السعودية تنهي الأفضلية الدينية للسواك في الإعلانات
الرياض – شغلت مسودة تنظيمية حكومية في السعودية أدرجت أعواد السواك ضمن المنتجات التجميلية ومنعت الترويج والتسويق لها باستخدام عبارات ورسوم دينية تمنحه أفضلية على غيره من المنتجات، مستخدمي موقع تويتر.
والسواك عبارة عن عصا مختلفة السمك، تشبه القلم، ويتم استخدامه في تنظيف الفم والأسنان من خلال تقشير أحد طرفيه، لتظهر ألياف كثيفة وناعمة، تشبه الفرشاة، بينما يشيع استخدامه في السعودية والدول الإسلامية لكون تفسيرات علماء الدين للشريعة تحض على استخدامه.
وعرفت مسودة التنظيم، التي صدرت هذا الشهر، السواك بأنه جزء مخصص من جذر أو ساق أو غصن نباتي، بهدف الاستخدام داخل الفم والأسنان للتنظيف أو التعطر، وأنه منتج يندرج تحت المنتجات التجميلية وفق النظام السعودي لمنتجات التجميل.
وحددت مسودة التنظيم مجموعة ضوابط، بينها أن السواك لا يندرج ضمن الجذور أو السيقان أو الأغصان المستخلصة من الأشجار والنباتات التي لا تكون بهدف تجميلي، مثل: مستخلصات الجذور أو السيقان أو الأغصان المحتوية على عبارات دينية تعطي أفضلية للمنتج عن غيره من المنتجات. وتضمنت تلك العبارات ادعاءات دينية شائعة لمنتج السواك، مثل: استخدام آيات قرآنية أو أحاديث نبوية، أو صور الحرمين الشريفين، أو الكعبة المشرفة، أو كتابة عبارة (مطهرة للفم مرضاة للرب).
كما حددت تلك الضوابط ادعاءات طبية شائعة لمنتج السواك لا تشمله فعليا.
وطرحت ”الهيئة العامة للغذاء والدواء“ في السعودية عبر موقعها الإلكتروني نص مسودة دليل تنظيم السواك بهدف تلقي اقتراحات أو ملاحظات من المهتمين أو ذوي العلاقة بذلك المنتج، قبل اعتماد نص نهائي لذلك التنظيم منتصف العام المقبل.
وحصدت المسودة اهتماما واسعا خاصة من أنصار التيار الإسلامي في السعودية وخارجها.
وكتب حساب منتقدا:
Al_dabboor@
السعودية تدرج السواك ضمن المنتجات التجميلية وتمنع الترويج له بعبارات دينية… المرحلة القادمة تدرج الوضوء ضمن العطور!
وللسواك فوائد كثيرة في الحفاظ على صحة الفم والأسنان، لكن الإسلاميين حولوه من منتج نظافة وتجميل إلى منتج يختص به المسلم حصرا.
ولطالما حصد السواك مكانا مبجلا لدى التيارات الإسلامية حتى أن بعض رجال الدين قدموا مؤخرا ما أسموه “وصفة طبية”، تكون سببا في الوقاية من فايروس كورونا مكونها الأساسي السواك.
وروج الصحويون في السعودية لمعجون وفرشاة الأسنان على أنهما “من أعمال الكفار وغرضهما من ذلك صرف المسلمين عن سنة السواك، وما فيها من هدي النبوة وتحصيل الأجور”!
ويسهب علماء الصحوة في ذكر منافع السواك حتى أن الداعية السعودي محمد العريفي له محاضرات شهيرة عن السواك تحمل إحداها عنوان “فوائد السواك البدنية والدينية”، فيما تحمل أخرى عنوان “آداب السواك”.
ويختص علماء الصحوة بالترويج للسواك كدليل على الصلاح يندرج ضمن معالم التزام سلوكي ومظهري يشمل الشكل واللباس والمتعلقات الشخصية.
وصنعت الصحوة من الدين رداء يُلبس ويُخلع واختزلته في المظهر والسلوك الخارجي، حتى أن هناك مقالا شهيرا على موقع “إسلام ويب” نشر عام 2016 يتساءل إن كانت “الصحوة المباركة ستعيد الأمر إلى نصابه بإعادة التوازن من جديد بين الشكل والمضمون، والجوهر والمظهر لنستأنف رسالتنا الحضارية؟”.
وكان المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء المصرية كشف أن قطر تموّل موقع “إسلام ويب” الذي يصدر فتاوى تحمل أهدافا خفية يصعب كشفها من قبل العامة، يخلط بعضها بين الجوانب الدينية والسياسية، ويخالف بعضها الآخر النهج الإفتائي الصحيح لبعض الدول.
وقال مغرد:
S35hm@
#الصحوة_من_الصحوة جعلوا من ضياع السواك قضية.
وسخر آخر:
fabuhs@
#ماذا_قدمت_الصحوة قدمت شعبا يحرص على السواك ويمرر قروض الربا فتأمل!
واعتبر معلق:
pondering800@
قضايا الصحوة هي الدخان، اللحية، تقصير الثوب، السواك، قيادة المرأة، تغطية الوجه، الموسيقى والأغاني، الاختلاط وغيرها الكثير.. كلها تفاصيل وقضايا قشرية ضاعت أعمارنا ونحن نلوك ونعجن في ها القضايا السخيفة.
وقال مغرد:
Qais86@
من آثار الصحوة البائدة؛ وصف المحسوبية وهي من أبشع الفساد بـ”الشفاعة الحسنة”، وأحيانا “التزكية”. يفعلونها، ثم يتمتمون وفي أفواههم السواك “نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا”.
وكان النجم السعودي ناصر القصبي تعرض رمضان الماضي لانتقادات لاذعة من حسابات وهمية في أغلبها، بسبب أحد مشاهد مسلسله “مخرج 7″، فسر أنه يسخر من السواك. واتهم القصبي أيضا بالإساءة إلى الشرطة السعودية الدينية المعروفة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويذكر أن بعض الآراء الدينية التي لا تلقى رواجا في صفوف المتدينين خاصة تؤكد أن المتخصصين عددوا فوائد السواك، لكن الكثير ممن يستعملون السواك يضرهم أكثر مما ينفعهم بسبب عدم تنظيفه وتعرضه للغبار، وأصبح الآن معجون الأسنان أفضل منه، مشددين على أن “حمل السواك ليس دليلا على الصلاح”.
