الصين تزيد فائضها التجاري تجاه الولايات المتحدة

في ظل تفشي وباء كورونا شكل الطلب على المواد الطبية والمعدات الإلكترونية للعمل عن بعد محركا لزيادة الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة.
الجمعة 2021/01/15
نمو إيجابي

بكين- زاد الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة العام الماضي، ما وجه صفعة أخيرة للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي جعل من إعادة التوازن إلى المبادلات بين البلدين إحدى أولوياته.

وباشر ترامب عام 2018 حربا تجارية على الصين، متهما الدولة الآسيوية العملاقة بممارسة منافسة “غير نزيهة”. وتضمنت هذه الحرب التجارية فرض رسوم جمركية مشددة على بضائع بقيمة مئات المليارات من الدولارات، وألقت بثقلها على الاقتصاد العالمي.

ووقع البلدان هدنة في يناير 2020. غير أن الصين سجلت مجددا عام 2020 زيادة في فائضها التجاري بنسبة 7.1 في المئة لتصل قيمته إلى 316.9 مليار دولار، وفق ما أعلنته دائرة الجمارك الصينية الخميس، قبل أقل من أسبوع على خروج الملياردير الجمهوري من البيت الأبيض.

شهد ديسمبر الماضي زيادة في الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بنسبة 34.5 في المئة سنويا، في حين زادت الواردات من الولايات المتحدة بنسبة 47.7 في المئة

وفي ظل تفشي وباء كوفيد – 19 العام الماضي، شكل الطلب على المواد الطبية والمعدات الإلكترونية للعمل عن بعد محركا لزيادة الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة. وفي المقابل، أدت القيود الصحية المفروضة في الولايات المتحدة إلى كبح التجارة مع الصين، حسب رأي الخبيرة الاقتصادية آيريس بانغ من بنك “إيه إن جي”.

ورغم ذلك، قال المحلل تينغ لو من بنك الأعمال نومورا إن بكين بذلت “جهودا متواصلة لاحترام التزاماتها” تجاه واشنطن، مشيرا إلى أن الواردات الصينية من الولايات المتحدة شهدت ارتفاعا في ديسمبر بنسبة 45 في المئة عن الشهر ذاته من السنة السابقة.

وبلغ الفائض التجاري الصيني مع جميع بلدان العالم أعلى مستوياته منذ 2015، مسجلا 535 مليار دولار، بزيادة نسبتها 27 في المئة عن الشهر ذاته من العام السابق. وحققت الصين بصورة إجمالية فائضا بقيمة 78 مليار دولار لشهر ديسمبر وحده، وهو مستوى قياسي حسب رأي محللين.

ومن المتوقع أن تكون من الاقتصادات الكبرى القليلة التي تعلن نموا إيجابيا لإجمالي ناتجها الداخلي عام 2020، وقد سجلت نسبة نمو قدرها 4.9 في المئة في الفصل الثالث من السنة، مقارنة بالفصل ذاته من السنة السابقة.

وأظهرت بيانات الجمارك الصينية الصادرة الخميس أداء قويا للتجارة الخارجية الصينية خلال ديسمبر الماضي، ما يشير إلى التعافي الاقتصادي المستدام للصين بعد جائحة فايروس كورونا المستجد.

وذكرت الإدارة العامة للجمارك الصينية أن صادرات الصين زادت خلال الشهر الماضي بنسبة 18.1 في المئة سنويا في حين زادت الواردات بنسبة 6.5 في المئة، لتسجل بكين فائضا تجاريا قياسيا في الشهر الأخير من العام الماضي بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.

جاء ذلك بعد زيادة الصادرات خلال نوفمبر الماضي بنسبة 21.1 في المئة سنويا وزيادة الواردات بنسبة 4.5 في المئة سنويا. وبلغ الفائض التجاري للصين خلال الشهر الماضي 78.2 مليار دولار، في حين كان متوسط توقعات المحللين الذين استطلعت وكالة بلومبرغ آراءهم يبلغ 72 مليار دولار فقط.

وبلغ إجمالي الفائض التجاري للصين خلال العام الماضي ككل 535 مليار دولار بزيادة نسبتها 27 في المئة عن الفائض التجاري لعام 2019، وهو أكبر فائض تجاري للبلاد منذ 2015.

7.1 في المئة نسبة زيادة الفائض التجاري للصين مدفوعا بالطلب على المواد الطبية

وشهد ديسمبر الماضي زيادة في الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بنسبة 34.5 في المئة سنويا، في حين زادت الواردات من الولايات المتحدة بنسبة 47.7 في المئة، وهي أكبر زيادة منذ يناير 2013.

وبلغ إجمالي الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة خلال العام الماضي ككل 317 مليار دولار، بزيادة نسبتها 7 في المئة عن 2019. يأتي ذلك فيما تعمل المصانع الصينية بكامل طاقتها، حيث تمكنت بكين من احتواء تفشي فايروس كورونا المستجد إلى حد كبير، في حين مازال يتفشي في أجزاء أخرى من العالم.

وبينما يعاني باقي العالم من ركود اقتصادي، يعتقد المحللون أن الصين ستكون الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي شهد نموًا مرة أخرى في عام 2020.

11