الصينيون يواجهون العنصرية بأخرى مضادة

#كلمة_تقولها_للصينيين هاشتاغ يكشف زيادة بنسبة 900 في المئة في خطاب الكراهية تجاه كل ما هو صيني على تويتر.
الخميس 2020/04/16
إعادة كتابة التاريخ

لندن - تصدر هاشتاغ بعنوان #كلمة_تقولها_للصينيين، الترند على موقع تويتر. واحتوى الهاشتاغ تغريدات ساخرة.

وكتب أحد المغردين:

bmh121212@

صيني كاتب: توجد شعوب تفرغ أمعاء الحيوانات من الفضلات وتقوم بشويها وأكلها.. ومن ثم تلوم الشعب الصيني.. مين قصده ملعون الوالدين هذا!!

وأدت أزمة فايروس كورونا إلى زيادة بنسبة 900 في المئة في خطاب الكراهية تجاه كل ما هو صيني على تويتر.

ووجدت الدراسة أن التغريدات السامة تستخدم لغة صريحة لاتهام الآسيويين بحمل الفايروس ولوم الأشخاص من أصل آسيوي كمجموعة لنشره. ووُصف الصينيون بأنهم “إرهابيون بيولوجيون”. وكتب مغرد:

في سياق آخر تصدر هاشتاغ #ChinaMustPay (الصين يجب أن تدفع) في تويتر، للترويج لنفس الموقف الذي تحمله دعاوى قضائية تطالب الصين بالتعويض المادي.

واحتوى الهاشتاغ تغريدات عنصرية تركز على “قذارة الشعب الصيني” و”غرابة العادات الصينية” وغيرها من الأوصاف التي تربط الفايروس المستجد بالشعب الصيني وليس بنظريات المؤامرة التي تتحدث عن دور الحكومة الصينية في تصنيع الفايروس ونشره.

وتساءل معلق:

ويقول معلقون إن الضوابط الصارمة التي تفرضها الصين على المعلومات، والعقبات البيروقراطية، والتردد في إرسال الأخبار السيئة إلى أعلى سلسلة القيادة، كتمت التحذيرات المبكرة. وقد أدى خبر عقاب ثمانية أطباء بتهمة “ترويج الشائعات” الذي بثه التلفزيون الوطني يوم 2 يناير إلى نشر الخوف في باقي مستشفيات المدينة. وكتب معلق:

Dr_Laqwer@

مهما برر مدير عام منظمة الصحة العالمية ما قامت به الصين من التستر وإخفاء المعلومات عن العالم واستمرار السفر من مدينة ووهان ومقاطعة هوبي مركز الوباء فلا يعفيه من المسؤولية بل والفشل في إدارة وتقديم المعلومات الكافية لكل الدول.

وبعد معاناة الصينيين من العنصرية، قاموا بالتعامل بعنصرية مع المواطنين المتحدرين من دول أفريقية.

وبعد إقرار السلطات الصينية بتعرضهم لمعاملة مهينة في كانتون جنوبي البلاد، تعود من جديد هذه الأزمة في فرع أحد مطاعم “ماكدونالدز” في الصين، الذي وضع ملصقا يمنع دخولهم إلى الداخل.

وأظهرت مقاطع فيديو من داخل أحد فروع المطعم في مدينة جوانو الصينية، الملصق الذي وضعه موظفو الفرع، يعلنون فيه “منع ذوي البشرة السوداء من دخول المطعم”.

ويأتي ذلك لاعتقادهم بأن السود هم “مصدر انتشار الفايروس في المدينة”، حيث لاقى المقطع انتشارا وتفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وانهالت التعليقات على المقطع الذي تداوله ناشطون في الصين، بوابل من الانتقادات، لكون هذا الفعل عنصريا صريحا ومهينا.

واعتذرت الإدارة المركزية للمطعم، عن المقطع وللأشخاص الذين اعتبروا الإعلان قد “أهانهم”، دون أن تفصح عن إجراءات تأديبية في حق المسؤولين الذين يسيرون الفرع في الصين.

من جانب آخر، تقود الصين حملة علاقات عامة لتحسين صورتها في العالم.

وكشف “النموذج الصيني” في التعامل مع جائحة فايروس كورونا المستجد، آلية دعاية واضحة للحزب الشيوعي الحاكم، الذي يسعى لرسم صورة للصين كقوة عالمية صاعدة، تعتمد النجاعة والفعالية وآخر صيحات التكنولوجيا في مواجهة الفايروس القاتل. وهكذا دشنت الصين حملة علاقات عامة غير مسبوقة، أظهرت فيها سخاء كبيرا بتقديم مساعدات إلى دول تواجه مشكلة التصدي للفايروس المستجد.

وقد وقف العالم منبهرا أمام سرعة بناء المستشفيات العملاقة، والقدرة على فرض الحجر الصحي على مدن يقطنها عشرات الملايين، إضافة إلى نشر الانطباع بأن الصينيين، في طور، بل على وشك القضاء على الفايروس. ولكن، أليست الحكمة الصينية هي التي تقول: إذا نظرت إلى الشيء مرة أولى تبين لك جماله، وإذا نظرت إليه مرة ثانية ظهرت لك حقيقته.

صحيفة “بيلد” الشعبية والواسعة الانتشار، كانت من بين أولى وسائل الإعلام الألمانية التي عبرت عن ذهولها من “أرقام كورونا” الصينية، وكتبت بلغة ساخرة “تشمل أعظم إنجازات (الحضارة الصينية) صناعة الخزف والورق والخداع”. وإذا ما تأكد “الخداع” الصيني فإنه سيكون كسيف دون حدين، قد ينسف مصداقية بكين على المدى البعيد.

ويحذر خبراء من أن الصينيين بصدد محاولة إعادة كتابة التاريخ وفرض رواية بديلة لقصة نشأة كورونا المستجد، إنهم يرسمون صورة لنظام شيوعي يحمي الصحة العامة في الداخل ويواجه الفايروبس كمصدر للخطر.

19