السيادة المغربية بين الحق المشروع ومحاولات التشويش

في سياق إقليمي بالغ التعقيد، تزداد الحاجة إلى خطاب مسؤول ويقظ يحصّن المكتسبات الوطنية ويواجه محاولات التشويش على الحقوق التاريخية والسيادية للمملكة المغربية.
وقد بات من الواضح، في الآونة الأخيرة، أن بعض الأطراف الإقليمية، وفي مقدمتها النظام الجزائري، اختارت الانخراط في مسار تصعيدي لم يعد يقتصر على دعم الكيانات الانفصالية، بل تعداه إلى الطعن المباشر في مفاهيم السيادة والوحدة الترابية للمغرب، وهو ما يستدعي ردا حازما ومتزنا في الآن ذاته.
إن ما تروّجه بعض الأوساط الجزائرية الرسمية، عبر قنوات دبلوماسية وإعلامية، من تأويلات مغلوطة لمبدأ السيادة، والتشكيك في ارتباط الأقاليم الجنوبية بالمملكة، لا يمكن اعتباره مجرد اختلاف في الرؤية أو اجتهاد سياسي، بل يدخل ضمن حملة ممنهجة تستهدف المسّ بجوهر السيادة الوطنية، والتشويش على الديناميكية التي تعرفها قضيتنا الأولى على المستوى الدولي.
لقد أضحى من الواضح أن النظام الجزائري لم يعد يكتفي بتمويل ودعم جبهة انفصالية – بوليساريو الجزائر- تتعارض مرجعيتها مع القانون الدولي، بل بات يسعى إلى فرض مقاربة أحادية تفتقر إلى المشروعية وتتناقض مع مقررات الأمم المتحدة، ما يضعنا أمام مسؤولية وطنية جماعية لمواجهة هذه التوجهات بما تستحقه من يقظة إستراتيجية، وثقة في عدالة قضيتنا.
إن المرحلة تقتضي التلاحم التام وراء الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يؤكد في كل مناسبة على أن الصحراء المغربية ليست فقط قضية ترابية، بل رمز لكرامة أمة وامتداد لسيادتها التاريخية، ومثلما أكد المغرب مرارا التزامه بالحوار والتعاون مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين، فإنه في الوقت نفسه يرفض أيّ تدخل في شؤونه الداخلية أو المسّ بوحدته الترابية.
وفي هذا الإطار، يضطلع الإعلام الوطني بدور محوري في التصدي لمحاولات التضليل وتزييف الحقائق من خلال تعزيز الخطاب المهني المبني على الحجة القانونية والتاريخية، وكشف خلفيات الحملة التي تستهدف استقرار المغرب ومكانته القارية والدولية.
كما أن المجتمع المدني مدعوّ إلى مواصلة الانخراط الواعي في الدفاع عن القضايا الوطنية، بروح مسؤولة ونفس تعبوي يليق بطبيعة التحديات الراهنة.
لقد أبان المغرب، عبر تاريخه الطويل، عن صلابة مواقفه وحكمة قيادته، وإننا اليوم أكثر إيمانا بأن السيادة لا تُجزّأ، وأن وحدة التراب الوطني خط أحمر لا يقبل النقاش أو المساومة.
وفي وجه كل محاولات الابتزاز أو التحريف، تبقى الحقيقة ساطعة: الصحراء مغربية.. والمغاربة ملكا وشعبا، متشبثون بثوابتهم، ماضون بثقة في مسار التنمية والدبلوماسية الرصينة، ولن تنال من عزيمتهم أيّ حملات مغرضة مهما تنكرت في عباءة الدبلوماسية أو الشعارات الزائفة.