الصين تلوح بحرب عملات ردا على رسوم ترامب

أسواق المال العالمية تلقت رسالة الصين بكثير من القلق، رغم تأكيد البنك المركزي الصيني أن بكين لن تستخدم عملتها كأداة في النزاعات التجارية.
الثلاثاء 2019/08/06
شرارة أولى لحرب عملات مدمرة

بعثت الصين رسالة شديدة اللهجة تشير إلى أنها مستعدة لدخول حرب عملات من خلال خفض قيمة عملتها لتعزيز القدرة التنافسية لصادراتها، في رد غير مباشر على قرار الإدارة الأميركية توسيع حرب الرسوم الجمركية.

لندن- أثار سماح السلطات المالية الصينية لسعر اليوان بالانخفاض إلى أدنى مستوياته منذ 11 عاما غضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصفه بأنه “انتهاك كبير” لكن قال إن الخطوة ستضعف بكين إلى حد كبير مع مرور الوقت.

وتلقت أسواق المال العالمية، التي تكبدت خسائر كبيرة أمس، تلك الرسالة بكثير من القلق، رغم تأكيد البنك المركزي الصيني أن بكين لن تستخدم عملتها كأداة في النزاعات التجارية. وسجّل اليوان الصيني أمس أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ أغسطس 2010، مما أثار تكهّنات بأن بكين تسعى لتخفيض قيمة عملتها لمواجهة الرسوم الجمركية التي تهدد الولايات المتحدة بفرضها مطلع الشهر المقبل.

وتراجع اليوان في الأسواق الصينية إلى 7.03 يوان للدولار، وهو أدنى مستوى له منذ 2008، بعد أيام من إعلان ترامب خطة لفرض رسوم جمركية بنسبة 10 بالمئة على سلع صينية جديدة بقيمة 300 مليار دولار، في تصعيد جديد للتوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. ويعتبر المستثمرون في الأسواق العالمية حاجز 7 يوان للدولار عتبة رمزية تمثل الحد الأدنى لقيمة العملة الصينية ولذلك أدى عبورها إلى حالة ذعر في الأسواق.

واتهم ترامب الصين، بخفض عملتها إلى مستويات متدنية، وقال إن هبوط اليوان يمكن تسميته “تلاعب بالعملة” في إشارة إلى قانون أميركي يفرض عقوبات على الدول التي تخفض علمتها للحصول على مزايا تنافسية غير عادلة.

وإذا نفّذ ترامب تهديده بفرض الرسوم الجديدة مطلع الشهر المقبل، فسوف تصبح عمليا كافة الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة البالغة قيمتها 500 مليار دولار سنويا خاضعة للرسوم.

دونالد ترامب: خفض الصين لقيمة اليوان يمثل انتهاكا كبيرا وتلاعبا بالعملة
دونالد ترامب: خفض الصين لقيمة اليوان يمثل انتهاكا كبيرا وتلاعبا بالعملة

وهدّدت الصين الجمعة بالرد على أي رسوم أميركية، علما أنها فرضت بالفعل رسوما على سلع أميركية بقيمة 110 مليارات دولار هي تقريبا كل ما تستورده من الولايات المتحدة.

وتدرك الأسواق العالمية أن بكين تحدد بشكل صارم سعر عملتها وهي تسمح بتقلّب شكلي مقابل الدولار ضمن هامش 2 بالمئة من السعر المرجعي الذي يحدده البنك المركزي الصيني يوميا.

ونسبت بلومبرغ إلى كين تشونغ خبير العملات في مصرف ميزوهو قوله إن “المركزي الصيني لم يعد يرى حاجة إلى الإبقاء على استقرار سعر صرف اليوان على المدى القريب” في مؤشر على إجراء انتقامي على زيادة الرسوم الأميركية.

وحاول البنك المركزي الصيني تبرير انخفاض اليوان بأنه “تأثر بالسلوك الأحادي والإجراءات الحمائية التجارية وزيادة الرسوم الجمركية على الصين”. وقال إن اليوان حافظ على “استقراره وقوته مقابل سلة من العملات وأنه سيقمع بحزم المضاربة وسيحافظ على استقرار سوق صرف العملات الأجنبية”.

وقال جوليان إيفانز بريتشارد الخبير في شؤون الاقتصاد الصيني في مركز كابيتال إيكونوميكس إن المركزي الصيني “يستخدم عمليا سعر الصرف سلاحا” عبر ربطه قيمة العملة بالحرب التجارية الدائرة مع الولايات المتحدة.

وأضاف “إذا افترضنا أن هدفهم هو تخفيف وطأة الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، فهم سيسمحون على الأرجح بمزيد من التراجع في قيمة عملتهم بما يصل إلى 10 بالمئة في الفصول المقبلة”.

ويتضح حجم المخاوف في التراجع الحاد في أسواق الأسهم العالمية، الذي شمل جميع الأسواق الرئيسية الآسيوية والأوروبية والأميركية وصولا إلى الأسواق العربية. وتخشى الأسواق من اندلاع حرب عملات مدمرة ودخول سلسلة متواصلة من إجراءات خفض قيمة العملات يصعب إيقافها.

ووجه ترامب كلامه أمس إلى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) قائلا “هل تسمعون؟” في إشارة إلى الإجراء الصيني وكذلك إلى خفض الفائدة الأميركية بربع نقطة مئوية، في حين كان ترامب يريد خفضها بنصف نقطة مئوية.

10