السفيرة الأميركية الجديدة تريد ضمان حضور مستدام في ليبيا يقطع الطريق على باقي المنافسين

جينيفر جافيتو تؤكد أن ليبيا تحتاج إلى عناية خاصة وعلى الولايات المتحدة قيادة جهود حل الأزمة الليبية في ظل تنامي النفوذ الروسي.
الأربعاء 2024/06/26
جينيفر جافيتو: لا يمكن ترْك الساحة لموسكو

تستعد الدبلوماسية الأميركية جينيفر جافيتو لتسلم مهامها كسفيرة للولايات المتحدة في ليبيا، في وقت بالغ الحرج نتيجة التنافس الحاد بين القوى الإقليمية والدولية على مواقع النفوذ في البلد الواقع في شمال أفريقيا، وتوجس واشنطن من تمدد موسكو سواء في الشرق الليبي أو في منطقة غرب أفريقيا والصحراء الكبرى.

وخلال جلسة لمجلس الشيوخ أكدت جافيتو سعيها للعمل مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين، للوصول إلى تسوية سياسية بين الأطراف الليبية تضع البلاد على مسار الوحدة والانتخابات، مركزة في كلمتها على تنامي خطر النفوذ الروسي وضرورة مواجهته.

وأشارت الدبلوماسية الأميركية إلى أن ليبيا محاطة بالعديد من المخاطر وتحتاج إلى عناية خاصة، وعلى الولايات المتحدة قيادة جهود حل الأزمة الليبية.

◄ اليومان الماضيان شهدا حراكا أميركيا واسعا في طرابلس وبنغازي، فسره المراقبون بتمهيد الطريق أمام السفيرة الجديدة

وقالت جافيتو “إن الكثير مما نقوم به يتطلب منا أن نكون حاضرين على الأرض. ونظرا لوجود الكثير على المحك مع روسيا والصين، فإن الوجود المستمر هناك يعد أمرا أساسيا تماما للحصول على المرونة وخفة الحركة لإشراك الليبيين في جميع هذه القضايا على أساس ثابت”.

وأشارت إلى أنها ستواصل مراجعة الوضع الأمني على الأرض، والذي لا يزال معقدًا على الرغم من حقيقة أن وقف إطلاق النار لعام 2020 صمد إلى حد كبير.

وأضافت السفيرة الأميركية “لا يسعني إلا أن ألتزم بأنه بينما نمضي قدما في الانخراط في ليبيا على أساس أكثر استدامة، لا يمكننا الجلوس خلف الجدران فيما يستخدم السفير الروسي في ليبيا نقطة للحديث: ‘نحن هنا والولايات المتحدة ليست كذلك’. إنه يحضر في جميع وسائل الإعلام. لذلك علينا أن نخرج، علينا أن ننخرط”.

وجينيفر جافيتو هي عضو محترف في الخدمة الخارجية العليا، فئة وزير مستشار. وقد شغلت مؤخرا منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون العراق وإيران. وقبل توليها هذا المنصب عملت كوزيرة مستشارة للشؤون السياسية في سفارة الولايات المتحدة في لندن، وقبل ذلك كانت القنصل العام للولايات المتحدة في ميونيخ بألمانيا.

وأمضت جافيتو معظم حياتها المهنية في السلك الدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط. وشملت المهام السابقة وظائف عدة من بينها نائب المسؤول الرئيسي في القنصلية الأميركية العامة في دبي، ومدير شؤون سوريا ولبنان ضمن طاقم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، ونائب مدير مكتب شؤون المغرب العربي في مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية، ومسؤول مكتب ليبيا، ورئيس القسم الاقتصادي والتجاري في سفارة الولايات المتحدة في بيروت.

