السياحة الداخلية السعودية تستفيد من جائحة كورونا

القطاع السياحي السعودي يمضي قدما لتحقيق أهدافه الطموحة التي تتوافق مع رؤية 2030، وفي مقدمتها ترسيخ مكانة السعودية كواحدة من أهم الوجهات السياحية على مستوى المنطقة والعالم.
الرياض - قالت مجموعة فنادق الخليج إن ازدهار السياحة المحلية السعودية أثر تأثيرا كبيرا على البحرين على غرار البلدان الأخرى المحيطة بها، مؤكدة أن تدفق السياح السعوديين واتجاهات الإنفاق لم تظهر عليهما أي علامات كبيرة من التحسن.
وأكدت إحصائيات أن عدد الزوار عبر جسر الملك فهد خلال شهر يونيو 2021 بلغ نحو 92 ألف زائر، مقارنة بأكثر من مليون زائر في يونيو 2019، ونحو 1.1 مليون زائر في 2018.
وبالرغم من إعادة فتح جسر الملك فهد أمام الزوار السعوديين في 17 مايو 2021 بعد اتخاذ الإجراءات المناسبة لمكافحة جائحة كورونا، إلا أن الحركة مازالت ضعيفة مقارنة بأعوام ما قبل كورونا.
وفيما يرى اقتصاديون أن سبب تراجع حركة الزوار السعوديين إلى البحرين يرجع إلى جائحة كورونا، يرى آخرون أن السبب الرئيس يعود إلى ازدهار السياحة الداخلية السعودية بعد أن تبنت سياسة انفتاحية.
ومجموعة فنادق الخليج هي أول شركة سياحية كبرى تتحدث بشكل واضح عن تأثير ازدهار السياحة داخل السعودية وانفتاحها.
ورغم ذلك يقول خبراء إن تطور السياحة في السعودية هو دافع لصناع السياحة في البحرين للابتكار والإبداع في تقديم منتجات سياحية تكاملية.
وساهم إطلاق برنامج صيف السعودية 2021 تحت عنوان “صيفنا على جوك” الذي يستمر حتى نهاية سبتمبر المقبل، في تطوير المنتج السياحي السعودي وتنويع فرص الاستثمار فيه.
كورونا سلّط الضوء على المواقع السياحية الداخلية التي أصبحت مواقع جاذبة للسائح المحلي والعالمي
ويعزز صيف السعودية مضي القطاع السياحي قدما لتحقيق أهدافه الطموحة التي تتوافق مع رؤية المملكة 2030، وفي مقدمتها ترسيخ مكانة السعودية كواحدة من أهم الوجهات السياحية على مستوى المنطقة والعالم، حيث تلبي الوجهات المتنوعة بالمملكة تطلعات السياح من داخل المملكة وخارجها، والغنية بالخيارات الواسعة.
وكانت الوجهات الرئيسية للرحلات السياحية المحلية من نصيب الرياض بواقع 16.2 في المئة، ثم مكة المكرمة والمدينة المنورة بواقع 23.5 و13.3 في المئة على التوالي، في حين أتت منطقة عسير كوجهة رابعة، وشكلت 10.9 في المئة من الرحلات.
وتعمل السعودية على تنفيذ العديد من المشاريع السياحية العملاقة وفق رؤية السعودية 2030، لتجعل قطاع السياحة رافدا مهما للاقتصاد الوطني. ومن أبرز تلك المشاريع، مشروع القدية غرب العاصمة الرياض، وهو مشروع ترفيهي ملهم للشباب، وكذلك عدد من المشاريع الضخمة على سواحل السعودية، وهي نيوم والبحر الأحمر وأمالا، وتطوير المواقع التاريخية كالعلا ومدائن صالح، والدرعية التي تمثل رمزا وطنيا في تاريخ السعودية.
كما تعمل المملكة على تطوير البنية الأساسية والخدمات بهدف الاستعداد للطلب المتزايد بما يتوافق مع استراتيجية السياحة في المملكة، حيث تم توقيع مذكرات تفاهم زادت قيمتها عن 30 مليار دولار لتحسين البنية التحتية.
