الصين تعيّن سفيرا معروفا بتصلبه في واشنطن

تشين غانغ: الغرب لن يقبل أبدا بالنظام السياسي الصيني ولا بالنهضة الاقتصادية للبلاد.
الجمعة 2021/07/30
الدبلوماسية الصينية توجه البوصلة نحو واشنطن

بكين - عيّنت بكين تشين غانغ المعروف بتصلبه سفيرا في واشنطن بينما وصلت العلاقات بين القوتين الكبريين إلى طريق مسدود باعتراف الخارجية الصينية.

وأعلنت سفارة الصين في واشنطن وصول تشين الذي لم يتم تأكيد تعيينه من مصدر رسمي حتى الآن على الرغم من الشائعات، إلى مطار جون كينيدي في نيويورك الأربعاء.

وقد نشرت صور للسفير الجديد وهو يضع كمامة تحمل صورة علم الصين لتأكيد ذلك.

وبدا تشين تصالحيا عند وصوله إلى العاصمة الأميركية. فقد نقلت عنه السفارة القول “سأعمل جاهدا لبناء قنوات اتصال وتعاون مع جميع القطاعات في الولايات المتحدة، وسأعمل على إعادة العلاقات الصينية – الأميركية إلى مسارها”.

وقال للصحافيين عند وصوله إلى واشنطن “باعتبارهما دولتين كبيرتين مختلفتين في التاريخ والثقافة والنظام الاجتماعي ومرحلة التنمية، تدخل الصين والولايات المتحدة جولة جديدة من الاستكشاف المتبادل والتفاهم والتكيّف في محاولة لإيجاد طريقة للتوافق مع بعضهما البعض”.

والقضايا الخلافية بين البلدين كثيرة من هونغ كونغ إلى تايوان وشينجيانغ وحقوق الإنسان والتجارة والتقنيات ومنشأ كوفيد -19. وحتى الآن لم يغير الرئيس الأميركي جو بايدن سياسة المواجهة التي اتبعها سلفه دونالد ترمب حيال بكين.

وتشين الذي رافق الرئيس شي جين بينغ في العديد من الرحلات الخارجية كرئيس لإدارة المراسم في وزارة الخارجية، من الدبلوماسيين الذين دافعوا بقوة عن الصين في مواجهة الانتقادات المتزايدة في العالم.

ويعتبر الرجل البالغ من العمر 55 عاما وبدأ حياته المهنية في الدبلوماسية في 1988، أكثر تشددا من سلفه في واشنطن كوي تيانكاي.

وأمضى تشين عدة سنوات في السفارة الصينية في لندن ويتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة.

وتشين معروف بأنه من مجموعة جديدة من الدبلوماسيين الصينيين المعروفين بنبرتهم العدوانية تجاه الدول الغربية، ويسمون “الذئاب المحاربة”.

وعرف تشين في حادثتين منفصلتين عندما كان متحدثا باسم وزارة الخارجية الصينية أصدر خلالهما ردودا حادة على مراسلين أجانب وتبنى نهجا عدوانيا للدفاع عن الصين في الصحافة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

ووصف المحلل المستقل هوا بو، الذي يتخذ من بكين مقرا له، تشين بأنه “أحد أعمدة حركة الذئاب المحاربة”.

وعمل هذا الرجل الأنيق الذي يهوى ارتداء سترات بياقة ماو لسنوات متحدثا باسم وزارة الخارجية الصينية. وتذكر يون صن مديرة برنامج الصين في مركز ستيمسون بواشنطن أنه “كان يلقب حينذاك بغانغ المحارب”. وأوضحت أنه كان “من عادته أن يرد على أسئلة عدائية من الصحافيين بنبرة عدائية مماثلة”.

ودافع تشين في فبراير عن هذا الأسلوب الدبلوماسي، معتبرا أنه رد ضروري على “الافتراء الذي لا أساس له والهجمات الجنونية ضد الصين”.

وأوضح في نهاية 2020 أنه إذا كانت صورة الصين قد تراجعت في السنوات الأخيرة إلى مستويات لم تشهدها معظم الدول الغربية، فذلك لأن الأوروبيين والأميركيين وخصوصا إعلامهم لن يقبلوا أبدا بالنظام السياسي الصيني ولا بالنهضة الاقتصادية للبلاد.

ويرجح محللون أن يتبع تشين في واشنطن أسلوبا مغايرا لطريقة عمل سلفه كوي تيانكاي، الدبلوماسي القديم الذي عمل سفيرا لدى الولايات المتحدة لثماني سنوات.

واعتبرت صن أن “تعيينه مؤشر إلى تصلب حيال واشنطن”. وأردفت “لن أتفاجأ إذا أصبح الوضع أقل هدوءا مما كان بوجود كوي وأن يدلي بالتصريحات سرّا وعلنا”.

5