كما كانت رئيسة القسم السياسي في القنصلية الأميركية العامة في القدس، ومستشارة السياسة الخارجية لمدير الخطط والسياسات في القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، وفي إحدى فترات حياتها المهنية شغلت مناصب في الولايات المتحدة، حيث عملت في سفارة الولايات المتحدة في نيكاراغوا، وفي القنصلية الأميركية العامة في فرانكفورت. وقبل انضمامها إلى وزارة الخارجية في عام 1998 عملت في وزارة الخزانة الأميركية كمحللة اقتصادية.

وحصلت جافيتو على درجة البكالوريوس في الآداب من الجامعة الأميركية بواشنطن العاصمة. وهي حاصلة على العديد من جوائز الأداء من وزارة الخارجية وميدالية الثناء للخدمة المدنية المشتركة. وتتحدث الألمانية والفرنسية والإسبانية.

وشهد اليومان الماضيان حراكا أميركيا واسعا في طرابلس وبنغازي، فسره المراقبون بتمهيد الطريق أمام السفيرة الجديدة .

وبحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، والقائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا جيريمي برنت، والوفد المرافق لهما، مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا والدفع بها قدما للوصول إلى الانتخابات، بالإضافة إلى الأوضاع الأمنية والعسكرية وتأمين الجنوب وتحقيق الاستقرار في جميع أنحاء البلاد.

من جانبه استقبل رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة نورلاند وبرنت، ونائب الملحق العسكري بالسفارة، ومدير بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لدى ليبيا كريستوفر لافارج، حيث جرى التطرق إلى عدد من الملفات، أبرزها تطورات الأوضاع السياسية المحلية والدولية، وملفات التعاون بين البلدين، وجهود الدفع بالعملية السياسية قدما.

وجدد الدبيبة خلال اللقاء تأكيده على دعم الحكومة للجهود المحلية والدولية التي تهدف إلى إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفق قوانين عادلة قابلة للتنفيذ، إضافة إلى دعم جهود الأمم المتحدة لمعالجة الانسداد السياسي، والوصول بالبلاد إلى الانتخابات، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي لإنهاء المراحل الانتقالية.

كما اجتمع الوفد الأميركي برئيس مجلس الدولة محمد تكالة حيث قال نورلاند “تبادلنا وجهات النظر حول الطرق التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها مساعدة الليبيين في حماية سيادتهم”.

وكان للمبعوث الأميركي لقاء أيضا بالمكلف بتسيير شؤون ديوان وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية، الطاهر الباعور. وقال نورلاند “ناقشنا أهمية إعادة الزخم للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، بالإضافة إلى التزامنا المشترك بتعزيز التعاون الثنائي في القضايا التي تؤثر على ليبيا والمنطقة”.

وأدى الوفد الأميركي زيارة إلى قائد الجيش الليبي الجنرال خليفة حفتر في مكتبه بضاحية الرجمة في بنغازي.

وحسب بيان القيادة العامة للجيش، فإن الطرفين بحثا آخر التطورات السياسية فى ليبيا، وأكدا على أهمية بذل الجهود المتواصلة من أجل تهيئة البلاد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ودعم المساعي التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بهدف التوصل إلى حلول توافقية تقود إلى إجراء الانتخابات.

كما شدد الوفد الزائر على دور الجيش في بسط الأمن والاستقرار، وكذلك أهمية التنسيق والتعاون بينه وبين الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب والتطرف.

وفي سياق متصل جدد نورلاند دعم بلاده لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. جاء ذلك خلال لقائه القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني خوري بحضور القائم بالأعمال الأميركي جيريمي برنت، بحسب ما نشرته الصفحة الرسمية للسفارة الأميركية في ليبيا عبر حسابها بموقع إكس.

ونقلت السفارة عن المبعوث الأميركي الخاص قوله إن اللقاء ناقش دعم الولايات المتحدة لجهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لتيسير عملية سياسية شاملة بقيادة ليبية تهدف إلى تشكيل حكومة موحدة ووضع مسار موثوق نحو الانتخابات الوطنية.

4