الضغوط تحاصر أرتيتا لإخراج أرسنال من أزمته

تزايد الانتقادات الموجهة للمدرب الإسباني وسط دعوات تطالب برحيله.
الأربعاء 2021/08/25
ترميم الصفوف

بالرغم من تصدر نادي أرسنال الإنجليزي لقائمة الأندية الأكثر إنفاقا للأموال خلال فترة الانتقالات الصيفية في أوروبا،  إلا انطلاقته في بداية الموسم الجديد من مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز جاءت مخيّبة لآمال جماهيره، لترتفع بذلك حدة الانتقادات نحو المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا وسط دعوات تطالب برحيله.

لندن – استبشر عشاق أرسنال الإنجليزي بمستقبل الفريق تحت إشراف المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، غير أنّ نتائج المدفعجية في مستهل الموسم بدأت في طرح علامات استفهام وذلك بعدما خسر أول مباراتين في الدوري الإنجليزي الممتاز في أسوأ بداية للنادي منذ تأسيسه.

وصبّت جماهير النادي جام غضبها على أرتيتا، بما فيهم رئيس رواندا (تعتبر رواندا من بين رعاة النادي)، وانتقد الكثيرون الإدارة بقيادة المالك الأميركي ستان كرونكي.

وشهدت المباراة الأخيرة التي خسرها الفريق أمام الجار اللندني تشيلسي 0-2 صافرات استهجان من قبل أنصار النادي، لكن يبدو أنّ أرتيتا كان الشخص الوحيد الذي لم يسمعهم مصرّحا بعد نهاية اللقاء “أرى العديد من الإيجابيات من قبل الجمهور والفريق اليوم”.

وتبدو الأمور مهدّدة بالذهاب من سيء إلى  أسوأ عندما يحل أرسنال ضيفا على وست بروميتش المتألق الأربعاء في الدور الثاني لمسابقة كأس الرابطة، قبل أن يواجه مانشستر سيتي حامل اللقب السبت في المرحلة الثالثة من الدوري الممتاز على ملعب الاتحاد.

تضييق الخناق

عشاق أرسنال استبشروا بمستقبل الفريق تحت إشراف أرتيتا غير أنّ نتائج المدفعجية بدأت في طرح علامات استفهام

ومع أنّ كرونكي لم يضيّق الخناق على أرسنال في سوق الانتقالات عقب فشل الفريق في التأهل إلى  أي مسابقة أوروبية هذا الموسم، بل أنفق النادي 130 مليون جنيه استرليني، بيد أنّ سجله الخالي الوفاض بعد مرحلتين من البريميرليغ ينذر بالأسوأ ويجعل الجماهير في قلق عميق حول ما ينتظرهم هذا الموسم. ويبدو أنّ غضب جماهير أرسنال من أرتيتا سيكون مضاعفا على اعتبار أنّ الأخير هو لاعب سابق في صفوف النادي، بخلاف المدرب السابق الإسباني أوناي إيمري.

لطالما اعتُبر أرتيتا أنّه الشخص المناسب لقيادة دفة الفريق اللندني بعد أن لعب تحت قيادة الفرنسي أرسين فينغر بين العامين 2011 و2016، قبل أن يشغل منصب مساعد مدرب لمواطنه بيب غوارديولا في مانشستر سيتي.

وسعى أرسنال إلى  تعيينه خلفا لفينغر عام 2018، لكنه اضطر إلى  الانتظار حتى ديسمبر كي يتولى المهام خلفا لإيمري الذي لم ينجح في ترك بصمته. حقّق أرتيتا بداية واعدة بعد الفوز بكأس إنجلترا 2020 على حساب تشيلسي في ويمبلي لكنّ النتائج اللاحقة لم تكن مشابهة أبدا.

قد يضع الإسباني بعض الأسباب لإخفاقات الفريق هذا الموسم ومنها خسارة الفرنسي ألكسندر لاكازيت والوافد الجديد بن وايت بسبب إصابتهما بكرونا.

وكتب بول كاغامي رئيس رواندا “علينا ألا نقبل بالمستوى المتواضع أو نبرّره. لا بد أن يكون الفريق قادرا على تحقيق الفوز”. ورواندا هي أحد رعاة أرسنال ونتيجة لذلك تظهر عبارة “زوروا رواندا” على قمصان الفريق اللندني. كان المهاجم السابق للنادي اللندني إيان رايت ممتعضا بوضوح من العرض الأخير المخيب الذي قدمه أرسنال ضد تشيلسي، والتي تلقى فيه المدفعجية الخسارة العشرين في الدوري الإنجليزي من أصل 60 مباراة تحت قيادة أرتيتا.

في أمان

وقال رايت لقناة “بي.بي.سي” “عندما تنظر إلى  الطريقة التي لعب بها تشيلسي والطريقة التي أدّى فيها (المهاجم الجديد – القديم لتشيلسي البلجيكي روميلو) لوكاكو، فإما أنّ لاعبي أرسنال ليسوا مستعدين، أو أنهم لا يستمعون، أو أنهم لا يستطيعون تأدية ما يطلبه منهم أرتيتا”.

وتابع “لا أعرف ما هي التكتيكات. بالنسبة إلي فإنّ الأمور مخيفة جدا”.

بدوره، قال سول كامبل الفائز بالدوري الممتاز وكأس إنجلترا مرتين تحت قيادة فينغر، إن أرتيتا في أمان حتى اللحظة، لأنّ النادي استثمر وقتا وجهدا كبيرين لاستقدامه.

إلا أنّ المدافع السابق كامبل لا يخفي خشيته من نقص الصلابة في الدفاع والوسط، الأمر الذي استغله تشيلسي على أكمل وجه.

وصرّح مدافع منتخب إنجلترا السابق قائلا “بُني أرسنال على أساس هذا النوع من كرة القدم، أي المهاري والصلب”.

وتابع “أريد أن أرى المزيد من ذلك، أن أرى شخصية أقوى”. وأضاف “سعى أرسنال لمدة طويلة وطويلة جدا من أجل أرتيتا. أعتقد أنّهم سينتظرون ما سيحققه الرجل، لكن لا شك أنّ المهلة الزمنية دائما محدودة”.

ويضع نجم مانشستر يونايتد السابق الإيرلندي روي كين، المعروف بصبره القليل إن كان خلال أيامه كلاعب، أو مدرب أو حتى في مهمته الحالية كناقد فني، اللوم على اللاعبين المخضرمين في الفريق. وقال “أمنح أرتيتا المزيد من الوقت، يجب أن تمنح المدرب وقتاً أطول”.

وأضاف “يملك أرسنال العديد من اللاعبين الشبان الذين يملكون إمكانيات، لكنهم لا يزالون إمكانيات وحسب”، أي أنهم لم يترجموا هذه الإمكانيات في أرض الملعب. وأشار كين إلى أنّ “أرسنال لا يملك لاعبين مخضرمين بارزين ومهاريين يستطيعون التصرف على نحو جيد ومساعدة اللاعبين الشبان”. وتابع “هناك لاعبون في أرسنال برواتب ضخمة ولا تستطيع استخدامهم كما يجب. لا يريدون الرحيل عن أرسنال لأنهم متأقلمون في لندن، ولديهم حياة مريحة”.

23