السعودية تقطع الطريق على ابتزازها بحادثة فلوريدا

الرياض – تصدّت السعودية بشكل استباقي لإمكانية إخراج حادثة إطلاق النار داخل قاعدة جوية تابعة للبحرية الأميركية في ولاية فلوريدا، عن سياقها الأمني واتخاذها وسيلة لابتزاز الرياض ماليا وسياسيا من قبل جهات أميركية شديدة التحفّز لاستثمار أي تطوّرات مع اقتراب موعد انطلاق سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى بعد أقل من سنة.

وأكدت المملكة مجدّدا استعدادها للتعاون المطلق مع السلطات الأميركية في التحقيقات المتعلقة بالسعودي مرتكب حادث ولاية فلوريدا.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”.

وأكد ولي العهد في الاتصال الهاتفي حرص المملكة على تزويد السلطات الأميركية “بالمعلومات التي تساعد في التحقيقات المتعلقة بالجاني ودوافعه”. كما نقل لترامب “مشاعر الشعب السعودي الذي عبر عن ألمه وصدمته تجاه هذه الجريمة الشنيعة”، وقدم له “التعازي والمواساة والدعم لأسر الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين”، حسب المصدر ذاته.

وقتل أربعة أشخاص، بينهم المهاجم، وأصيب سبعة آخرون بجروح، إثر إطلاق نار وقع داخل مبنى تعليمي بقاعدة جوية تتبع البحرية الأميركية في مدينة بينساكولا بولاية فلوريدا.

وأعلنت السلطات الأميركية أن منفذ إطلاق النار هو الملازم الثاني في سلاح الجو الملكي السعودي، محمد سعيد الشمراني.

وبدا أنّ القيادة السعودية على وعي بإمكانية تجيير الحادثة للمساس بسمعة المملكة وابتزازها، على غرار ما أعقب حادثة 11 سبتمبر 2001 حيث كان مجرّد وجود سعوديين بين المهاجمين ذريعة لدى مشرّعين أميركيين لاستصدار قانون عرف بـ“جاستا” ويسمح لأسر الضحايا بمقاضاة حكومة المملكة ومطالبتها بتعويضات.

وعلى هذه الخلفية سارع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، إثر الحادثة، لتقديم تعازيه إلى الرئيس ترامب معتبرا أن منفذ الهجوم لا يمثل مشاعر مواطني المملكة إزاء الشعب الأميركي.

وقال حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، في مؤتمر صحافي إنّ “المهاجم طالب متدرب من سلاح الجو السعودي”.

وأشار إلى أنّ الحكومة السعودية “سيكون عليها سداد تعويضات لأهالي هؤلاء الضحايا”، حسب ما نقلته قناة “أي.بي.سي” الأميركية. كما دعا عضوان بالكونغرس إلى إعادة النظر في برنامج تدريب السعوديين بالجيش الأميركي.