"الطوق والإسورة" أول عرض مصري يفوز بجائزة المسرح العربي

مسرحية "الطوق والإسورة" التي أخدت عن رواية الكاتب الراحل يحيى الطاهر، تتناول قضايا المرأة المهمشة والمقموعة في مجتمعاتنا العربية.
الجمعة 2019/01/18
مسرح عن قضايا المجتمع المخفية في البيوت

اختتمت بالقاهرة مساء الأربعاء الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، وأفصحت عن العرض المتوج بالجائزة الكبرى، كما تعرفنا إلى العاصمة العربية التي ستستضيف المهرجان في دورته الثالثة عشرة في يناير 2020، حيث يسعى المهرجان إلى الارتقاء بالمسرح العربي وخلق شبكة تواصل متينة بين مختلف أقطاره.

القاهرة- فاز العرض المصري “الطوق والإسورة” لفرقة مسرح الطليعة بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل في الدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي، التي أسدل الستار عليها مساء الأربعاء في القاهرة.

العرض من إعداد سامح مهران عن رواية للكاتب الراحل يحيى الطاهر وإخراج ناصر عبدالمنعم وبطولة فاطمة محمد علي ومارتينا عادل وأشرف شكري وأحمد طارق ومحمود الزيات وشريف القزاز وشبراوي محمد ومحمد حسيب وسارة عادل.

تتويج مصري

تدور أحداث مسرحية “الطوق والإسورة” حول قضايا المرأة المهمشة والمقموعة في مجتمعاتنا العربية، فبطلتها فهيمة شابة فقيرة لكنها حالمة (تلعب دورها مارتينا عادل) تتزوج من الحداد (يلعب دوره الفنان نائل علي) ولكن هذا الزواج لا يثمر أطفالا، لأن الحداد رغم بنيته القوية يعاني من العجز الجنسي، لكن كما هو متعارف في المجتمعات الذكورية والأبوية يبقى اللوم ملقى دائما على المرأة أيا كان ما يصيب الأسرة، لذا تعاني فهيمة من ضغوط كثيرة تؤدي في النهاية إلى موتها في نهاية المسرحية، كنهاية حتمية لشابة عاشت القهر والهوان وفقدان الأمل.

وهذه المسرحية هي أول عرض مصري يفوز بالجائزة التي تبلغ قيمتها 100 ألف درهم إماراتي (نحو 27 ألف دولار) وتحمل اسم الشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة منذ إطلاق المهرجان في 2009.

ثمانية عروض تنافست على جائزة الشيخ سلطان القاسمي
ثمانية عروض تنافست على جائزة الشيخ سلطان القاسمي

وتشمل الجائزة إضافة إلى قيمتها المادية عرض المسرحية المتوجة في افتتاح “أيام الشارقة المسرحية” التي تقام سنويا في دولة الإمارات في مارس.

وقال الجزائري عمر فطموش رئيس لجنة تحكيم الجائزة، التي تنافست عليها هذا العام ثمانية عروض، عند إعلان النتيجة بدار الأوبرا المصرية “عقدت لجنة التحكيم جلسات نقاشية معمقة بعد كل عرض، وناقشت كافة التفاصيل الفنية للوصول إلى حكم كامل وشامل”.

وأضاف “رأت اللجنة وصول أربعة عروض إلى حالة التنافس النهائي، وهي وفقا لجدول العرض بالمهرجان‘الطوق والإسورة‘ من مصر و‘ذاكرة قصيرة‘ من تونس و‘المجنون‘ من الإمارات و‘الرحمة‘ من الكويت، وذهبت الجائزة إلى العرض المصري”.

واستضافت القاهرة الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي في الفترة الممتدة من 10 إلى 16 يناير بمشاركة 27 عرضا ونحو 650 مسرحيا من مختلف الدول العربية.

في كلمته بحفل الختام قال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله إن الدورة الثانية عشرة في 2020 ستقام في العاصمة الأردنية عمان.

تطوير المهرجان

في لقاء معه على هامش مهرجان المسرح العربي قال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله إن المؤسسة، التي انطلقت من الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة قبل 12 عاما، تأخذ على عاتقها مهمة إقامة مهرجان وطني للمسرح في كل دولة عربية وهي المهمة التي بدأت العام الماضي وتتواصل هذا العام.

ولفت عبدالله إلى أن مبادرات الهيئة العربية للمسرح، لم تتوقف في سعيها إلى الارتقاء بالمسرح العربي وتوفير أسباب استمراره وديمومته، وكانت آخر هذه المبادرات تنظيم مهرجانات وطنية في الدول التي لا توجد فيها مهرجانات.

وأضاف “بدأنا في مارس الماضي في التواصل مع النقابات والجمعيات والمؤسسات الرسمية بهذه الدول لتحقيق هذا الحلم، وعقدنا حتى يومنا هذا سبعة مهرجانات في المغرب وموريتانيا والسودان واليمن وفلسطين والأردن ولبنان”.

وتابع قائلا “انضم إلى عقد هذه المهرجانات المهرجان الوطني في العراق الذي سيعقد في شهر أكتوبر، كما انتهينا من الترتيبات النهائية مع البحرين التي سينطلق مهرجانها الوطني في العاشر من أبريل القادم”.

ووقعت الهيئة العربية للمسرح الثلاثاء بروتوكول تعاون مع نقابة الفنانين العراقيين لإقامة مهرجان وطني للمسرح تشارك فيه الفرق المحلية وتقدم خلاله أحدث عروضها.

وقال عبدالله “ستكون هناك تسعة مهرجانات وطنية ستقام في 2019 وما زلنا في تواصل مع الدول التي تحتاج إلى مثل هذه المهرجانات حتى تكتمل شبكة المهرجانات المسرحية العربية بالمنطقة”.

وقد تأسست الهيئة العربية للمسرح في الشارقة عام 2007 بهدف الارتقاء بفن المسرح عربيا وتوفير أسباب استمراره وديمومته. وتنظم سنويا مهرجان المسرح العربي في دولة عربية مختلفة.

المهرجانات الوطنية العربية لا تزال تخطو خطواتها الأولى، وتحتاج إلى تقويم ومتابعة إلى أن تستقر في شكلها المثالي

واستضافت العاصمة المصرية الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي بمشاركة 27 عرضا من الإمارات ومصر والكويت والعراق والأردن والمغرب وتونس. حيث تنافست ثمانية عروض على جائزة الشيخ سلطان القاسمي.

والعروض المتنافسة في المسابقة مختارة من جانب “اللجنة العربية لاختيار العروض” التابعة للهيئة العربية للمسرح، إلا أنه من المتوقع أن يتطور نمط المشاركة بالمسابقة في المستقبل ليصبح الاختيار من بين العروض الفائزة في المهرجانات الوطنية بكل دولة.

وقال عبدالله “المهرجانات الوطنية العربية لا تزال تخطو خطواتها الأولى، بالتأكيد تحتاج إلى تقويم ومراجعة ومتابعة لمخرجاتها إلى أن تستقر في شكلها المثالي الذي نطمح إليه”.

وأضاف “نضع في الاعتبار أن تكون هي الرافد الرئيسي للعروض المشاركة بمهرجان المسرح العربي لكن أعتقد ربما بعد ثلاث دورات سيكون الوضع أسهل في اختيار عروض من هذه المهرجانات بشكل مباشر، وحينها سيكون مهرجان المسرح العربي تتويجا لهذه المهرجانات الوطنية ونتاجها”.

15