السياحة التركية تواجه الصعوبات رغم ارتفاع الإيرادات

إسطنبول – اعتبر محللون أن أحدث المؤشرات التي أعلن عنها الجمعة معهد الإحصاء التركي بشأن ارتفاع إيرادات السياحة لا تعكس بالضرورة تعافي السياحية رغم أن السلطات وعلى رأسها الرئيس رجب طيب أردوغان تعتبر أن هذا الموسم حاسم لعودة عجلة أعمال الفنادق والمنتجعات والمطاعم إلى سالف نشاطها.
وأظهرت البيانات الرسمية أن إيرادات السياحة في تركيا بلغت ثلاثة مليارات دولار في الربع الثاني من العام بعد أن بلغ دخل البلاد من القطاع 2.45 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري.
وإذا ما تم استثناء إيرادات العام الماضي التي تراجعت بشكل غير مسبوق بسبب قيود السفر وحركة الطيران جراء الوباء، فإن النتائج المسجلة في الفترة الفاصلة بين أبريل ويونيو الماضيين تبدو ضئيلة قياسا بما تم تسجيله في الفترة ذاتها في العام 2019 حين بلغت الإيرادات 7.97 مليار دولار.
وتعتمد تركيا على عائدات السياحة في تلبية احتياجاتها من العملات الأجنبية، في وقت تعرضت فيه لتضخم من رقمين وهبوط العملة، والذي تفاقم بسبب الجائحة.
والتغير السنوي بالنسبة المئوية في الإيرادات للربع الثاني غير متاح نظرا إلى أن المعهد لم يتمكن من حساب الإيرادات في الربع الثاني من 2020 بسبب إغلاق الحدود المرتبط بمكافحة جائحة فايروس كورونا.
وكشفت بيانات أن عدد الزوار الأجانب الوافدين على تركيا قفز إلى أكثر من مليوني زائر في يونيو الماضي، بزيادة تقريبا بعشرة أمثال المستوى المسجل قبل عام حين فُرضت قيود الإغلاق لأول مرة، لكن الرقم يقل عن نصف المستوى المسجل قبل عامين.
وبدأت تركيا في إغلاق حدودها وفرض قيود على الأنشطة بعد تسجيل أول حالة إصابة بكوفيد – 19 في مارس من العام الماضي. وبلغ عدد الوافدين الأجانب 215 ألفا فقط في يونيو 2020.
3 مليارات دولار عوائد في الربع الثاني من 2021 مقارنة مع 7.97 مليار دولار في 2019
وفي النصف الأول من 2021 ككل، صعد عدد الوافدين الأجانب 27 في المئة مقارنة مع العام الماضي، لكنه كان أقل من ثُلث المستويات المسجلة في 2019.
وتستهدف الحكومة وصول 30 مليون سائح هذا العام، أي ما يقرب من ضعف الرقم في العام الماضي. لكن الأمر يبدو شبه مستحيل رغم التعويل على السياح القادمين من روسيا والصين وألمانيا.
وفي حين عانت العديد من الشركات التركية خلال الوباء، وهو ما أثر على السياحة حيث انخفض عدد الزوار بنسبة 69 في المئة وانخفضت الإيرادات إلى حوالي 12 مليار دولار، جلب القطاع في 2019 قرابة 34.5 مليار دولار وحوالي 52 مليون زائر.
وقلب الوباء حياة كل من يعيشون من السياحة في معظم المدن السياحية في تركيا من أصحاب الفنادق والمطاعم وصولا إلى المزارعين الذين يبيعون منتجاتهم إلى المنشآت السياحية ولذلك فهم يأملون في أن يكون موسم الصيف فرصة لكي تعود أعمالهم بقوة.
ونسبت وكالة بلومبرغ في وقت سابق هذا الشهر إلى حميت كوك من اتحاد وكالات السفر التركية قوله “نحن نتحدث عن قطاع ظل في وضع الخمول لمدة عام. هناك خسارة تزيد عن 20 مليار دولار”.
وكان أردوغان قد قال الشهر الماضي أثناء افتتاح فندق في أنطاليا في أعقاب حملة التطعيمات التي أطلقتها الحكومة للعاملين في القطاع “سنضمن للعاملين في السياحة إمكانية الاستفادة على الأقل من النصف الثاني من موسم 2021”.
وأضاف “نحن نهدف إلى الحصول على حصة أكبر بكثير من السياحة إلى جانب تعويض الخسائر”.
ولكن حتى مع كل هذا التفاؤل فقد لا تكون السياحة الداخلية قادرة على إنقاذ الموسم الحالي كما تأمل الحكومة لأن العديد من الأتراك فقدوا وظائفهم، واضطروا إلى الاستفادة من مدخراتهم أو ببساطة لا يريدون إنفاق الأموال.