الرفض "السياسي" لصوان يجمّد التحقيقات في انفجار بيروت

تباين في وجهات النظر في لبنان حول صلاحية الجهة المخولة ملاحقة رئيس الحكومة والوزراء والنواب في قضية المرفأ.
الجمعة 2020/12/18
جدل متواصل

بيروت – علّق المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت فادي صوان التحقيقات لعشرة أيام بعدما تقدم وزيران سابقان ادعى عليهما بمذكرة يطلبان فيها نقل الدعوى إلى قاض آخر.

وكان صوان ادعى في العاشر من ديسمبر على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وثلاثة وزراء سابقين، هم وزير المالية السابق علي حسن خليل ووزيري الأشغال السابقين غازي زعيتر ويوسف فنيانوس، إلا أن أحداً منهم لم يمثل أمامه في جلسات حددها لاستجوابهم كـ”مدعى عليهم”، ما اضطره إلى تأجيل الاستماع إلى يناير المقبل.

وتحقق السلطات اللبنانية في الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس وعزته إلى تخزين كميات هائلة من نترات الأمونيوم لسنوات في أحد عنابر المرفأ من دون إجراءات وقاية. وتبيّن أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزينها من دون أن يحركوا ساكنا.

علي حسن خليل أحد الذين تقدموا بمذكرة طلبوا فيها نقل التحقيق إلى قاض آخر
علي حسن خليل أحد الذين تقدموا بمذكرة طلبوا فيها نقل التحقيق إلى قاض آخر

وتقدم كل من زعيتر وخليل المقربين من رئيس مجلس النواب نبيه بري، بمذكرة أمام النيابة العامة التمييزية طلبا فيها نقل الدعوى إلى قاض آخر، بعدما اتهما صوان بخرق الدستور بادعائه على وزيرين سابقين ونائبين في البرلمان.

وأوضح مصدر قضائي أن “الطلب أحيل إلى محكمة التمييز الجزائية”، مشيراً إلى أن “كل أطراف الدعوى، بدءا من النيابة العامة التمييزية إلى المحقق العدلي ونقابة المحامين بوكالتها عن المدعين المتضررين جراء الانفجار، لديهم مهلة عشرة أيام للإجابة على هذه المذكرة”.

وأفاد المصدر القضائي أن صوان “أوقف كل إجراءات التحقيق إلى أن تبت محكمة التمييز بطلب نقل الدعوى”. وبناء على ذلك، ألغيت جلسة كان حددها الجمعة لاستجواب دياب، الذي لم يمثل في جلسة أولى الإثنين الماضي.

وأثارت الاتهامات التي وجهها صوان لكل من دياب والوزراء السابقين الثلاثة ردود فعل غاضبة من قوى سياسية نافذة لاسيما من حزب الله وتيار المستقبل الذي يرأسه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، وهما اللذان اتهما صوان بالانتقائية، على خلفية إغفاله مسؤولين كبار على رأسهم رئيس الجمهورية ميشال عون الذي سبق وأن أعلن علمه بالشحنة قبل انفجارها بأسبوعين.

وثمة تباين في وجهات النظر حاليا في لبنان حول صلاحية الجهة المخولة ملاحقة رئيس الحكومة والوزراء والنواب في قضية المرفأ.

والشهر الماضي، طلب صوان من البرلمان التحقيق مع وزراء حاليين وسابقين للاشتباه بتقصيرهم الوظيفي حيال معالجة وجود مادة نترات الأمونيوم في المرفأ. إلا أن البرلمان رفض طلبه، فبادر إلى الإدعاء على المسؤولين الأربعة بتهم “الإهمال والتقصير والتسبب بوفاة” وجرح المئات من الأشخاص.

وبحسب المفكرة القانونية، وهي منظمة غير حكومية متخصصة بشؤون قانونية وتُعنى بشرح القوانين وتفسيرها، فإن “الحصانة الدستورية تشمل الإخلال بالوظيفة الوزارية ولا تشمل استغلال هذه الوظيفة وتالياً لا القتل ولا الفساد”.

وحذرت المفكرة القانونية من أن “يبقى كل هذا محاولة لتهدئة الرأي العام ما لم يترافق مع تحقيقات جدية حول مسؤولية هؤلاء وسواهم من وزراء لم يتم استدعاؤهم بعد”. وتقدمت نقابة محامي بيروت قبل أكثر من شهر بالمئات من الشكاوى الجزائية أمام النيابة العامة التمييزية باسم المتضررين.

وتسبّب الانفجار بمقتل أكثر من مئتي شخص، وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح. وأدى إلى تأجيج غضب الشارع الناقم على الطبقة السياسية بكاملها ويتهمها بالفساد والإهمال، وبات يحملها أيضاً مسؤولية الكارثة.

2