفنلندا وإسبانيا والمملكة المتحدة بمستوى صفر كربون بحلول عام 2050”.

وشددت على أن الاحتجاجات والإضرابات من جانب الجماعات البيئية، وإعادة تعريف القضية بأنها “انهيار المناخ”، بدلاً من “تغير المناخ”، تعتبر خطوات إيجابية إضافية.

ورأت برايان أن “الانتقال إلى الطاقة المتجددة أمر ممكن تمامًا، واحتمالات التخلص من الكربون ليست بعيدة”. وأضافت “لدى معظم الدول بالفعل سيناريوهات للتخلص من الكربون، وما ينقصنا هو الإرادة السياسية لتنفيذها”.

وتابعت، أنه مع تحول الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى قاطرة للمستقبل، ستلعب مصادر الطاقة المتجددة دورا رئيسيا في نظام الطاقة العالمي، فهي لا تلوث البيئة، وليست قابلة للاستنفاد، وتقلل من استخدام الوقود الأحفوري.

وسبق أن أوضح تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” في أن هناك طرقا لتلبية 86 بالمئة من الطلب العالمي على الطاقة باستخدام الطاقة المتجددة. ولتحقيق هدف التحول إلى الطاقة المتجددة، رأت برايان أنه “ينبغي أن يشارك الناس بنشاط على المستوى العالمي”. واستطردت “منع صناعة الوقود الأحفوري من قتل مناخنا ومجتمعاتنا، يتطلب مشاركة نشطة ومستدامة من الشعوب في جميع أنحاء العالم، ومن كل أفراد المجتمع”.

7