الشرق شرقان: شرق إخبارية وشرق اقتصادية مع بلومبيرغ

تركزت فكرة إطلاق قناة “الشرق” قبل حوالي ثلاث سنوات على إطلاق قناة مشتركة تضم السياسة والاقتصاد، إلا أن المشروع انتهى إلى صيغة توفيقية برزت في إطلاق خدمتي “الشرق للأخبار” و”اقتصاد الشرق مع بلومبرغ”، مترافقة مع حملة إعلامية كبيرة.
دبي - انطلق البث الرسمي لقناة “الشرق للأخبار” من المدينة الإعلامية في دبي، وانبثقت عنها خدمة “اقتصاد الشرق مع بلومبِرغ” المتخصصة في قطاع الأعمال والاقتصاد، وتسعى لحجز مكانة في المشهد الإعلامي العربي عبر إطلالة ملفتة للجمهور بأستوديوهات مزودة بتقنيات حديثة واستقطاب نجوم الإعلام العربي من عدة قنوات عربية منافسة.
وجرى الحديث عن إطلاق المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق لقناة “الشرق” منذ حوالي ثلاث سنوات وكان من المفترض أن تكون الانطلاقة قريبة من ذلك الوقت، لكنها تأخرت لعدة أسباب من بينها العقبات المرتبطة بفايروس كورونا، وخلافات حول فريق التحرير، بحسب ما ذكرت مصادر مقربة.
وتركزت فكرة المشروع في البداية حول إطلاق قناة مشتركة تضم السياسة والاقتصاد، إلا أن المشروع انتهى إلى صيغة توفيقية برزت في إطلاق خدمتين منفصلتين “الشرق للأخبار” و”اقتصاد الشرق مع بلومبرغ”.
ووقعت “بلومبرغ” اتفاقية ترخيص ومحتوى مع المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، لإطلاق خدمة بلومبرغ العربية في سبتمبر 2017، في صفقة بلغت قيمتها 90 مليون دولار (69 مليون جنيه إسترليني)، لمدة 10 سنوات، لإنشاء شبكة تلفزيونية وإذاعية تعمل على مدار الساعة، وبوابة رقمية متكاملة، ونشر مجلة “بلومبرغ بزنس ويك” باللغة العربية، غير أن إطلاق المجلة والإذاعة لم يتم بعد وهو ضمن خطط التوسع اللاحقة.
وتحدثت المصادر أن “بلومبرغ” الأميركية لا تريد أن تكون جزءا من الخط السياسي للقناة الإخبارية، وتفضل أن تكون متخصصة في القضايا والمعلومات الاقتصادية والمال والأعمال.
وقال الدكتور نبيل الخطيب مدير عام قناة “الشرق للأخبار”، في مؤتمر صحافي للإعلان عن إطلاق القناة “إن أساس المحتوى الذي تقدمه ‘الشرق’ هو الأخبار، والخبر في ‘الشرق’ هو منطلق لقصة متكاملة تحتوي الأخبار والتحليلات وكافة الآراء وأبعادها المختلفة، وهو محتوى يلبي شعارنا: وضع النقاط”.
وأضاف الخطيب “تركز ‘الشرق’ على المحتوى الاقتصادي وتحليله كما تهتم بإبراز التأثيرات الاقتصادية على الأوضاع الاجتماعية والسياسية في البلدان العربية، توفرها شراكة حصرية مع بلومبِرغ، الشركة العالمية في مجال معلومات وأخبار الأعمال والمال الدولية، بالإضافة إلى جهود 2700 محلل ومراسل مالي واقتصادي يتبعون بلومبِرغ حول العالم”.
وتابع “هذه المؤسسة ستقدم خدمة فريدة لقادة الأعمال وقادة الرأي وقادة السياسة الحريصين على اقتصادات بلادهم”.
ويقول متابعون لإطلاق القناة منذ الإعلان عن الشراكة مع بلومبرغ، إنه في غالبية المشاريع الإعلامية المشتركة من هذا النوع، طغى المحتوى الأصلي للشركة الأم على المحتوى المحلي، وتحولت أغلب المنصات العربية التي تحمل أسماء عالمية إلى “مواقع ترجمة”، إذ تعتمد بشكل أساسي على التقارير الأصلية الصادرة عن تلك المؤسسة لترجمتها إلى العربية ونشرها دون إضافات أو تعديلات أو إجراء تحويل في الزاوية يناسب الواقع في منطقة الشرق الأوسط.
