السعودية تمسح بصمتها الكربونية بأكبر منشأة لإنتاج الهيدروجين في نيوم

كثفت السعودية من خطواتها باتجاه تجسيد رؤيتها المستقبلية في مجال البصمة الكربونية بإعلان شركة نيوم عن وضع اللبنات الأولى لتشييد أكبر مشاريع إنتاج الهيدروجين الصديق للبيئة من خلال إبرام صفقة تتجاوز خمسة مليارات دولار، وذلك تمهيدا لتصديره إلى الأسواق العالمية.
الرياض - اكتسبت خطط مشروع نيوم السعودية زخما جديدا بالإعلان عن بناء منشأة ضخمة لإنتاج الهيدروجين بطريقة صديقة للبيئة استعدادا لتصديره إلى الأسواق العالمية.
وأبرمت شركة نيوم، التي تأسست في يونيو 2019،صفقة مع إير بروداكتس وأكواباور بقيمة 5 مليارات دولار.
ويهدف هذا المشروع، الذي يعد من بين الأكبر في العالم، إلى توفير حلول مستدامة لقطاع النقل العالمي ولمواجهة تحديات التغير المناخي من خلال حلول عملية لتخفيض الانبعاثات الكربونية.
ونسبت وكالة الأنباء السعودية للرئيس التنفيذي لنيوم نظمي النصر قوله إن "الشراكة تعكس التزامنا بتطوير مجتمع خال من الكربون ويشكّل رمزا لمعيشة مستدامة في الرؤية، التي يطمح لها الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد محمد بن سلمان".
وأشار إلى أن الصفقة دليل على إيمان المستثمرين من داخل وخارج البلاد برؤية مشروع نيوم وأهدافه الإستراتيجية التي ستسهم في تحقيق طموحات مجلس إدارة نيوم لرسم مستقبل جديد مزدهر ومستدام للمجتمعات البشرية.
ويعد مشروع الهيدروجين المتجدد، الأكبر من نوعه في العالم وتكمن أهميته في اتساقه مع جهود نيوم لتحقيق الريادة في إنتاج الهيدروجين الأخضر والوقود الأخضر عالميًّا.
وسيكون المشروع نقطة محورية في رحلة نيوم لتصبح الوجهة الأهم دوليا في تقديم الحلول المستدامة بطريقة تجذب المستثمرين وأفضل العقول من كل العالم لتسريع التطور البشري.
5 مليارات دولار قيمة المشروع بغرض توفير حلول مستدامة لقطاع النقل العالمي
وأكد النصر أن الشراكة ستكون عنصرا رئيسيا في رفد إستراتيجية اقتصاد الطاقة النظيفة الخالية من الكربون لدى البلاد، والتي تعد إحدى أهم ركائز رؤية 2030 وستتبع ذلك الكثير من المشاريع الضخمة المماثلة لتسهم في رسم معالم المستقبل الجديد في نيوم.
وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد أعلن الخطط الخاصة بالمنطقة البالغة تكلفة إنشائها نصف تريليون دولار على مساحة تبلغ حوالي 26.5 ألف كلم مربع خلال مؤتمر استثمار دولي عُقد بالرياض في أكتوبر 2017.
ويقع المشروع في أقصى شمال غرب السعودية، ويشتمل على أراضٍ داخل الحدود المصرية الأردنية، ويمتد على 460 كلم على ساحل البحر الأحمر، حيث سيوفر العديد من فرص الاستثمار.
ويندرج المشروع ضمن إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحويل البلد الخليجي إلى نموذجٍ عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، من خلال التركيز على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتكنولوجيا.
ومن شأن المشروع فتح سيفتح الباب أمام الكثير من الفرص الواعدة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وسيعزز قدرة البلاد على العمل مع دول العالم لتُحقق أهدافها في إنتاج الطاقة النظيفة.
كما سيحرص على توظيف الخبرات وأحدث ما توصلت إليه التقنيات المتطورة في مجال الاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لإنتاج طاقة خضراء مستدامة ومتاحة عالمياً.
وسيعتمد المشروع المشترك على تكنولوجيا مثبتة الفعالية وعالمية المستوى، وسيجمع بشكل متكامل بين توليد ما يزيد على أربعة غيغاواط من الطاقة المتجددة المستمدّة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتخزين.
وسينتج كذلك الهيدروجين من خلال التحليل الكهربائي وسيعمل على إنتاج النيتروجين عن طريق فصل الهواء باستخدام تقنية “إير بروداكتس” المثبتة في هذا المجال.