السلام في إقليم تيغراي الإثيوبي لا يزال بعيد المنال

مجموعة الأزمات تحض الدول على ممارسة مزيد من الضغط من أجل وقف الأعمال القتالية في إقليم تيغراي وتؤكد أن محادثات السلام تبدو بعيدة المنال حاليا.
السبت 2021/04/03
تواصل المعارك في الإقليم ينذر بالتصعيد

أديس أبابا- حذّرت مجموعة الأزمات الدولية الجمعة من خطر تواصل الحرب في إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا لشهور أو حتى سنوات، في وقت ينتظر الطرفان ضربة عسكرية “قاضية” تبدو غير واقعية.

وأرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قوات إلى تيغراي في نوفمبر لاعتقال قادة “جبهة تحرير شعب تيغراي” ونزع أسلحة هذا الحزب الذي كان يهيمن على المنطقة.

وقال إن الخطوة جاءت للرد على هجمات اتهمت جبهة تحرير شعب تيغراي بتنفيذها ضد معسكرات الجيش الفيدرالي.

وأعلن آبي أحمد النصر في غضون أسابيع، لكن المعارك تواصلت في وسط إقليم تيغراي وجنوبه على ما أفادت مجموعة الأزمات الدولية التي تهدف لمنع وقوع نزاعات في تقرير نشرته بعد نحو خمسة شهور من اندلاع أولى المواجهات.

وقالت إن عدد المقاتلين الموالين لجبهة تحرير شعب تيغراي يزداد على الأرجح جرّاء تنامي الغضب حيال الفظائع التي ارتُكبت في الإقليم.

أسوأ الفظائع المسجلة بحق المدنيين

وعلى الرغم من أن الجيش الإثيوبي يحظى بدعم من إريتريا وإقليم أمهرة الإثيوبي المتاخم لتيغراي جنوبا، لا يزال معظم قادة حزب تحرير شعب تيغراي فارين، فيما أشارت مجموعة الأزمات إلى أن أيا منهم لم يتم القبض عليه أو قتله.

وذكرت المجموعة أن المقاومة “مترسّخة” وتحظى بدعم شعبي من أهالي تيغراي الغاضبين من عمليات القتل والاغتصاب واسعة النطاق، بما فيها تلك التي ارتكبها جنود إريتريون.

وأدت إريتريا المحاذية لإقليم تيغراي في شمال إثيوبيا دورا رئيسيا في العملية العسكرية التي شنتها أديس أبابا في أوائل نوفمبر ضد جبهة تحرير شعب تيغراي التي تحدت السلطات.

وكان للجنود الإريتريين دور بارز في عمليات القتال واتهموا بارتكاب مجازر ضد المدنيين اعتبرت من أسوأ الفظائع المسجلة حتى الآن وفقا لتقارير منظمات غير حكومية وشهادات ناجين.

وإريتريا هي العدو الأبرز لجبهة تحرير شعب تيغراي الحزب الذي هيمن على السياسة الإثيوبية لأكثر من 25 عاما قبل سقوطه عقب وصول رئيس الوزراء آبي أحمد إلى السلطة عام 2018.

وعلى وقع الضغوط الدولية المتزايدة قال آبي أحمد قبل أسبوع إن الجنود الإريتريين سينسحبون من تيغراي. لكن الزعيم المؤقت للإقليم مولو نيغا قال هذا الأسبوع إن الانسحاب “عملية” لا يمكن أن تتم فورا.

وسبق أن أقر مولو الذي عيّنه آبي أحمد بأن لدى سكان تيغراي “مشاعر مختلطة” حيال حضور إدارته في الإقليم. لكنه أشار كما غيره من المسؤولين إلى أن الافتراض بأن لدى جبهة تحرير شعب تيغراي دعما واسعا أمر “مضلل” وقلل من أهمية قدارتها على شن أي تمرّد فعال.

وأفادت مجموعة الأزمات في تقريرها أن محادثات السلام تبدو بعيدة المنال حاليا، لكنها حضّت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي على ممارسة مزيد من الضغط من أجل وقف الأعمال القتالية وزيادة إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية.

5