"الساقية" فيلم تاريخي عن بطولات تونسية - جزائرية في مواجهة المستعمر

الفيلم يسلط الضوء على جانب من المأساة الإنسانية التي تعرضت لها عائلات جزائرية لجأت إلى الحدود الجزائرية – التونسية هروبا من بطش ومضايقات المستعمر الفرنسي.
الاثنين 2023/08/14
عمل يؤرخ لمرحلة مؤلمة

الجزائر- احتضنت قاعة العرض بمتحف السينما الجزائرية “سينماتيك الجزائر” العرض الشرفي الأول للفيلم التاريخي القصير “الساقية” لمخرجه مهدي تساباست والذي يخلد تضحيات الشعب الجزائري ومعاناته من خلال أحداث ساقية سيدي يوسف الدامية التي وقعت في 8 فبراير 1958 والتي امتزجت فيها دماء مدنيين جزائريين وتونسيين إثر تعرضهم لهجوم استعماري وحشي.

وتم تقديم العرض الشرفي الأول لفيلم “الساقية” (27 دقيقة)، المنتج في إطار الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية من طرف المركز الجزائري لتطوير السينما، بحضور المخرج الشاب مهدي تساباست وكاتبة السيناريو زبيدة معامرية وأمام جمهور قاعة سينماتيك بالجزائر العاصمة.

بوكس

ويسلط العمل الضوء على جانب من المأساة الإنسانية التي تعرضت لها عائلات جزائرية لجأت إلى الحدود الجزائرية – التونسية هروبا من بطش ومضايقات المستعمر الفرنسي، إلا أنها تفاجأت بسرب من الطائرات يدمر مواقعها السكنية دون تمييز بين كبير وصغير.

وتعتبر مجازر ساقية سيدي يوسف من أبرز المحطات التاريخية في مسار الثورة الجزائرية وعلاقتها مع الشعوب التي ناصرت القضية ودفعت هي الأخرى ثمنا غاليا في سبيل مساندة وحماية ودعم النساء والأطفال الفارين من التعسف الاستعماري، وهو ما أكدته السيناريست معامرية التي كتبت نصها من كونها “عايشت تلك الأحداث المؤلمة وهي شاهدة على جرائم فرنسا الاستعمارية آنذاك”.

وجمع الفيلم عدة وجوه فنية معروفة مثل سالي بن ناصر (في دور مجاهدة) وجمال عون وعبدالرحمن أكوران (ضابطان فرنسيان) وكذلك ججيقة مخموخان (في دور زوجة المجاهد) وسيد أحمد فروخي وغيرهم، ممن حاولوا قدر الإمكان التعامل مع الإطار الدرامي الذي حدده المخرج.

واعتمد المخرج، على ما يبدو، على تكثيف السرد في موقف إنساني واحد، وجازف بالحكاية كاملة ليختصرها في قصة أسرة تقيم في ولاية سوق أهراس تنتظر بفارغ الصبر فرصة الالتقاء مجددا مع الأب الذي فضل الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني، فيما قررت هي اللجوء إلى تونس المجاورة كغيرها من العائلات عبر اجتياز خط شال وموريس، وقد كانت سوق أهراس وقتها مركزا للقاعدة الشرقية ومنطقة لعبور المؤونة والسلاح والذخيرة.

وينتهي الفيلم بمشاهد القصف الجوي الذي نفذته طائرات الجيش الفرنسي في الوقت الذي كان فيه الأهالي من الجزائريين والتونسيين منهمكين في أشغالهم اليومية وكان الأطفال يتلقون درسهم اليومي، ليسقط الجميع ضحية الهجوم وتختلط دماء الأبرياء من الكبار والصغار، كما حاول المخرج أن يدعم تلك اللحظة بصور من الأرشيف تستعيد الدمار الشامل في تلك المنطقة.

14