وفي هذا الاتجاه، اعتمدت المملكة الاستراتيجية الوطنية للسياحة، والتي رسمت الخطوط العريضة لطموحات القطاع 2030، حيث تهدف إلى رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي من 3 في المئة كما هو اليوم، إلى ما يزيد عن 10 في المئة في العام 2030، كما يستهدف القطاع السياحي توفير مليون فرصة عمل إضافية ليصل الإجمالي إلى 1.6 مليون وظيفة في القطاع السياحي، ويهدف أيضا إلى جذب 100 مليون زيارة سنوية دولية ومحلية.
ومن جهته ذكر رئيس قسم السياحة والفندقة بجامعة أم القرى محمد باقادر، أن المملكة جزء من العالم، حيث تأثرت كغيرها من الدول بجائحة كورونا بشكل مباشر، كما يُعد قطاع السياحة من أشد القطاعات تأثرا على مستوى العالم، بحكم أن الطائرات ودور الضيافة والمأكولات مرتبطة بعملية النقل العالمي، خاصة وأن الترفيه جانب مهم من البشر ويعتبر عادة سنوية تعتمد على الفصول المناخية.
وأشار باقادر إلى أن جائحة كورونا سلّطت الضوء على المواقع السياحية الداخلية التي كانت موجودة منذ زمن بعيد، ولكن كانت تحتاج إلى إعادة نظر وإعادة تطوير لتصبح مواقع جاذبة للسائح المحلي والإقليمي والعالمي، ولذلك قامت وزارة السياحة ووزارة الثقافة بدور جبّار للترويج للسياحة الداخلية، مشيرا إلى أن المنتج والموقع السياحي هما العنصر الرئيس لنجاح السياحة.
ولفت باقادر، إلى أن المملكة غنية بهذه المواقع، وقد بدأت الوزارتان بالنظر إلى هذه المنتجات السياحية نظرة جادة، لتصبح موارد مستدامة، كما تعتمد رؤية المملكة 2030 بشكل مباشر على تنمية وتطوير السياحة الداخلية، بحيث تشّكل 10 في المئة من المداخيل بالإضافة إلى المنتجات البترولية على قطاع السياحة والضيافة. وأوضح باقادر أنه إذا استمرت التنمية والتطوير على مختلف المواقع السياحية بهذه الوتيرة، فستكون لدينا فعليا مزارات سياحية سنوية ليس للسائح المحلي أو الإقليمي فقط، بل للسائح العالمي أيضا.
وبدورها قالت وكيلة قسم السياحة والفندقة بجامعة أم القرى ريم الحسني، إن المملكة تشهد نهضة كبيرة في الفترة الحالية في مختلف الجوانب أبرزها الجانب السياحي، حيث يعتبر من أوليات رؤية المملكة 2030، كما أصبح واضحا على سياحتنا الداخلية التميز والتفرد في الوجهات وتصميم الرحلات وتنظيمها.
وأشارت الحسني إلى أن السياحة الداخلية اتسمت بالتنوّع في المنتجعات والفنادق على أعلى المستويات، حيث أصبحت من الدول الرائدة في السياحة وتنافس غيرها أيضا، يضاف إلى ذلك التنوع في المطاعم بجميع مدن المملكة وفي الوجهات السياحية على وجه الخصوص، ليناسب ذائقة السيّاح على مستوى عال جدا من التفرد.
ولفتت الحسني إلى أن هذا التميّز والتقدّم في القطاع السياحي يحدثان في أصعب فترة يمرّ بها العالم بأسره.
ويشهد القطاع السياحي حول العالم واحدة من أكبر الصدمات تاريخيا، وهو الذي يشكل 10 في المئة من حجم الاقتصاد العالمي، جراء إغلاق الحدود وفرض قيود على المسافرين بسبب جائحة كوفيد – 19.
وخسر قطاع السياحة العالمي في العام الماضي نحو 1.3 تريليون دولار، بحسب بيانات منظمة السياحة العالمية، حيث تعادل تلك الخسارة نحو 11 ضعف المسجلة خلال الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008، في حين تراجع تدفق السياح حول العالم 74 في المئة مقارنة بعام 2019.
