الصدر يحاول حرف حراك الاحتجاجات عن مساره

بغداد - دعا رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، الثلاثاء، إلى تظاهرة “مليونية” للتنديد بالوجود الأميركي في العراق، في خطوة رأى فيها متابعون للشأن العراقي محاولة من زعيم التيار الصدري حرف الاحتجاجات العارمة الجارية في العراق منذ أكتوبر الماضي، عن الأوضاع الداخلية التي يطالب المحتجّون بتغييرها جذريا، نحو قضية جانبية تعني بالأساس إيران وأذرعها في العراق.
ويمتلك الصدر الذي يحظى بقدر من الشعبية تجارب سابقة في الدخول متأخرا على خط الاحتجاجات الشعبية وركوب موجتها وتجييرها لمصلحته ومصلحة النظام الذي هو جزء منه.
وقال الصدر في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر إنّ “سماء العراق وأرضه وسيادته تنتهك من قبل القوات الغازية”، داعيا “إلى ثورة عراقية لا شرقية ولا غربية.. موحدة تندد بالوجود الأميركي وبانتهاكاته”.
وتعليقا على تلك الدعوة قال الكاتب السياسي العراقي فاروق يوسف “لا يخفى أن الصدر من خلال لعبته الجديدة إنما يخطط لذبح العراقيين مرة أخرى. ذلك لأن جيش المهدي (الميليشيا التي يقودها الصدر نفسه) سيسعى إلى استعادة السيطرة على الشارع العراقي. وهو ما لن يتحقق من غير إنهاء الاحتجاجات وهزيمة الانتفاضة التي هزمت مقتدى الصدر وتياره”.
وأضاف “صار المتظاهرون الشباب على بيّنة من أنهم لن يتمكّنوا من إنقاذ العراق واستعادته إلاّ بعد أن يتمكنوا من إسقاط الدولة الطائفية التي يشكل مقتدى الصدر وتياره أحد أعمدتها. وهي الحقيقة التي صار الصدر على معرفة بها. لذلك فإنه يسعى إلى استعادة دوره القديم مستغلا غياب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني عن الساحة”.