السعودية تجرم الشحاتة الإلكترونية

سعوديون يرحبون على نطاق واسع بالقانون الجديد الذي يحظر امتهان التسول ويضعه ضمن الجرائم الإلكترونية.
الاثنين 2021/09/27
السجن مع غرامة وإبعاد غير السعودي لمن يمتهن التسول

الرياض- تصدر هاشتاغ #المملكه_تحظر_التسول الترند السعودي على تويتر الأحد بعد أن ذكرت صحيفة “عكاظ” السعودية أن القوانين في السعودية تجيز ترحيل من يمتهن التسول من الأجانب المقيمين، باستثناء زوج المواطنة أو زوجة المواطن، وضمن ذلك الاستجداء عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بصدور نظام التسول الجديد، فقد بات استجداء الأموال عبر منصات التواصل الاجتماعي “محظوراً مهما كانت الأسباب”.

وشرح مغرد:

ولفتت إلى أن عقوبة المتسول للمواطن أو المقيم قد تصل إلى السجن 6 أشهر وغرامة 50 ألف ريال (أكثر من 13 ألف دولار أميركي) مع إبعاد غير السعودي، فيما تشدد العقوبة على الجماعات المنظمة في حالة التكرار، لتصبح العقوبة الحبس عاماً أو الغرامة 100 ألف ريال (نحو 27 ألف دولار) أو بكلتا العقوبتين.

واعتبر النظام استجداء المال عبر منصات التواصل الاجتماعي تسولاً، في حين وصف النظام ممتهن التسول بأنه كل من قُبض عليه للمرة الثانية أو أكثر. ونوهت الصحيفة إلى أن النظام الجديد سوف يصبح ساري المفعول بعد مرور 90 يوماً، إذ سوف توكل مهمة تطبيقه إلى وزارتي الداخلية والموارد البشرية السعوديتين.

ورحب السعوديون على نطاق واسع بالقانون الجديد إذ لطالما انتقدوا الشحاتة أونلاين التي أصبحت لا تطاق وفق تعبير بعضهم. وقال معلق:

fff99662@

#المملكه_تحظر_التسول أشغلونا بالمتسولين فلا نجد تغريده إلا وتحتها تغريدات ذبابيه لحسابات تتدعي الفقر وسداد الفواتير وعندما ندخل على أحد هذه الحسابات نجدها ذباب صادر آليا (سكربت) وأرقام فواتير مزيفه ولا توجد بيانات تواصل ولا حتى وضوح في نوع الشكوى وطريقة دعمها.

وكتب آخر:

ويبدأ الأمر غالبا بنشر “تغريدات شحاتة” كرد على تغريدات شخصيات مشهورة أو ناشطين يملكون قاعدة متابعين كبيرة. وقد تصل في غضون دقائق إلى أكثر من 20 تغريدة شحاتة ما بين استدرار للعواطف، الذي يكون غالبا باسم الدين عبر استحضار آيات قرآنية وأحاديث نبوية، ويعمد آخرون إلى نشر تسجيلات فيديو أو تقارير طبية مزورة منتهية بنشر رقم الحساب البنكي لمن “أراد فعل الخير”.

وينتشر هذا النوع المزعج من الرسائل في الهاشتاغات النشطة أيضا. ويكون واضحا إعادة التغريدة من عدة حسابات وهمية باستخدام تقنية الردود الآلية، وهو ما يؤكد أن الشحاتة الإلكترونية “عملية منظمة” و”تجارة قائمة”.

وتندرج رسائل الشحاتة ضمن الرسائل المزعجة (spamming) وهو مصطلح يطلق على الرسائل غير المرغوب فيها، التي تكون رسائل إعلانية عادة، عبر الوسائل الإلكترونية المختلفة. ولا يزال مغردون يتذكرون قصة سارة إبراهيم أو ما يسمونها “أكبر كذبة” انطلت عليهم على تويتر.

وسارة إبراهيم، طفلة مصابة بسرطان الدم، عرفها وتعاطف معها سعوديون عبر تويتر من خلال نشر صورها وهي تتلقى العلاج، وكانت تطلب من المتابعين الدعاء لها بأن تشفى من هذا المرض.

انتشرت قصة سارة كالنار في الهشيم، وتعددت أشكال التعاطف المادي والمعنوي معها، فبعض المغردين تبرعوا بمبالغ مالية، وآخرون حلقوا شعر رؤوسهم تضامناً معها، وراح البعض يكتب قصائد وينشد الشيلات بغية تخفيف الألم عنها. وبعد هذا الكم الهائل من مشاعر التعاطف، تبين أن الصور المنشورة للطفلة المفترض أنها “سعودية” هي صور لطفلة أميركية، على الرغم من استضافتها هاتفياً، في عدد من وسائل الإعلام، ليتم إلغاء الحساب من تويتر، وتختفي سارة إبراهيم، أو يختفي من كان يغرد عبر حسابها المزيف.

وتحذر سلطات البلدان العربية من الظاهرة مؤكدة أنها تندرج ضمن الجرائم الإلكترونية. كما يحذر المختصون من أن هذا النوع من الشحاتة وسيلة من وسائل تمويل الجماعات الإرهابية.

من جانب آخر، أطلق نشطاء في عدة دول عربية حملة لتعقب الشحاتين الإلكترونيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

19