وهو ما بدا قريبا مما ورد في بيان قناة “الشرق” على موقعها الإلكتروني، حيث ذكر “يتاح لفرق التلفزيون والمنصات الرقمية في خدمة ‘اقتصاد الشرق مع بلومبرغ’ الحصول على محتوى بلومبرغ الواسع من معلومات المال والاقتصاد والتحليلات وبيانات الأسواق، إضافة إلى نشر أخبار مترجمة من منصات بلومبرغ”.
وأضاف البيان “يسعى ‘اقتصاد الشرق مع بلومبرغ’ إلى أن يصبح المزود الأول للأخبار الاقتصادية العربية والعالمية باللغة العربية، وذلك عبر منصات متعددة لإيصال المعلومات إلى قادة الأعمال، إضافة إلى جيل الشباب الذي يفهم أهمية المعلومات الاقتصادية والمالية وأخبار الشركات من حول العالم”.
وهذا ما أكده أيضا جاستن سميث، المدير التنفيذي لبلومبِرغ الإعلامية، بقوله إن “منطقة الشرق الأوسط تحتضن عددا كبيرا من الاقتصادات وبيئات الأعمال النشطة والحيوية. والتعاون في إطار ‘اقتصاد الشرق مع بلومبِرغ’، يسمح لنا في بلومبِرغ بإيصال بياناتنا التحليلية وتقاريرنا الثرية بالمعلومات إلى جمهور جديد يتمثل في صنّاع القرار الاقتصادي في الدول الناطقة بالعربية”.
وستكون قناة “الشرق” بخدمتيها الإخبارية والاقتصادية، أمام تحدي إثبات وجودها في الساحة الإعلامية المتخمة بالمنصات، فالحملات الإعلامية والبيانات الرسمية لا تكفي لجذب الجمهور الذي لديه مجموعة كبيرة من القنوات الإخبارية العربية تغطي أخبار المنطقة السياسية والاقتصادية من زوايا مختلفة.
وقد حاول القائمون على قناة “الشرق” إضفاء عنصر الإبهار والإطلالة الملفتة خلال الحملة الإعلامية التي رافقت إطلاق القناة، عبر إبراز الأستوديوهات الضخمة المزودة بأحدث التقنيات، حيث أشارت “المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق” إلى ذلك بوضوح في بيان إطلاق القناة حين قالت “(قناة) ‘الشرق للأخبار’ تسعى لتقديم ونشر محتواها الفريد والمتميز بقوالب إعلامية متعددة الوسائط ومعززة بأحدث المزايا التقنية التي ستُستخدم للمرة الأولى في المنطقة، وستمزج ‘الشرق للأخبار’ من خلال هذه المقاربة الإعلامية بين أفضل ما في عالم التلفزيون وأحدث الابتكارات التكنولوجية الرقمية.
وتنطلق القناة ببنية تحتية غير مسبوقة تقنياً على مستوى المنطقة ككل، خصوصا ما يتعلق بتجهيزات الأستوديوهات وبتقنيات البث، إلى جانب أحدث أنظمة الغرافيكس و”الواقع المعزز” و”الواقع الافتراضي”، كما زودت “الشرق للأخبار” استوديوهاتها بأنظمة تتبّع تضمن انسيابية في بث المحتوى البصري، وفق البيان.
كما يبدو أن القناة تعتمد على أسماء نجوم الإعلام العربي الذين استقطبتهم من القنوات المنافسة خصوصا قناة “العربية” و”سكاي نيوز”. ومن الأسماء الإعلامية المعروفة التي انضمت حديثاً إلى “الشرق للأخبار” الإعلامي معتز الدمرداش، والسعودي هاني الحجازي والإعلامية زينة يازجي، والمذيع عبدالله اليحيى، مقدم برامج ونشرات في قسم الأخبار السياسية، وعبدالرحمن الشاطري، مذيع نشرات أخبار ومقدم برامج سياسية.
ويقع مقر “الشرق للأخبار” الرئيسي في الرياض، مع مكاتب إقليمية في مركز دبي المالي العالمي، وكذلك في واشنطن، إضافة إلى مقرات وأستوديوهات في القاهرة وأبوظبي. كما لديها مجموعة من المكاتب الإقليمية والمراسلين في العواصم والمدن الكبرى في المنطقة والعالم بالإضافة إلى المحتوى الذي ينتجه مئات الصحافيين والمراسلين في شبكة بلومبِرغ حول العالم.