السودان يغري السياح بإعادة إحياء أهراماته المنسية

الأزمات وصعوبة الحصول على التأشيرات في عهد البشير تسببت في جعل السودان مقصدا غير جذاب للسياح.
السبت 2019/11/16
معالم تعيد الأمل للسياحة

تراود السلطات السودانية طموحات كبيرة لتحويل المعالم الأثرية المنسية، ولاسيما الأهرامات، إلى مزارات سياحية عالمية تجذب السياح الأجانب وتساعد في ضخ أموال إضافية لخزينة الدولة تساعدها على مواجهة المطبات الاقتصادية الكثيرة، التي تعترض إنعاش النمو.

مروي (السودان) - تسعى الحكومة الانتقالية السودانية إلى إحياء قطاع السياحة من جديد عبر إعادة إحياء معالم حضارتها العريقة بعد أن أهملتها السلطات في عهد الرئيس السابق عمر البشير لعقود طويلة.

ويؤكد المختصون أن السودان لديه أكبر تجمّع للأهرامات على مستوى العالم، وهو يحاول اليوم إغراء السياح حول العالم لاستقطابها مستغلا رفع الولايات المتحدة البعض من الحظر المفروض عليه في أكتوبر 2017.

ويبدو أن المهندسة المعمارية البرتغالية تانيا مونتيرو وزوجها كانا بمفردهما تقريبا وهما يجوبان أهرامات السودان، وهي منطقة جذب تتمتع بمواصفات عالمية أهملها العالم طويلا.

وقالت مونتيرو خلال زيارة إلى مروي في الآونة الأخيرة، وهي مدينة قديمة على الضفة الشرقية لنهر النيل وتبعد نحو 200 كيلومتر شمال شرق العاصمة الخرطوم، لوكالة رويترز “الناس في غاية اللطف. يرحبون بنا دوما”.

ولدى السودان أهرامات أكثر وإن كانت أصغر حجما من تلك التي في مصر، إذ يصل عددها إلى أكثر من 230 هرما، لكنها لم تجذب سوى 700 ألف سائح فقط في العام الماضي، مقارنة مع عشرة ملايين سائح في جارته الشمالية.

وتسببت الصراعات والأزمات في عهد البشير، وصعوبة الحصول على التأشيرات، والافتقار إلى الطرق والفنادق اللائقة خارج الخرطوم، في أن يصبح السودان مقصدا غير جذاب للسياح.

لكن البشير فقد السلطة في أبريل، وقامت الحكومة الانتقالية الجديدة بتيسير قواعد منح التأشيرات، لجذب مزيد من الزائرين بعملاتهم الصعبة إلى أماكن مثل أهرامات مروي الملكية.

Thumbnail

ويقول محللون إن السياحة كانت يفترض أن تكون ضمن القطاعات الاستراتيجية، التي تحقق التنمية، وتعزز مساهمتها في الاقتصاد، ولكن النظرة الضيقة لحكومات البشير منذ 1989 لم تتمكن من استغلال القطاع.

وهنالك مجالات للاستثمار السياحي بالبلاد رغم وجود معوقات لذلك النشاط، كما أن القوانين البالية المتعلقة بالقطاع تعد حجر عثرة لتقدم هذا المحرك، الذي تستفيد منه الحكومات عادة لدعم احتياطاتها النقدية.

وفي مؤشر على بداية تنفيذ الخطة على أرض الواقع، قام طاقم سينمائي بتصوير فيديو ترويجي لصالح وكالة للسفر في الخرطوم.

ومثل المصريين، قام ملوك قوش النوبيين، الذين حكموا المنطقة منذ حوالي 2500 عام، بدفن أعضاء الأسرة الحاكمة في مقابر هرمية.

وبالقرب من أهرامات مروي في البجراوية، توجد مجموعة من المعابد تتضمن رسومات قديمة لحيوانات، ومدينة ناجا القديمة، وهناك مزيد من الأهرامات شمالا عند جبل بركل.

وهناك قريتان سياحيتان حول الموقع، وسوق محلية صغيرة تشتهر بالمنتجات التراثية، حيث يمكن للسياح تجربة ركوب الجمال والعزف على الآلات التقليدية.

جراهام عبدالقادر: الحكومة شرعت بالفعل في تيسير نظام جديد للتأشيرات
جراهام عبدالقادر: الحكومة شرعت بالفعل في تيسير نظام جديد للتأشيرات

وقال جراهام عبدالقادر وكيل وزارة الثقافة والإعلام والسياحة في تصريح لوكالة رويترز إن “الحكومة الجديدة شرعت بالفعل في تيسير نظام التأشيرات، بما في ذلك إلغاء تصريح للسفر خارج الخرطوم”.

وأضاف “هناك بالفعل زيادة في عدد السياح في أكتوبر ونوفمبر بفضل النظام الجديد”.

وأوضح أن عدد الزائرين انخفض هذا العام بسبب الاضطرابات، التي شهدتها البلاد، لكن من المتوقع أن يتجاوز عددهم 900 ألف في العام القادم، وربما يصل إلى 1.2 مليون في عام 2021.

ويحتاج السودان إلى السياح بعد عقود من العزلة والتضخم المفرط. وهبط الجنيه هذا الأسبوع في السوق السوداء إلى 81 جنيها مقابل الدولار، بينما يبلغ سعر الصرف الرسمي 45 جنيها.

وفي مروي، وبفضل دعم خليجي وخبرة ألمانية، أُقيم مركز للزائرين يشرح تاريخ السودان والأهرامات. وهناك مسارات للمشاة ومركز استقبال جديد.

ويستطيع الزائرون للمرة الأولى دخول الأهرامات، وسيتسنى لهم قريبا دخول المقابر الموجودة تحتها، بفضل منحة قطرية بقيمة 135 مليون دولار. وسيتم ترميم عدة أهرامات بعد عقود من الإهمال.

ويتوافد أيضا زائرون سودانيون. وقال محمود سليمان رئيس الموقع “كان لدينا ثلاث حافلات لسودانيين فقط يوم الأربعاء الماضي”.

10