السينمائيون السعوديون يرحبون بتأسيس أول جمعية أهلية متخصصة

الجمعية تسعى لتنويع المبادرات عبر الفعاليات والمسابقات السينمائية وعروض الأفلام، وبناء شبكة إنتاجية موحدة.
الخميس 2021/09/09
السينما في السعودية تعيش فترتها الذهبية بمبادرات أهلية

الرياض- أصدر المهندس أحمد بن سليمان الراجحي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودي قرارًا بالموافقة على تسجيل جمعية السينما كأول جمعية أهلية متخصصة في تاريخ المملكة العربية السعودية تعنى بقطاع إنتاج الأفلام.

ورحب السينمائيون السعوديون بتأسيس الجمعية الجديدة، فيما تقدمت الجمعية بالشكر لوزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، على دور الوزارة متمثلًا في وحدة المؤسسات والجمعيات الأهلية وهيئة الأفلام في الدعم والمساعدة في تأسيس جمعية السينما.

‏ويتكون مجلس إدارة الجمعية من هناء العمير رئيسًا لمجلس الإدارة، وأحمد الملا نائبًا للرئيس، وأحمد الشايب مشرفاً ماليًا، وبعضوية سعد الدوسري وعوض الهمزاني ومسفر الموسى وإبراهيم الحساوي وهند الفهاد وعبدالعزيز الشلاحي وضياء يوسف ومُجتبى سعيد.

‏كما ضمت قائمة الأعضاء المؤسسين إضافةً إلى أعضاء مجلس الإدارة وهم يوسف الحربي وفهد الأسطا علي الكلثمي وبدر الحمود وشهد أمين وجواهر العامري وريم البيات ومحمد الصفار محمد العوبثاني وعبدالرحمن الغنام وفيصل بالطيور وفهد اليحيى.

‏وثمنت هناء العمير رئيس مجلس الإدارة تسهيل إجراءات التسجيل لبعث الجمعية في فترة قياسية. مؤكدة على أن تلك التسهيلات جاءت تحقيقًا للرؤية السعودية التي مهّدت الطريق لكل المبدعين والمبدعات لتحقيق مشاريعهم الإبداعية والمنافسة بها عربيًا وعالميًا لخدمة التكوين الجديد للثقافة والفن في المملكة.

‏من جانبه أوضح أحمد الملا نائب رئيس الجمعية أن تسجيل الجمعية رسمياً سيُتيح لهم ضم كل المبادرات التي سعت في السنوات الماضية لخدمة إنتاج الأفلام في قالب موحّد، كما سيتيح لمنتجي الأفلام لأول مرة أن يتواجدوا تحت مظلة واحدة سعيًا لخدمة هذا القطاع الإبداعي المهم.

‏وأشار إلى أن وثيقة التأسيس اعتنت بتنويع المبادرات، سواء في إقامة الفعاليات والمسابقات السينمائية وعروض الأفلام، أو في بناء قدرات إنتاج الأفلام عن طريق التدريب والتطوير، أو في إثراء المحتوى المعرفي والثقافي في السينما.

وستلعب الجمعية دورًا بارزًا في دعم منتجي الأفلام السعوديين المستقلين، خاصة في ظل الحركية الواعدة التي يعرفها قطاع السينما في البلاد، وازدهار الأفلام في المملكة، كما ستسعى لترسيخ مبدأ التعاون مع المواهب السعودية والعربية كافة.

كما تدعم الجمعية إنتاج الأفلام السعودية للنهضة بقطاع السينما وتحفيز الإنتاج المرئي في المملكة، مساهمة في اكتشاف المواهب الموجودة داخل السعودية والتشجيع على حضور الأفلام السعودية فيها بما يضاهي طفرة الإنتاج.

ومنذ أكثر من عشر سنوات، ومع انطلاق الشرارة الأولى للأعمال السينمائية السعودية التي كانت لحظتها تتوسّل التجارب العالية في سبيل شق طريقها ناحية استقلالها الفني، منذ ذلك الوقت والتجارب لدى منتجي الأفلام والمهتمين بها في السعودية تتعالى ناحية قطف ثمار الفن والأخذ بيد الوليد الجديد ناحية آفاق جديدة وهو ما دعا إلى تأسيس أطر جديدة جامعة لدعم الفعل السينمائي في المملكة.

واختيار هناء العمير لرئاسة الجمعية لم يكن من فراغ فهي بالإضافة إلى كونها مخرجة هي أيضا كاتبة وناقدة سينمائية، فازت بالعديد من الجوائز، وكتبت الكثير من المقالات، وترأست مجموعة من ورش الكتابة لقنوات تلفزيونية منها “أم بي سي” و”قناة أبوظبي”. كما أنها عضو مجلس إدارة في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.

الجمعية تدعم إنتاج الأفلام السعودية للنهضة بقطاع السينما وتحفيز الإنتاج المرئي في المملكة، مساهمة في اكتشاف المواهب الموجودة داخل السعودية

وترى العمير أن المشهد السينمائي السعودي يمر بحالة حراك كبيرة مع وجود الدعم المعلن عنه من قبل وزارة الثقافة، ومع وجود معمل الأفلام التابع لمهرجان البحر الأحمر وصندوق نمو، ومع إنشاء عدد كبير من صالات السينما بنهاية هذا العام.

وسبق وأن صرحت العمير في حوارها مع “العرب” أن المشهد السينمائي السعودي “سيتغير كلية حسبما أرى خلال السنوات القادمة. أعتقد أن كل القطاعات الفنية البصرية في حالة ازدهار عالميا فنحن في زمن الصورة، ولذلك فقد نجحت الصورة في التسلل إلى المجتمع منذ بدايات الألفية الثانية رغم غياب صالات السينما والدعم. والسرد البصري هو السرد المتسيّد حاليا، لذلك كان لا بد للمبدعين الشباب من صناعة الأفلام والتعبير عن أنفسهم من خلالها. وفي حال تحقق الدعم بالشكل المطلوب فسنشهد أفلاما سعودية في السنوات القادمة قادرة على الوصول إلى المهرجانات العالمية”.

وتابعت “نحن في حاجة إلى إنشاء نواد للسينما تعرض السينما البديلة والسينما الفنية، يلتقي فيها السينمائيون لمناقشة الأفلام بشكل معمق والاطلاع على تجارب سينمائية مختلفة عن السينما التجارية. كما نتطلع إلى مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، فوجود مهرجان دولي هو ضرورة ملحة لعقد شراكات مع مهرجانات دولية أخرى، وللاطلاع على التجارب السينمائية الحديثة المختلفة والاحتكاك بشكل أكبر بالمجتمع السينمائي الدولي”.

ولا يتوقف الدعم للسينما في الداخل بل يمتد إلى المساهمة في فعاليات سينمائية عالمية كبرى، ومن ذلك مثلا المشاركة السعودية في مهرجان كان في دورته الأخيرة، أو إعلان مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن مواصلة تعاونه مع هيئة الأفلام لدعم المواهب السعودية وتطويرها، حيث ابتعث ثماني مواهب سعودية لمرافقة وفده المشارك في فعاليات الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان البندقية السينمائي الدولي في إيطاليا، والتي انطلقت مطلع سبتمبر الجاري وتستمر إلى الحادي عشر منه.

14