الصحافي الفلسطيني مقيّد بالرقابة الذاتية لغياب الحماية

ضرورة توفير الحماية للصحافيين كأحد أهم السبل للتخلص من الرقابة الذاتية في العمل الإعلامي.
الخميس 2020/12/03
بيئة إعلامية تخنق الصحافيين

رام الله -  تفاعل الوسط الصحافي الفلسطيني مع حملة “الرقابة الذاتية قيد لنكسره”، لتشجيع الصحافيين وكتاب الرأي على التخلص من الرقابة الذاتية وتعزيز حرية الرأي والتعبير، نظرا لتأثيرها على واقع الإعلام الفلسطيني ومستقبله.

وأطلق المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية هذه الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتوعية بسلبيات الرقابة الذاتية في الإعلام في فلسطين بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المفتوح.

وازدادت الرقابة الذاتية لدى الصحافيين بشكل كبير بعد حدوث الانقسام الفلسطيني، نتيجة ملاحقة السلطات المختلفة للصحافيين الفلسطينيين والتضييق عليهم. وتعززت أكثر في ظل حالة الطوارئ التي تشهدها الأراضي الفلسطينية والتي انطلقت منذ شهر مارس الماضي نتيجة انتشار فايروس كورونا، الأمر الذي أثر سلبا على عمل الصحافيين والإعلاميين.

الرقابة الذاتية ازدادت بعد حدوث الانقسام الفلسطيني، نتيجة ملاحقة السلطات المختلفة للصحافيين

وتأتي هذه الحملة في إطار جهود متواصلة على مدى السنوات السابقة لتوعية الصحافيين والمؤسسات الإعلامية بخطورة الرقابة الذاتية على الحريات الإعلامية، وتعزيز قدرات الصحافي الفلسطيني للحد من ممارستها.

وناقش الصحافيون واقع الرقابة الذاتية في الإعلام خلال ندوة افتراضية على برنامج “زووم” ضمن مشروع “خطوة إلى الأمام نحو تعزيز حرية التعبير في فلسطين” الممول من الاتحاد الأوروبي، وبحثوا سبل التخلص منها خاصة في ظل حالة الطوارئ، وشارك فيها ممثلون عن مؤسسات إعلامية وأهلية ومجموعة من الصحافيين والصحافيات.

وأجمع المشاركون على ضرورة توفير الحماية للصحافيين كأحد أهم السبل للتخلص من الرقابة الذاتية في العمل الإعلامي، من خلال وجود جسم قوي يضم كافة الصحافيين ليحفظ حقوقهم ويدافع عنهم ويوفر لهم الحماية، بالإضافة إلى العمل على إقرار القوانين والتشريعات التي توفر بيئة إعلامية تحمي الصحافيين من الملاحقات المرتبطة بعملهم الإعلامي وأهمها قانون حق الحصول على المعلومات وتطوير قانون المطبوعات والنشر.

كما طالب المشاركون بإدراج موضوع الرقابة الذاتية في الإعلام ضمن مسارات تعليم الإعلام في الجامعات، وأشاروا إلى ضرورة إعطاء المؤسسات الإعلامية المساحة الكافية لموظفيها لممارسة حقهم في الرأي والتعبير، كما أكدوا على أهمية عمل المؤسسات الحقوقية في الضغط من أجل توفير سبل الحماية للصحافي الفلسطيني، وعلى ضرورة تحلي الصحافي بالجرأة والشجاعة في عمله.

واستعرض المشاركون تجارب وخبرات عملية تعرضوا لها مرتبطة بالرقابة الذاتية أثناء ممارستهم لعملهم، متناولين الأثر السلبي للرقابة الخارجية على عملهم والتي تؤدي بهم إلى ممارسة الرقابة الذاتية، مما ينعكس على مجمل إنتاجهم وعملهم الإعلامي وعلى حياتهم الشخصية بشكل عام.

18