الرسم على البيض مشروع بيئي يؤمن دخلا لنساء أردنيات

المشروع يهدف إلى المساهمة في المحافظة على الطبيعة وإلى دعم النساء والفتيات بتوفير مصدر دخل دائم لهن.
الجمعة 2019/07/19
دخل يكفي لإسعاد الأبناء

عمان - تستخدم الأيدي الماهرة لمجموعة من النساء الأردنيات بيض النعام غير المُخصب في رسم لوحات فنية مميزة. ويأتي هذا العمل الإبداعي في إطار مشروع تديره الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، يهدف إلى تخصيص جزء من العائدات لتمويل محميات الحياة البرية بالمملكة الأردنية.

تقضي نحو 20 امرأة وقتا بين عدة ساعات وحتى بضعة أيام لإتمام العمل على بيضة واحدة في ورشة عمل بمحمية الشومري للحياة البرية. وتُباع الأعمال الفنية المزخرفة لاحقا في مختلف أنحاء المملكة.

وتقول عليا المعاز مشرفة مشروع الرسم على بيض النعام “بدأ مشروع الرسم منذ العام 2000، وتأسس انطلاقا من فكرة أنه بدل رمي وهدر البيض الفاسد يمكن استخدامه في الرسم من خلال تجسيد لوحات ومنحوتات أثرية أو ذات طابع فني أردني خاص، كما يمكن أن نستوحي رسومنا من الطبيعة ما يجعل منتجاتنا الفنية مميزة”.

وأردفت عليا “نحن كفتيات من الأزرق استفدنا من هذه الفكرة التي حولناها إلى مشروع يؤمن لنا عملا خاصا بنا ونتعلم من خلاله صنعة يدوية ونوفر لأنفسنا دخلا ماديا قارا بعد ترويج منتجاتنا”.

ويهدف المشروع إلى المساهمة في المحافظة على الطبيعة والاهتمام بالبيئة وإلى دعم النساء والفتيات في مدينة الأزرق الأردنية بتوفير مصدر دخل دائم لهن.

وتستخدم النساء في رسومهن تقنية تنقيط بعينها لتقليد الفسيفساء الصغيرة جدا، وعادة ما يستلهمن رسومهن من مشاهد طبيعية في البرية والمحمية الواقعة بمدينة الأزرق، على بعد نحو 110 كيلومترات شرقي عمان.

وانضمت العشرات من النساء لورش الرسم على البيض على مر السنين، ويتلقين راتبا شهريا يقدر بنحو 500 دولار، إضافة إلى حوافز أخرى.

سعر البيضة الواحدة المرسومة بين 70 و300 دولار
سعر البيضة الواحدة المرسومة بين 70 و300 دولار

وقالت مستفيدة من المشروع تدعى إيمان طربين “أعمل في هذا المشروع منذ ثماني عشرة سنة، وبدأت التعلم منذ كان عمري 19 سنة، درست توجيهي ثم التحقت بالمشروع، وبعد المرور بفترة تدريبية على الرسم باشرت العمل، ثم عملت على ترويج منتجاتي ورسومي التي تدر عليّ المال بجانب اكتساب خبرة في فن الرسم”.

ويتراوح سعر البيضة الواحدة المرسومة بين 70 و300 دولار طبقا لمدى تعقيد اللوحة الفنية المرسومة عليها وجماليتها. ويقدّر عدد لوحات بيض النعام التي تُرسم سنويا بنحو 600 لوحة كل عام.

ويحظى بيض النعام ذو الرسوم بشعبية واسعة في الأردن لاسيما بين السياح الذين يبحثون عن شيء فريد يبقي ذكرى زيارتهم للمملكة.

وتربي الجمعية الملكية لحماية الطبيعة النعام منذ سنوات، حتى تم التأكد من أنه لم يعد مهددا بالانقراض. والآن يتم إنتاج البيض غير المخصب من مزارع النعام المحلية في أنحاء المملكة، وتحصل عليه الجمعية والعاملات في مشاريع الرسم على البيض.

ويوضح حازم الحريشة مدير محمية الأزرق المائية “شعار الجمعية هو ‘ساعد الطبيعة تساعد الناس’، وتؤمن الجمعية بهذا الشعار لأن العمل على حماية الطبيعة مرتبط ارتباطا وثيقا بدعم المجتمعات المحلية أو بدعم الناس وخاصة النساء، وبالتالي فإن المردود أو العائد المالي المتأتي من هذه المشاريع البيئية والاجتماعية الاقتصادية يساهم في برامج حماية الطبيعة”.

ويعد الرسم على بيض النعام واحدا من عدة مشاريع للجمعية، وبالإضافة إلى دعم المجتمعات المحلية فهو يوفر عائدات متدفقة للمرأة وعائلتها وللمجتمعات المحلية.

وتعتمد الجمعية في نحو 20 بالمئة من ميزانيتها على هذه المشروعات، بينما يأتي الباقي من السياحة البيئية وصندوق الائتمان وبعض المنح الحكومية.

21